قالت مصادر إيرانية مطلعة لإيران إنسايدر، إن الحرس الثوري الإيراني أعدّ خطة لغزو مملكة البحرين في حال تم توجيه أي ضربة عسكرية أمريكية سعودية تستهدف منشآت نفطية أو مواقع عسكرية داخل إيران.
وأضافت المصادر، أن قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي، اجتمعوا مع المرشد الإيراني علي خامنئي بعد أيام من قصف منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو في بقيق وخريص بالسعودية، إثر انكشاف وقوف طهران خلف عملية الاستهداف، ووضعوا خطة للرد على أي عملية قصف تطال إيران من قبل واشنطن أو الرياض، وأعدوا خطة لغزو البحرين في حال توجيه الضربة العسكرية، وتحريك الخلايا النائمة لإيران في البحرين.
ونوهت المصادر، أن القادة استبعدوا توجيه ضربة عسكرية لمنشآت النفط والمواقع العسكرية الإيرانية من قبل واشنطن والرياض في الوقت الحالي، واقتصار الرد –إن حدث- على تشديد العقوبات الاقتصادية أو شن ضربات تستهدف مواقع عسكرية تابعة لفيلق القدس في كل من سوريا والعراق.
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية يوم الأربعاء 17 تموز/يوليو، استعداد المنامة لاستضافة اجتماع يعنى بأمن الملاحة في الخليج، وقالت إن "الاجتماع فرصة لبحث سبل ردع الخطر الإيراني وضمان أمن الملاحة".
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، إن 65 دولة ستبحث في البحرين أمن الخليج البحري.
وردت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على نية المنامة استضافة الاجتماع، بالقول "مؤتمر المنامة لأمن الملاحة البحرية إجراء مريب واستفزازي يستهدف إيران، وعلى الحكومة البحرينية ألا تكون أداة لتنفيذ مطالب ومخططات العدو المشترك في المنطقة"، حسب قوله.
تهديدات إيرانية
وهدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، يوم السبت 21 أيلول/سبتمبر، أن قواته سترد بصرامة وبكل قوة على أي هجوم، مضيفا أن "الضربة المحدودة لن تبقى محدودة، وسوف نرد على كل من تسول له نفسه الهجوم علينا، وسندمره ولن نترك له أي نقطة سليمة".
وأضاف سلامي أن قواته نفذت "مناورات حربية ومستعدة لأي سيناريو".
وقال سلامي خلال عرض أجزاء من الدرون التي أسقطها الحرس في تموز/يونيو "إذا عبر أي شخص حدودنا، فسنضربهم". وأضاف "سنستمر في إسقاط الطائرات المسيرة التي تنتهك مجالنا الجوي".
وتابع سلامي "نحن نتقن ملاحقة الأعداء، وقد أظهرنا ذلك، ولن نبقي نقطة آمنة، لذا يجب الحذر وعدم ارتكاب الأخطاء". ولم يقدم سلامي مزيدا من التفاصيل حول هذا التهديد.
إلى ذلك، قال قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، في وقت سابق، إن البلدين ليس لديهما أي نية للقتال، لكن المصادمات المفاجئة بين الجانبين قد تؤدي إلى الحرب.
من جهته، قال قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي، "في حال وجود أي سوء تقدير واعتداء من قبل العدو، فإن (البحرية) إلى جانب القوات المسلحة للبلاد، سترد ردا ساحقا في أقرب وقت ممكن".
وأضاف خانزادي خلال العرض العسكري بمدينة بندر عباس، أن القوة الدفاعية لإيران اليوم عند أعلى مستوى، وأن قوات الجيش والحرس الثوري مستعدة للدفاع عن حدود البلاد البحرية.
تعزيزات عسكرية
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، بمؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الأركان العامة الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد في البنتاغون، عقب اجتماع للأمن الوطني في البيت الأبيض، إن بلاده ستنشر قوات عسكرية لتوفير دعم دفاع جوي للخليج، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
وأشار إلى أن الهجوم على أرامكو زاد التوتر بشكل دراماتيكي في المنطقة.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي "كل المؤشرات تدل على أن ايران مسؤولة عن الهجوم".
وأردف "لمنع حدوث مزيد من الهجمات، طلبت السعودية دعما دوليا للمساعدة في حماية بنيتها التحتية الحيوية، كما طلبت الإمارات المساعدة أيضا".
وتابع "بناء على طلب المملكة للحصول على الدعم، وافق الرئيس (دونالد ترامب) على نقل القوات الأمريكية إلى المنطقة، خاصة لأغراض الدفاع التي تركز على الدفاع الجوي والصاروخي، وسنقوم أيضا بتسريع توريد معدات للسعودية والإمارات لتحسين قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم".
ولفت إلى أن إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية إلى الخليج هو رسالة واضحة لإيران، كما تهدف لحماية النظام الدولي.
وأوضح إسبر بالقول "كما قال الرئيس، فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، ولكن لدينا جميع الخيارات العسكرية إذا لزم الأمر".
ودعا وزير الدفاع الأمريكي الحكومة الإيرانية إلى ترك الصراعات والعودة إلى الدبلوماسية.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، إن التعزيزات العسكرية ستكون في الأغلب للدفاع الجوي، وأن التفاصيل في هذا الخصوص لم تتحدد بعد.
وردا على سؤال حول حجم التعزيزات التي سترسل، وأعداد الجنود، أجاب دانفورد "قوة بمستوى متوسط"، وعدد الجنود "ليس بالآلاف".
مشاورات للرد
بدوره، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، يوم السبت 21 أيلول/سبتمبر، إن الرياض تجري مشاورات مع حلفائها لاتخاذ الخطوات اللازمة للرد على استهداف إيران لمنشأتي النفط التابعتين لأرامكو، مشيرا إلى أن بلاده طلبت من الأمم المتحدة وبعض الدول الإسهام في التحقيقات الجارية.
وكشف، في مؤتمر صحفي في الرياض، عن أنه تم استهداف المملكة بأكثر من 260 صاروخا باليستيا، و150 طائرة مسيرة، كلها إيرانية الصنع، في المقابل لم تطلق السعودية صاروخا أو طائرة مسيرة أو رصاصة باتجاه إيران.
وشدد الجبير على أن الرياض ستتخذ خطوتها التالية بناء على نتائج التحقيقات، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف إزاء السياسات الإيرانية العدوانية والتخريبية التي تهز أمن واستقرار المنطقة.
وقال الجبير، إن الهجوم على أرامكو يستهدف العالم بأسره وليس السعودية وحدها، وأضاف أن الهجوم على أرامكو جاء من الشمال –في إشارة إلى إيران- وليس من اليمن.
تصعيد خطير
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، إن الهجوم على منشآت أرامكو "عمل إجرامي" يمثل تصعيدا خطيرا لأمن المنطقة.
وأضاف أن السعودية ستتخذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على أمنها بعد استكمال التحقيقات.
وقالت الرياض، في رسالة إلى مجلس الأمن، إنها سترد على الهجوم الإيراني، وفقا للقانون الدولي.
وأوضحت السعودية في الرسالة أن "كل المؤشرات تدل على أن الأسلحة المستخدمة بهجوم أرامكو إيرانية".
15 دقيقة
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، إنه هو من سيقرر توقيت ضرب إيران، مضيفا في الوقت ذاته أنه يمارس أقصى درجات ضبط النفس تجاه طهران.
وقال ترامب "أسهل ما يمكنني القيام به هو إعطاء الأمر بتدمير 15 موقعا كبيرا مختلفا في إيران. وهذا من شأنه أن يكون يوما سيئا جدا بالنسبة لإيران. بإمكاني فعل ذلك، وكل شيء جاهز. لكنني لا أريد القيام بذلك في حال وجود فرصة لعدم اتخاذ هذا الإجراء".
وأضاف ترامب، متوجها إلى الصحفيين "يمكنني فعل ذلك خلال دقيقة واحدة، مباشرة من هنا، من أجلكم، لكي تكون لديكم قصة كبيرة لكتابتها".
وشدد الرئيس الأمريكي مع ذلك على أنه لا يريد الاستعجال في ذلك، معتبرا أن هذا الموقف يعرض القوة وليس الضعف.
وقال ترامب، إن بلاده تمتلك أقوى جيش في العالم، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة دائما لكل الخيارات بما فيها العسكرية.
وتعرضت منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص في السعودية، فجر السبت 14 أيلول/سبتمبر، لهجوم بطائرات مسيرة، ورغم إعلان ميليشيا الحوثي عن تبني الهجوم إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إيران هي من تقف خلف الهجوم.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد بمنطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
خاص – إيران إنسايدر