ارتفاع معدلات الانتحار في العراق "الغني" بسبب الفقر!

كشف تقرير حقوقي، اليوم الجمعة، عن تسجيل 50 حالة انتحار في محافظة ديالى (شرق العراق)، خلال عام 2019، 29 منها انتهت بالوفاة أغلبهم من الإناث. 

وقال مكتب حقوق الانسان في محافظة ديالى، الجمعة، إن ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء تسجيل نحو 50 حالة انتحار خلال 2019 هي الحالة الاقتصادية الصعبة (الفقر)، والمشاكل العائلية، وتأثيرات وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لمفهوم الانتحار واليأس في نفوس المراهقين والشباب"، حسب قوله.

وأشار إلى أن "المحافظة سجلت معدلات عالية للانتحار في السنوات الأخيرة، وبدأت تثير قلق الرأي العام خاصة وأن أغلبهم من الشباب والصبية".

ثروات العراق

ويعيش العراق جملة من المشاكل والتحديات لا يكاد يفيق من واحدة حتى يغرق في أخرى، وكأنها دوامة اختطفت البلاد وجعلتها رهينة لفوضى لم تفلح الحكومات المتعاقبة الموالية لإيران في وضع حد لها منذ عام 2003 حتى اليوم.

وما زاد من سوء الأوضاع الاقتصادية في العراق وتأثر المواطن بشكل مباشر بها، هو أن إيران يدها على كل ثروات العراق والمجالات الاقتصادية الحيوية وعدم الاكتفاء بالتبادل النفطي، لا سيما وأن لها كل الصلاحيات والحرية المطلقة للتحرك في العراق، خاصة مع نفوذها المتزايد عسكريا وسياسيا، وتدخلها في كل القرارات العراقية، منذ عام 2003.  

وتقايض إيران في العراق سياسيا وعسكريا مقابل الانتفاع اقتصاديا، بحسب ما يقول موقع "بغداد بوست".

كما تتحكم إيران في العديد من القوى السياسية العراقية النافذة في البلاد، وهو ما يسهل تمتعها بصك على بياض بشأن المبادلات التجارية، كما أن لديها حضورا عسكريا قويا يتمثل في الميليشيات التابعة لها والتي تقاتل في العراق نيابة عنها ولتحقيق مصالحها على حساب الشعب العراقي.

ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بعد السعودية و فنزويلا في احتياطي النفط، ويمتلك خامس أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، أما معدل الصادرات النفطية اليومية يبلغ حاليا قرابة 4 ملايين نفط يوميا.

ويعاني العراق من ارتفاع مضطرد في نسبة العاطلين عن العمل خاصة بين الشباب من خريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا.

وتظهر أرقام رسمية أن معدل البطالة وسط الشباب يتجاوز 20%، في حين تحدثت منظمات دولية وأخرى غير حكومية عن ضِعف هذه النسبة.

وتعزى أبرز أسباب تفاقم البطالة في العراق إلى سوء الإدارة، وتفشي الفساد، وعدم وجود خطط حقيقية لإنعاش الاقتصاد، إضافة إلى عدم فتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية.

وكثيرا ما يعمد العشرات من حملة الشهادات العليا من الشباب إلى التظاهر أمام مقر رئاسة الوزراء للمطالبة بإنصافهم بعيدا عن البيروقراطية والمحسوبية والفساد.

ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد أخيرا، يرى كثيرون أن المشكلة لا تكمن في نقص الموارد المالية، بل في سوء الإدارة وتفشي الفساد. فموازنة البلاد تجاوزت في الماضي القريب مئة مليار دولار.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 12 يوليو - 2019