احتشد مئات آلاف اللبنانيين بمظاهرات حاشدة، مساء اليوم الثلاثاء، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش اللبناني لا سيما في وسط بيروت ومدينة طرابلس.
وقال مراسل إيران إنسايدر، إن القوى السياسية تحاول امتصاص الاحتجاجات من خلال اقتراح تعديل وزاري يطال الشخصيات الوزارية الأكثر استفزازا للشارع اللبناني، أبرزهم وزير الخارجية جبران باسيل.
وأضاف مراسلنا أن المتظاهرين يصرون على تنفيذ كافة مطالبهم بإسقاط الحكومة والطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وسرقة مقدرات الشعب على مدار عقود.
وأكد أن المحتجين مستمرون في إضراب عام حتى إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن الطائفية.
وأفاد أن عددا من الطرق التي تربط العاصمة اللبنانية بيروت بمحافظات الشمال والجنوب لازالت مقطوعة.
ونوه أن القوى الأمنية فتحت بعض الطرقات لتسهيل حركة المرور أمام المواطنين، في حين رفض محتجون فتح طرق أخرى.
رفض ورقة الحريري
وعبّر متظاهرون لبنانيون بساحات الاعتصام في مختلف أنحاء البلاد عن رفضهم خطة الحريري، مشددين على بقائهم في الشارع.
وعقب كلمة الحريري، زحف المحتجون إلى الساحات بأعداد كبيرة على وقع هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام".
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يوم الاثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر، أن مجلس الوزراء أقر موازنة 2020 بعجز 0.6% ومن دون ضرائب جديدة.
وقال إن الحكومة صادقت على خفض 50% من رواتب الوزراء والنواب الحاليين والسابقين. ووعد بإقرار مشروع قانون لتشكيل هيئة لمكافحة الفساد. كما أعلن إلغاء وزارة الإعلام ودمج عدد من المؤسسات.
ووصف الحريري موازنة عام 2020 بأنها "انقلاب اقتصادي" بالنسبة للبنان.
من جهته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث صحفي إنه لن يترك الحكومة في الوقت الحالي، مضيفا أنه سيستمرّ في معركة الإصلاحات من داخل مجلس الوزراء.
ورأى جنبلاط أن الإصلاحات التي وافقت عليها الحكومة ليست جذرية، معتبرا أن "الطريقة الوحيدة للاستجابة للمطالب الشعبية هي التوجه نحو إجراء انتخابات مبكرة وفقا لقانون انتخابات غير طائفي".
زعران حزب الله
وبدأت فيه ميليشيا "حزب الله" بتحريك أنصارها لمواجهة المتظاهرين السلميين ووأد حراكهم، مساء يوم الاثنين.
وأظهرت صور نشرتها وكالات أنباء دراجات نارية تحمل أعلام حزب الله وحركة أمل تجوب شوارع بيروت.
واتهم ناشطون راكبي هذه الدراجات بنشر الفوضى بعد اختراق صفوف المتظاهرين.
وقال النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور فارس سعيد، إن ميليشيا "حزب الله"، أخذت قرارا بتحريك أنصارها لترهيب الانتفاضة السلمية في بيروت وكل شوارع لبنان، وأن الحزب أخذ قرارا أمنيا يهدف إلى إلغاء المظاهرات السلمية.
وحمّل سعيد الرئيس اللبناني والقوى الأمنية مسؤولية التعرض للمتظاهرين السلميين، مطالبا بحماية ساحات التظاهر.
وأضاف النائب السابق أن الحزب ضاق صدره ويواجه عقوبات أمريكية أرهقته، ويتعامل مع اللبنانيين بنوع من التوتر والتهور وضيق النفس.
وأظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر مشبوهة بالاعتداء على المتظاهرين في بنت جبيل على الحدود مع إسرائيل.
تدخل الجيش
وانتشرت صور لتدخل الجيش اللبناني لتفريق مواكب دراجات نارية تابعة لحزب الله وحركة أمل كانت متجهة إلى ساحات الاعتصام.
وعيد سابق
وقال زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله، يوم السبت 19 تشرين الأول/أكتوبر، إنه لا يؤيد استقالة الحكومة، مضيفا أن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية.
وأضاف نصر الله أنه يدعم الحكومة الحالية "ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة"، وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وقال "عند فرض ضرائب جديدة على الفقراء سننزل على الشارع".
وهدد نصرالله بالقول "إلى اليوم لم ننزل إلى الشارع... تحالف العهد ما فيكم تسقطوه... وأنتو عم تضيعوا الوقت والبلد وتوقيتكم خاطئ".
وتتواصل المظاهرات في لبنان، وتصر على تحقيق مطالبها بإسقاط كل التيارات السياسية الحاكمة والمتورطة بقضايا فساد، ويبدو أنها اقتربت من تحقيق مطالبها بعد استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية من الحكومة الذي يرأسه سمير جعجع.
وتقول مصادر إن فئة واسعة من البيئة الحاضنة لميليشيا "حزب الله" وحركة أمل المقربتين من إيران، تشارك بقوة في هذا الحراك الشعبي في كل من صور والنبطية والهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية، فيما يبدو رسالة لميليشيا الحزب وحركة أمل أن قبضتهم الحديدية على الطائفة الشيعية بدأت تتفكك كسائر الشعب اللبناني الذي خرج بمظاهرات ضد الفساد.
ريتا مارالله – إيران إنسايدر