انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الثلاثاء، البيان "البريطاني-الألماني-الفرنسي"، الذي يدعم واشنطن في تحميل طهران مسؤولية الهجوم على أرامكو السعودية.
واعتبر روحاني، خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الاتهامات الواردة في البيان المشترك البريطاني الألماني الفرنسي "لا أساس لها من الصحة".
وأكد روحاني لماكرون، على ضرورة أن تحافظ الدول المتبقية في الاتفاق النووي، بما فيها فرنسا، على الاتفاق بعد الانسحاب الأمريكي منه.
وصرحت الرئاسة الإيرانية بعد اللقاء أن ماكرون أكد على ضرورة التعاون مع إيران كدولة مؤثرة في المنطقة، وعلى تعزيز العلاقات بين طهران وباريس.
وأضافت، أن الرئيسين بحثا الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والمبادرة الإيرانية لإحلال السلام والأمن في مياه الخليج ومضيق هرمز.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن رفضه لما جاء في البيان الثلاثي، الذي طالب طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي، وقال "لن يكون هناك أي اتفاق جديد من دون الالتزام بالاتفاق النووي"، الذي تم توقيعه بين طهران ومجموعة الدول الكبرى "5+1" عام 2015.
بيان ثلاثي
وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يوم الاثنين، إن من الواضح أن إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية في 14 أيلول/سبتمبر، وطالبت طهران بالموافقة على التفاوض على برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.
وأضافت الحكومات الثلاث في بيان مشترك بعد لقاء جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية".
عملية عسكرية
وحمّل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يوم الاثنين، إيران، مسؤولية الهجمات على منشآت النفط السعودية، مشيرا إلى أن بلاده قد تنضم إلى جهود عسكرية بقيادة أمريكية ضد طهران.
ولم يستبعد جونسون التدخل العسكري ضد إيران، مشيرا إلى أن فرض عقوبات على إيران أمر محتمل أيضا.
وقال جونسون للصحافيين، على الطائرة التي تقله إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "نعتقد أن من المرجح جدا حقا أن تكون إيران مسؤولة فعلا.. سنعمل مع أصدقائنا الأمريكيين والأوروبيين لوضع رد يحاول وقف تصعيد التوترات في منطقة الخليج".
وسئل جونسون عما إذا كانت بريطانيا تستبعد القيام بعمل عسكري، وردّ بالقول إنها "ستراقب عن كثب اقتراح الولايات المتحدة لبذل المزيد للمساعدة في الدفاع عن السعودية".
وقال "بوضوح إذا طلب منا سواء من السعوديين أو من الأمريكيين أن يكون لنا دور سنبحث أي الطرق التي يمكن أن نكون مفيدين بها".
وأضاف أنه سيناقش أفعال إيران في المنطقة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماعات الأمم المتحدة بالإضافة إلى الحث على الإفراج عن عدة إيرانيين من مزدوجي الجنسية والذين قال إنهم محتجزون "بشكل غير قانوني وغير عادل".
وتعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
وتتهم المملكة العربية السعودية إيران بإطلاق 18 طائرة مسيرة و سبعة صواريخ كروز على منشأة بقيق لمعالجة النفط وحقل خريص النفطي التابعين لأرامكو.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر