انطلقت المظاهرات الشعبية في العراق يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مطالبة بتوفير فرص عمل ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات، في بلد يعاني من نقص مزمن في الكهرباء ومياه الشرب، ثم ما لبث أن طالبت باستقالة حكومة عادل عبد المهدي وإسقاط النظام وإنهاء التبعية لإيران ومهاجمة الأحزاب السياسية والمسؤولين المتهمين بالفساد.
وتقول مصادر عراقية، إن أكثر من 138 عراقيا قتلوا، فيما أصيب أكثر من 6000 متظاهر منذ بدء الاحتجاجات.
ويستعرض التقرير التالي الأحداث التي شهدها العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وكيف تفاقم الوضع وكيف هدأ بعد هدنة المتظاهرين بسبب أربعينية الحسين؟
روزنامة الأحداث
1 تشرين الأول/أكتوبر - الثلاثاء
تظاهر أكثر من ألف شخص في شوارع بغداد وعدة مدن في جنوب العراق.
انطلقت أول مظاهرة حاشدة ضد حكومة عادل عبد المهدي بعد نحو عام من تشكيلها، إثر دعوة على شبكات التواصل الاجتماعي.
تجمّع المتظاهرون في ساحة التحرير بالعاصمة في حراك بدا عفويا، بينما لم تصدر دعوة صريحة من أي جهة سياسية أو دينية للتظاهر.
قطعت قوات الأمن العراقية كل الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، بعدما تزايد أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير.
هتف المتظاهرون ضد الفساد المستشري والأوضاع الاقتصادية المتردية، وطالبوا بإسقاط الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي.
طالب المتظاهرون بإجراء إصلاحات، ومحاربة الفساد، وتوفير فرص العمل، وإبعاد المؤسسة العسكرية عن الخلافات السياسية والمزايدات.
رفع المتظاهرون صورة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي اعتراضا على الإطاحة به من جهاز مكافحة الإرهاب بأوامر إيرانية.
3 متظاهرين قتلوا وأصيب العشرات، برصاص قوات الأمن العراقية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
2 تشرين الأول/أكتوبر - الأربعاء
خروج مظاهرات جديدة في العاصمة العراقية بغداد لليوم الثاني على التوالي.
عزز الجيش العراقي انتشاره في الشوارع الرئيسية بعدة مدن عراقية لدعم قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين السلميين.
في بغداد، حاولت الشرطة تفريق الحشود في نحو خمسة أحياء عبر إطلاق الغاز المدمع والرصاص الحي.
حاول المتظاهرون الوصول إلى ساحة التحرير -التي ضربت قوات الأمن طوقا أمنيا حولها- وأشعلوا الإطارات وأغلقوا الطرق الرئيسية، بينما أغلقت السلطات المنطقة الخضراء.
كشف محمد مجيد رئيس تجمع محاميي "جيل العطاء"، عن التحرك بقوة لإقامة دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي وعدد من القيادات الأمنية لمحاسبتهم على ارتكاب جرائم القتل العمد واستعمال القوة المفرطة المميتة ضد متظاهرين عزل دون أي مبرر.
وجهت رئاسة مجلس النواب لجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان النيابيتين بفتح تحقيق بالأحداث.
دعا عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة إلى اجتماع طارئ للبرلمان لبحث تظاهرات بغداد.
دعا ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بفتح تحقيق شامل للوصول إلى العدالة.
دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره إلى تنظيم "اعتصامات سلميّة" و"إضراب عام".
فرضت السلطات حظرا للتجول في بغداد وعدة مدن أخرى.
قتل مدني وأصيب العشرات برصاص قوات الأمن العراقية في محافظة ذي قار.
3 تشرين الأول/أكتوبر - الخميس
توسعت رقعة المظاهرات في العراق، وشملت مناطق عدة أبرزها كركوك (شمال)، وديالى (شرق) وبغداد وبابل وواسط وكربلاء (وسط)، وميسان وذي قار والقادسية والنجف والبصرة والمثنى (جنوب).
وصل عدد المتظاهرين الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية إلى 18 قتيلا.
قُطعت السلطات الإنترنت عن نحو 75% من مناطق البلاد في إجراء اعتبرته منظمات حقوقية متعمّدا لمنع تغطية الاحتجاجات.
اقتحم المتظاهرون مبنى محافظات ميسان وذي قار والقادسية والنجف وأضرموا النيران فيها.
تظاهر الآلاف أمام مبنى محافظة ميسان والديوانية.
عقدت الرئاسات الثلاث في العراق اجتماعا طارئا لبحث تطورات المظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات.
أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حظرا كاملا للتجوال في العاصمة العراقية بغداد، اعتبارا من الساعة الخامسة صباحا وحتى إشعار آخر.
أعلنت قوات الأمن العراقية، حظر التجوال في محافظات واسط وذي قار والنجف.
قرر مجلس محافظة بغداد تعطيل العمل الخميس في كل الدوائر التابعة له.
الجنرال الإيراني قاسم سليماني يترأس غرفة عمليات في المنطقة الخضراء
ضم الاجتماع قادة ميليشيات الحشد الشعبي هم هادي العامري وقيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس وأبو جهاد الهاشمي.
قرر المجتمعون عزل المتظاهرين عن الشعب من خلال إصدار مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانا بالاتفاق مع ممثلين عن المتظاهرين يؤكد فيه الموافقة على تلبية جميع مطالبهم.
أغلقت إيران معبرين حدوديين مع العراق، أحدهما من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف لزيارة الأماكن المقدسة لدى الشيعة.
قالت الخارجية الإيرانية "لدينا ثقة بأن الحكومة العراقية ستعمل مع الأحزاب والمرجعيات على تهدئة الأوضاع".
4 تشرين الأول/أكتوبر - الجمعة
ارتفع عدد القتلى إلى 44 قتيلا، 16 منهم قتلتهم قوات الأمن في بغداد.
اتّهمت قوات الأمن "قناصة مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصرها في بغداد.
تواصلت المظاهرات رغم التشديدات الأمنية، واستخدام الرصاص الحي لفض المظاهرات، وخرج المئات في الزعفرانية أكبر مدن العاصمة بغداد.
أكد المرجع الديني الشيعي الأبرز آية الله علي السيستاني دعمه لمطالب المتظاهرين.
دعا مقتدى الصدر الحكومة إلى الاستقالة وإجراء "انتخابات مبكرة تحت إشراف الأمم المتحدة".
5 تشرين الأول/أكتوبر - السبت
ارتفع عدد القتلى المتظاهرين إلى أكثر من 100 قتيل وأكثر من 4000 جريح.
أكدت الداخلية العراقية إعادة 46 ألف مفصول عسكري من العمل إلى وظائفهم مطلع كانون الثاني/يناير المقبل.
فرّقت قوات الأمن تجمعا كبيرا في العاصمة، حيث رُفع حظر التجول وواجه المتظاهرون الذخيرة الحية والغاز المدمع.
متظاهرون يرفعون شعار "بغداد حرة حرة إيران تطلع برا".
أشعل متظاهرون النار في مقار ستة أحزاب سياسية في الناصرية، وسُمعت طلقات كثيرة في الديوانية.
قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إن الحكومة تلتزم بتقديم الفاسدين للقضاء، ودعا كل القوى السياسية إلى التعاون لتوفير شروط الإصلاح.
رفض المتظاهرون هذه الخطوات وأكدوا إصرارهم على إسقاط الحكومة.
جدد زعيم التيار الصدري دعوته إلى استقالة الحكومة.
حذرت دول مجلس التعاون الخليجي مواطنيها من السفر إلى العراق.
6 تشرين الأول/أكتوبر - الأحد
قال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري، إن قناصة من إيران مسؤولون عن قتل المتظاهرين.
عودة خدمة الانترنت ولكن بشكل جزئي، ومواصلة حجب موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر".
عدد القتلى تجاوز 130 وعدد الجرحى تجاوز 4500 مدني.
أعربت الأمم المتحدة عن أسفها البالغ إزاء تطورات الأحداث في العراق.
7 تشرين الأول/أكتوبر - الاثنين
قال الجيش العراقي في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، إنه سينسحب من حي مدينة الصدر السكني.
أقر الجيش باستخدام المفرط للقوة مع المحتجين في مدينة الصدر، حيث قتل 13 متظاهرا.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يجري اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ويؤكد ثقته بالقوات العراقية.
اتهم المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي "الأعداء" بـ"زرع الفتنة" بين طهران وبغداد.
أعلن الحشد الشعبي أنه مستعد للتدخل لمنع "انقلاب" إذا أمرت الحكومة بذلك.
عدد القتلى تجاوز 138، وعدد الجرحى تجاوز 5000 متظاهر.
الرئيس العراقي برهم صالح يقول إن ما يحدث في البلاد "فتنة وجريمة" لا يمكن السكوت عنها.
مجلس القضاء الأعلى يشدد على ضرورة محاكمة كل من اعتدى على المتظاهرين.
أقرّ قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني العميد حسين كرمي بإرسال 24 كتيبة من القوات الخاصة مكونة من 7500 عنصر إلى العراق.
8 تشرين الأول/أكتوبر - الثلاثاء
اتخذت الحكومة العراقية حزمة ثانية من القرارات، في محاولة لاحتواء مظاهرات تطالب برحيل حكومة عادل عبد المهدي.
دعا الرئيس العراقي برهم صالح، مسؤولي المحافظات إلى ضبط النفس والإسراع في تلبية مطالب الاحتجاجات
الحكومة العراقية أعادت قطع خدمة الانترنت عن مدن عدة.
تواصلت المظاهرات في مدينة الصدر.
أعلنت السلطات العراقية إعادة فتح المنطقة الخضراء.
استأنف البرلمان جلساته، بعد أيام من المظاهرات.
قرر نشطاء تعليق الاحتجاجات لحين انتهاء زيارة "أربعينية الحسين"، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وهي مناسبة دينية خاصة بالشيعة.
حصيلة القتلى
تقول مصادر لمراسل إيران إنسايدر إن عدد القتلى تجاوز 300 قتيل لكن يوجد تكتم حول الرقم من قبل السلطات الأمنية.
نتائج
أعلنت الحكومة العراقية عن 17 خطوة إصلاحية كالزيادة في قيمة المساعدات المقدمة للأسر المحتاجة، وبناء 100 ألف مسكن، وتقديم معاش للشباب العاطلين عن العمل، وتكثيف برامج التدريب المهني، وذلك بعد حزمة إصلاحات أولى أعلنت عنها الحكومة بعد 3 أيام من اندلاع المظاهرات.
أسباب التظاهر
أسباب عديدة دفعت الشباب إلى الخروج للشوارع من أجل التظاهر، لعل من أبرزها البطالة التي تطال شابا من بين أربعة، بالإضافة إلى تدني جودة قطاع الخدمات العمومية. ويعبر الحراك، الذي يبدو أنه يفتقر إلى زعيم، عن انزعاج العراقيين في دولة تعاني من نقص حاد في مياه الشرب والكهرباء، رغم أنها خامس أكبر دولة في العالم من حيث احتياطي النفط. وفقا للأرقام الرسمية، وقع اختلاس ما يعادل 410 مليارات يورو من الأموال العامة في غضون 15 عاما.
لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه الوعود ستكون كافية لتهدئة الغضب. فقد تزايد عدد المحتجين الذين يشككون في قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها والذين يطالبون بإجراء انتخابات جديدة.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر