قالت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر، اليوم الأربعاء، إن النظام الإيراني يضغط على "حركة حماس" من جانب وعلى النظام السوري من جانب أخر، بهدف إعادة العلاقات بين الطرفين، وعودة الحركة لفتح مكاتبها في العاصمة السورية دمشق.
وأضافت المصادر أن الحركة أبدت مرونة بعد الضغوط الإيرانية، وقالت على لسان مسؤوليها أنها ترغب في إعادة العلاقات مع النظام، إلا أن الأخير رفض ذلك في الوقت الحالي ولكنه سيرضخ بعد فترة بسبب إلحاح إيران.
وتتلقى "حركة حماس" دعما ماديا وسياسيا وعسكريا من النظام الإيراني الذي يدعم بدوره النظام السوري في حربه ضد الشعب منذ تسع سنوات.
حماس تتودد
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار، اليوم الأربعاء، إنه ثمة جهود بذلت، وتبذل حاليا، بهدف عودة علاقات الحركة مع النظام السوري.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحماس "أن من مصلحتهم أن تكون هناك علاقات جيدة مع جميع الدول التي تعادي إسرائيل، ولديها موقف واضح وصريح من الاحتلال مثل سوريا ولبنان وإيران".
وأشار الزهار إلى أن النظام السوري "يشعر بجرح مما آلت إليه العلاقات"، حسب ما نقل عنه موقع "النهضة نيوز".
وقال الزهار "بشار الأسد وقبل الأزمة فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى أن لا نتركه وأن لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة".
ووصف الزهار العلاقة السابقة بين حماس والنظام السوري أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا، وقال إنه زار دمشق حين تولى حقيبة الخارجية الفلسطينية عام 2006، وأنه "اتخذ قرارات مهمة في حينها من داخل مكتب الأسد منها استقبال سوريا اللاجئين الفلسطينيين الذين علقوا على الحدود الأردنية – العراقية".
وأشار إلى أن بشار الأسد "لم يتردد في تلبية طلبه كونه وزير الخارجية"، وأضاف أن سوريا لم تفتح أبوابها لحركة حماس فقط بل لكل التنظيمات الفلسطينية، قائلاً "علينا أن نصدح بكلمة الحق والصدق حتى وإن لم يرق ذلك الموقف للكثير".
النظام يهاجم
وشنت وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام السوري، في الثامن من شهر حزيران الماضي، هجوما على حركة حماس وموقفها من الثورة السورية.
وقالت وكالة "سانا" إن "موقف سوريا بني في السابق على أن حماس حركة مقاومة ضد إسرائيل، إلا أنه تبين لاحقا أن الدم الإخواني هو الغالب لدى هذه الحركة، عندما دعمت الإرهابيين في سوريا، وسارت في المخطط نفسه الذي أرادته إسرائيل"، بحسب ما نقلته عن مصدر إعلامي.
وحول عودة العلاقات مع حركة حماس، شدد المصدر ذاته على أن "كل ما يتم تداوله من أنباء لم ولن يغير موقف سوريا من هؤلاء الذين لفظهم الشعب السوري منذ بداية الحرب ولا يزال"، بحسب تعبير وكالة النظام السوري.
وفي السياق ذاته، أعادت صفحة "الرئاسة السورية" تصريحات سابقة لرئيس النظام بشار الأسد، قال فيها إننا "كنا ندعم حماس ليس لأنهم إخوان (..)، كنا ندعمهم على اعتبار أنهم مقاومة (..)، وثبت بالمحصلة أن الإخوانجي هو إخوانجي في أي مكان يضع نفسه فيه"، على حد قوله.
الجدير ذكره أن علاقات النظام السوري مع حركة "حماس" قُطعت في عام 2012، بعد اشتداد الحرب في سوريا، وإعلان الحركة وقوفها بجانب الشعب السوري ورفضها المجازر التي ارتُكبت بحقه؛ وهو ما دفع النظام إلى إغلاق مكاتبها كافة وطرد معظم قادتها إلى خارج سوريا.
وقتل في النزاع المستمر بسوريا منذ 2011، أكثر من 370 ألف مدني، في ثورة بدأت سلمية وحوّلها النظام السوري إلى مجازر ترتقي إلى جرائم حرب.
المصدر: إيران إنسايدر