اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الأربعاء، أن الاتفاق الروسي- التركي الأخير في سوتشي هو خطوة إيجابية لإعادة الاستقرار وإنهاء النزاع بشمال سوريا.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها، "نأمل أن يسهم الاتفاق بين روسيا وتركيا في رفع مخاوف تركيا الأمنية من جهة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز السيادة الوطنية، من جهة أخرى".
وأكد البيان على أن "طهران ترحب بأي خطوات تسهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتعزيز سيادتها الوطنية، وعودة الاستقرار إلى شمال سوريا، وتؤيد دائما الحوار وحل الخلافات بين دمشق وأنقرة بالوسائل السلمية".
وأوضح البيان أن طهران تشجع دمشق وأنقرة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل، معتبرة اتفاق أضنة أساسا مناسبا لرفع مخاوف كل من تركيا وسوريا.
وقالت وزارة الخارجية، إن "تواجد القوات الأجنبية في شمال سوريا لن يسهم في تحقيق الأمن"، مشيرة إلى أن انسحاب هذه القوات من شمال سوريا سيسهم في إعادة الأمن والاستقرار، في إشارة لانسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا.
وأوضحت أن "بدء اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في المستقبل القريب سيجعل آثار مسار أستانا في ضمان الأمن والسلام في سوريا، أكثر وضوحا".
أصوات مزعجة
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر، إن على الرئيس الإيراني حسن روحاني إسكات الأصوات المزعجة التي تصدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين حيال عملية نبع السلام التركية شمال سوريا.
وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة أنقرة، قبيل مغادرته إلى مدينة سوتشي الروسية للقاء نظيره فلاديمير بوتين "ثمة أصوات مزعجة تصدر من الجانب الإيراني، وكان ينبغي على السيد روحاني إسكاتها، فهي تزعجني أنا وزملائي".
وجاء تصريح أردوغان ردا على عدد من المسؤولين الإيرانيين، الذين أعربوا عن رفضهم لعملية "نبع السلام" التركية، وانتقدوا العملية العسكرية، قائلين إنها تلحق أضرارا بالمدنيين المقيمين في مناطق شرق الفرات.
وأفاد المكتب الصحفي التابع لوزارة الخارجية الإيرانية يوم الجمعة 18 تشرين الأول/أكتوبر، بأنه "في إطار مواصلة مشاوراته مع ممثلي دول المنطقة، أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ناقش خلالها آخر الأحداث الإقليمية، لا سيما الوضع في شمال سوريا".
ويأتي الاتصال بالتزامن مع الاتفاق التركي-الأمريكي لإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا بعمق 32 كيلومترا وطول 450 كيلومترا.
وتوصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أنقرة، إلى اتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أتاح تعليق تركيا عملياتها العسكرية، لمدة خمسة أيام، بانتظار أن تنسحب الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا.
وسيطرت تركيا في عمليتها العسكرية "نبع السلام" على مدينتي تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ورأس العين شمال الحسكة.
وعارضت إيران شن عملية عسكرية تركية شمال سوريا، وطالبت أنقرة بوقفها بعد إطلاقها، كما حشدت قواتها في مدينة ديرالزور في محاولة للسيطرة على مناطق شرق سوريا مستغلة إعلان الرئيس الأمريكي سحب قوات بلاده من سوريا.
دوريات مشتركة
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الشرطة العسكرية التابعة لها أطلقت، اليوم الأربعاء، دوريات على الحدود السورية التركية، مشيرة إلى أنها ستنشئ قاعدة لها في مدينة عين العرب شمال شرق سوريا.
وقال المتحدث باسم قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا، اللواء إيغور سيريتسكي، في حديث لقناة "روسيا-24": "بدأت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية، اعتبارا من الساعة 12:00 من ظهر اليوم، تسيير دوريات على طول الحدود السورية التركية".
وأشار سيريتسكي إلى أن الدوريات يجري تسييرها في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين روسيا وتركيا لخفض التوتر في شمال شرق سوريا على خلفية عملية "نبع السلام" العسكرية، التي ينفذها في المنطقة الجيش التركي ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وأوضح المتحدث باسم قيادة القوات الروسية في سوريا أن الشرطة العسكرية لبلاده ستنشئ قاعدة في مدينة عين العرب، الواقعة غربي منطقة عملية "نبع السلام" الخاضعة لسيطرة الجيش التركي.
وبين سيريتسكي قائلا "نحن الآن على بعد كيلومترين من مدينة عين العرب (كوباني). وسيتم في هذه القاعدة نشر وحدة الشرطة العسكرية للقوات المسلحة الروسية، والتي ستقوم بالدوريات".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من اليوم، أن قوافل من شرطتها العسكرية وصلت إلى عين العرب لإطلاق دوريات مشتركة مع الجيش السوري، حيث أجرت اجتماعا مع الإدارة المحلية "لمناقشة مسائل التعاون لتنفيذ المهمات المحددة".
الاتفاق الروسي-التركي
وتوصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق جديد بخصوص الأزمة السورية وعملية "نبع السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في شمال سوريا.
وفيما يلي نص الإعلان:
1 - كلا الجانبين أكدا على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.
2 - أكدا الرئيسان التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.
3 - سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.
4 - كلا الطرفين أكدا مجددا على أهمية اتفاقية أضنة، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.
5 - اعتبارا من الساعة الـ12:00 ظهرا يوم 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.
في تلك اللحظة، سيبدأ تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام" بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.
6 - سيتم إخراج جميع عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.
7 - كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.
8 - سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطواعية والآمنة للاجئين.
9 - سيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.
10 - سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانا، وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر