احتشد مئات المحتجين أمام سراي النبطية (جنوب لبنان) في تحدٍ لمحاولات القمع وفض الاعتصام من قبل زعران ميليشيا "حزب الله" وحركة أمل الموالين لإيران.
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن زعران تابعين لميليشيا حزب الله وحركة أمل اعتدوا على المتظاهرين وحاولوا منعهم من تصوير المظاهرة في محاولة للتعتيم الإعلامي على الحراك الذي يشهده جنوب لبنان، وفي محاولة لفض الاعتصام، مشيرا إلى أن 25 متظاهرا أصيبوا بجروح، جراء المواجهات التي وقعت مع عناصر البلدية التابعين للحزب وحركة أمل.
وأضاف مراسلنا أن قوة من الجيش وقفت حائلا أمام المتظاهرين وزعران الحزب وأمل.
وقال إن مسيرة حاشدة توجهت نحو ساحتي رياض الصلح والشهداء، في وسط بيروت، قبل أن يعمد الجيش اللبناني إلى إقفال مداخل "ساحة الشهداء".
ويواصل اللبنانيون لليوم السابع مظاهراتهم التي انطلقت في لبنان مساء 17 تشرين الأول/أكتوبر، للمطالبة برحيل الحكومة واحتجاجا على فساد الطبقة السياسية.
وقالت مصادر إعلامية إن ن قوات الجيش اللبناني بدأت عمليات واسعة من أجل فتح الطرقات التي أقفلها عدد من المتظاهرين في مدن مختلفة، في حين رفض المحتجون فتحها.
وقطع عدد من المتظاهرين طريق بشارة الخوري، المؤدي إلى وسط بيروت، ونصبوا خيمة وسط الشارع.
في المقابل، أوضح الجيش في بيان له أنه عمد إلى فتح الطرق من أجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها، مؤكدا في الوقت ذاته حرصه على حماية الحراك. وقال: "جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم".
سيناريوهات
وأفادت مصادر إعلامية بأن الحديث يدور داخل رئاسة الجمهورية والحكومة حول ثلاثة سيناريوهات لمواجهة الحراك الشعبي الواسع الذي تشهده البلاد للمرة الأولى.
وأضافت أن رئيس الحكومة سعد الحريري طلب في اتصال أجراه مع قادة الأجهزة الأمنية الحفاظ على الأمن والاستقرار، والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق.
ويقوم السيناريو الأول على إجراء تعديل وزاري يدخل وجوها جديدة ويستبعد أخرى قديمة، وذلك بتغيير 10 وزراء لامتصاص غضب الشارع.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في استقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط، وقد رفض هذا السيناريو من قبل بعض الأطراف السياسية وجرى تجميده حاليا.
ويتمثل السيناريو الثالث في استقالة حكومة الحريري، وتشكيل حكومة مصغرة من 14 إلى 16 وزيرا، على أن تضم أبرز الأحزاب وتمثل بوجوه غير مستفزة للمحتجين.
مطالب الحراك
ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.
ودعت إحدى المجموعات المشاركة في التظاهرات العارمة، إلى مواصلة الحراك والإضراب العام الأربعاء، فضلا عن قطع الطرقات.
وأعلنت مجموعة "لـ حقي" في بيانها رقم 8 مساء الثلاثاء، الاستمرار في التظاهرات في كافة المدن اللبنانية حتى "استقالة الحكومة الفورية، وتشكيل حكومة إنقاذ مصغرة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة، فضلا عن إدارة الأزمة الاقتصادية وإقرار نظام ضريبي عادل".
كما طالبت بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إقرار قانوني انتخابي عادل، وتحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.
ريتا مارالله - إيران إنسايدر