يواصل اللبنانيون مظاهراتهم لليوم الثامن على التوالي، ويؤكدون إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم بإسقاط النظام القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين وإسقاط الحكومة، في الوقت الذي وجه فيه رئيس الجمهورية ميشال عون كلمة إلى المتظاهرين ودعاهم لترك الساحات.
ومازال المحتجون يقطعون معظم الطرقات الرئيسية، ما تسبب بحالة شلل جزئي في البلاد، حيث أغلقت المدارس والإدارات العامة والمؤسسات الخاصة.
ودعا المحتجون إلى مواصلة المظاهرات في كل من طرابلس وبيروت وصور ومدن عدة جنوب لبنان، ما يشير لدخول الجنوب أكثر في الحراك الشعبي اللبناني.
ترك الساحات
بدوره، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، في كلمته، يوم الخميس، على ضوء الاحتجاجات التي تعم البلاد، أن تغيير النظام لا يتم في الساحات.
وقال عون "أتفهم فقدان ثقة اللبنانيين بالطبقة السياسية، وصرختكم لن تذهب سدى. كما أتفهم صرخة الألم، لكن الفساد والطائفية تسببا بأضرار كبيرة".
وأضاف "من موقعي سأكون الضمانة لتحقيق الإصلاح ولسماع كلمة المحتجين، فالحوار هو دائما الطريق الأسلم للإنقاذ وأنا أنتظركم"، لافتا إلى أن "حرية التعبير مقدسة في لبنان، ويجب أيضا الحفاظ على حرية التنقل".
وأوضح عون "نطمح إلى دولة لبنانية بلا طائفية يتساوى أمامها الجميع"، مضيفا أن "رئيس الجمهورية بعد الطائف يحتاج إلى تعاون الحكومة والبرلمان لتحقيق الإصلاح".
وأضاف "لا أسعى إلى التهرب من المسؤولية لكن العراقيل كثيرة. وتكلمت يوميا عن مكافحة الفساد، لكن مسؤولين كثيرين استاؤوا من الموضوع".
وقال الرئيس اللبناني "ألتزم بمكافحة الفساد، وهذه مسؤولية مجلس النواب وأتطلع للتعاون. ومكافحة الفساد الفعلية تتمثل بالتطبيق الصارم للقانون".
وشدد على أنه "من الضروري استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة كل من سرق المال العام"، لافتا إلى أن "المحاسبة تتم من خلال القضاء، والسارق لا طائفة له".
وقال "تقدمت سابقا بورقة إصلاحية واقتراحات ومشاريع قوانين كثيرة لمكافحة الفساد"، مضيفا أنه "يجب الكشف عن الحسابات المصرفية للمسؤولين، ورفع الحصانة عن المتورطين، وإعادة النظر في الوضع الحكومي الحالي لتتمكن السلطة التنفيذية من العمل".
ردود أفعال
وعلّق متظاهرون على كلمة عون، بالقول إنها لم تقدم شيئا جديدا، وأبدوا استغرابهم من دعوته لترك الساحات، ومحاولة تبرئة فريقه السياسي "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل مما آلت إليه الأوضاع في لبنان.
وأكدوا على مواصلة مظاهراتهم حتى تحقيق مطالبهم بإسقاط النظام السياسي والحكومة، ومحاسبة الفاسدين.
ريتا مارالله – إيران إنسايدر