قال زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله، يوم السبت، إنه لا يؤيد استقالة الحكومة، مضيفا أن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية.
وأضاف نصر الله أنه يدعم الحكومة الحالية "ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة"، وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وقال "عند فرض ضرائب جديدة على الفقراء سننزل على الشارع".
اللافت في كلمة نصر الله اليوم، وبعدما تسللت التظاهرات والاحتجاجات نحو بيئته في الجنوب والضاحية الجنوبية محاولة استيعابه مطالب الشارع وتدارك الغضب الشعبي الذي انفجر بوجه "حزب الله" و"حركة امل".
وتأتي كلمة نصرالله، بعد إعطاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري 72 ساعة مهلة لشركائه في الحكومة للاتفاق على مخرج للأزمة الاقتصادية في لبنان، وقال "إن الانتظار لم يعد خيارا ومن يملك الحل للأزمة فليتقدم"، وتحدى من يملك الحل أن يتسلم وفق انتقال سلس وهادئ للسلطة.
ورفض تقديمه ككبش محرقة، وتحميله كافة المسؤولية.
مظاهرات وقمع
وبدأ المتظاهرون يعودون إلى بعض الشوارع والساحات الرئيسة في لبنان لليوم الثالث على التوالي، رغم القمع العنيف من القوى الأمنية والعسكرية لتحركات حاشدة ليلا وتوقيفها العشرات.
وأعاد المتظاهرون قطع الطريق الرئيس بين العاصمة اللبنانية بيروت ومحافظة الشمال.
وشهدت بلدات في جبل لبنان والبقاع تجمعات لعشرات الناشطين، فيما اعتصم نحو مئة شخص أمام السراي الحكومي في بيروت.
وتولى الجيش اللبناني صباحا إعادة فتح بعض الطرق الدولية، فيما كان شبان يجمعون الإطارات والعوائق والأتربة في بيروت ومناطق أخرى تمهيدا لقطع الطرق الرئيسة.
وشهدت مدن عدة أبرزها طرابلس شمالا والنبطية جنوبا تجمعا للمتظاهرين منذ ساعات الصباح الباكر. وقال أحد المتظاهرين في مدينة النبطية -التي تعد من معاقل حزب الله- في تصريح لقناة تلفزيونية محلية، "صراعنا أبدي مع هذا النظام الطائفي (...) نعاني منذ ثلاثين سنة من الطبقة السياسية الحاكمة".
وأضاف "يحاولون تصويرنا على أننا غوغائيون لكننا نطالب بحقوقنا".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، تظهر مسلحين يعملون على فتح طريق بالقوة في مدينة صور جنوبا، قال متظاهرون إنهم ينتمون لحركة أمل التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري وتحظى بنفوذ في المنطقة.
مسؤولية حزب الله
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يوم الجمعة 18 تشرين الأول/أكتوبر، إن حزب الله يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، مضيفا أن ميليشيا الحزب متخوفة جدا وقسم من قاعدتها خرج عليها.
وتابع جعجع إن "حزب الله متضرر من الوضع القائم في لبنان".
وشدد جعجع على أن ما يحدث في لبنان ثورة شعبية حقيقية.
وقال إن فرقاء السلطة في لبنان ميؤوس منهم لا يناسبهم قيام الدولة.
وأضاف رئيس حزب القوات اللبنانية، أن "موقف القوات اللبنانية يقوم على التنسيق مع سعد الحريري للتوصل إلى حكومة تكنوقراط".
وقال إن "جبران باسيل يتحمل المسؤولية الأساسية عن العجز المالي والإخفاق في ملف الكهرباء".
وأشار جعجع إلى أن "أي تغيير جذري في لبنان يبدأ بتشكيل حكومة جديدة"، موضحا أن "المشكلة ليست في النظام السياسي اللبناني بل بالأكثرية الحاكمة"، في إشارة إلى حزب الله.
واعتبر أن "استقالة رئيس الجمهورية ستتسبب بتعقيدات في الوقت الحاضر".
وبدأت موجة الاحتجاجات، يوم الخميس 17 تشرين الأول/أكتوبر، في العاصمة بيروت، سرعان ما توسعت لتشمل عدة مدن وبلدات في أرجاء لبنان احتجاجا على الضرائب والأوضاع المعيشية، وتنديدا بقرار مجلس الوزراء المتعلق بفرض رسوم ضريبية جديدة. وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات في ساحة رياض الصلح وسط بيروت.
وتعالت هتافات في وسط العاصمة، ونادت "الشعب يريد إسقاط النظام"، وازدادت موجة الاحتجاجات يوم الجمعة، وشهدت مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي تعاملت بعنف مع جموع المتظاهرين بهدف تفريقهم وإنهاء الحراك.
ريتا مارالله – إيران إنسايدر