كشف ضباط أمريكيون عن نية بلادهم البقاء في محافظة ديرالزور الغنية بالنفط، مشددين على أن قرار الانسحاب الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يشمل ديرالزور.
وتتخذ القوات الأمريكية من حقل العمر النفطي بديرالزور مقرا لها، كما تنتشر في حقلي الكونيكو، والتنك، وغيرها من القواعد العسكرية الأمريكية في تلك المنطقة.
وتعتبر ديرالزور خط تماس مباشر مع الميليشيات الإيرانية، التي تنتشر في مدينتي البوكمال والميادين على الحدود السورية-العراقية.
مظاهرات رافضة
وتظاهر أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في دير الزور ضد النظام، ورفضا لتسليم مناطقهم إلى قوات النظام، بعد عقد "قسد" والنظام لاتفاق مؤخرا يسمح بعبور الأخير إلى شرق الفرات، مقابل تسليم "قسد" كافة مناطق سيطرتها للنظام.
وقالت مصادر إعلامية من دير الزور، إن المظاهرات خرجت بقرى (جديد بقارة، وجديد عكيدات، والصبحة، والدحلة، والحصان، وسفيرة)، ونقاط أخرى بالمحافظة، في الأثناء سيرت قوات التحالف الدولي دورية بقرية (جديد عكيدات).
وطالب المتظاهرون، قوات التحالف الدولي والمجتمع الدولي بعدم السماح لقوات النظام بالتقدم إلى مناطقهم شرقي الفرات، وهددوا بحمل السلاح لمواجهة أي محاولة تقدم لنظام الأسد.
كما اعتبر المتظاهرون من خلال اللافتات التي حملوها أن أي طرف يفاوض النظام خائن، مشددين على أن دير الزور ليست سلعة يتم التفاوض عليها.
وتوصلت قوات "قسد" إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بنشر قواته في مناطق سيطرتها شرقي الفرات، لمواجهة العملية التركية المشتركة مع الجيش الوطني ضدها في المنطقة، وبدأ النظام بالفعل بإرسال قوات إلى بعض هذه المناطق.
احتجاجات سابقة
وخرج مئات المدنيين من عدة مناطق في ريف ديرالزور، في مظاهرة حملت عنوان (جمعة التحرير)، للمطالبة بانسحاب قوات الأسد والميليشيات الإيرانية من القرى والبلدات التي تسيطر عليها شرق الفرات "خشام وحطلة ومراط والحسينية والصالحية".
وبحسب مصادر محلية؛ فإن المتظاهرين انطلقوا من منطقة المعامل باتجاه حواجز قوات النظام في بلدة الصالحية، وتمكن عدد من المتظاهرين من السيطرة على حاجز كازية الصقر عند مدخل بلدة الصالحية الشمالي من جهة المعامل، بعد انسحاب قوات النظام منها.
وأشارت إلى أن المتظاهرين تمكنوا من اعتقال عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة عميد، بعد تطويقهم في حاجز كازية صقر، ومن جانبها اعتقلت قوات النظام عددا من المتظاهرين الذين اقتربوا من الحاجز الثاني في بلدة الصالحية.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "الموت لإيران" و"سوريا حرة إيران تطلع برا" و"من يساعدنا على التخلص من الاحتلال الإيراني هو صديقنا".
تغلغل إيراني
وعززت إيران انتشارها العسكري والثقافي والاجتماعي في محافظة ديرالزور (مدينة ديرالزور، والميادين، والبوكمال) شرق سوريا، في ظل غياب تام للنظام السوري وقواته، وتعتمد طهران على ست ميليشيات أجنبية لبسط سيطرتها الكاملة على العقدة الأهم في طريقها البري من العراق تجاه سواحل المتوسط في سوريا ولبنان.
ويقود "سلمان الإيراني" الميليشيات التابعة لإيران في مناطق شرق سوريا، ويتخذ من قرية تقع قبالة قرية الباغوز بريف ديرالزور كمقر رئيسي له، وينتشر أكثر من 150 مسلحا من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية لحماية المقر.
وتتمركز الميليشيات التابعة لإيران في البوكمال والميادين، وتنتشر ميليشيا "حزب الله" اللبنانية إضافة لـ"كتائب حركة النجباء" العراقية، وميليشيات "زينبيون" الباكستانية و"فاطميون" الأفغانية، و"لواء الإمام الحُجّة" التابع للحرس الثوري الإيراني، وكتائب ميليشيا "حزب الله" العراق على الحدود السورية العراقية.
وترسل إيران السلاح لميليشياتها شرق سوريا، من مدينة القائم العراقية، وتسلمها للقيادي "سلمان الفارسي".
وتنشر إيران التشيع في دير الزور وخاصة في مناطق الريف (الغربي والشرقي) مستغلة الفقر المنتشر فيها، والتهميش الكبير الذي تعانيه، خاصة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري مؤخرا.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر