"البنتاغون" يقدّم مجموعة سيناريوهات عسكرية للرد على إيران

قدّم البنتاغون، يوم الجمعة، مجموعة واسعة من السيناريوهات العسكرية، للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار دراسة خيارات الردّ على الهجوم الإيراني غير المسبوق على صناعة النفط في السعودية. 

مجرد طروحات

وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"؛ فإنّ قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، من المحتمل أن تعرض على، ترامب، بالتزامن مع تحذيرات، تخشى التوسع والتحول إلى حرب.

ومن الخيارات المقدمة للرد، اتخاذ خطوات عقابية سياسية واقتصادية، ولعل أبرز ما تم تسريبه والحديث عنه، يتمثل في تقديم الولايات المتحدة دعما عسكريا إضافيا، (بيع أسلحة جديدة)، لمساعدة الرياض في الدفاع عن نفسها من الهجمات شمالا، إذ أن معظم دفاعاتها ركزت على التهديدات جنوبا، من طرف ميليشيا الحوثي في اليمن.

ويعتمد قرار الرد على نوع الأدلة التي سيقدمها الجانب السعودي والمحققون الأميركيون؛ لإثبات تورط إيران في إطلاق صاروخ "كروز"، والهجوم بطائرات مسيرة، وهذا ما لفت إليه عدد من المسؤولين، ومن بينهم، وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.

تشكيك إيراني

بالمقابل؛ شككت طهران بجدية واشنطن في التوصل إلى "حل سلمي"، وأتى ذلك في تغريدة على تويتر، نشرها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على حسابه الخاص، يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر، عرض من خلالها قائمة بالمبادرات الدبلوماسية التي طرحتها بلاده، منذ عام 1985، منها، "خطة سلام لليمن عام 2015، وميثاق إقليمي بعدم العدوان لمنطقة الخليج العام الجاري".

وأتت تغريدة، ظريف، بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن واشنطن تسعى لبناء "تحالف" يهدف إلى تحقيق السلام والتوصل إلى حل سلمي في الشرق الأوسط.

ترامب متردد!

وتؤكد المعطيات على أرض الواقع، أنّ التصعيد الأمريكي لا يرقى إلى مستوى الرد العسكري أو حتى ضربات جوية مؤلمة للنظام الإيراني، وصرح الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، في كلمة ألقاها في قاعة كارتر بأتلانتا الأمريكية، أعرب فيها عن إعجابه بـ"ترامب"، بسبب تردده "في الذهاب إلى الحرب" وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وسبق أن صرح ترامب، قائلا "تفكيري بشأن إيران لم يتغير، ولدينا خيارات غير الحرب".

تهديدات فارغة!

وتشير المعطيات السابقة، إضافة لفهم السياسة الأمريكية البراغماتية، التي تقودها مصالح الأمن القومي الأمريكي بالدرجة الأولى، عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بشن حرب ضد إيران، نيابة عن أي طرف.

وتؤكد مجمل السياسات التي انتهجها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرا؛ أنّ لهجته التصعيدية، لم تخرج عن كونها مجرد ممارسة ضغوط معتادة على النظام في إيران دون اتخاذ أي خطوات عملية ملموسة.

وثمة براهين، تؤكد عدم جدية التهديدات الأمريكية، وصفها محللون بـ"السياسات المرتبكة".

ويمثل النظام الإيراني فزاعة في منطقة الخليج العربي، من المهم أن تحافظ الولايات المتحدة على وجودها، مع تقليم أظافر بين الحين والآخر، ويمكن وصفها بالوجه الآخر لواشنطن.

ما يعني أنّ وصف السياسات الأمريكية بالمرتبكة أو المتناقضة، ليس دقيقا، بل هي تسعى لإيحاء به أمام حلفائها وخصومها.

ويدرك الساسة الإيرانيون، أنّ واشنطن، تسعى من خلال تهديداتها إلى جرهم لطاولة التفاوض، على غرار ما فعلت بالنسبة لملف كوريا الشمالية.

ويقاس عليه توعّد الحكومة الإيرانية، لـ"الولايات المتحدة" بـ"رد قاسٍ وفوري" على أي هجوم قد يستهدفها، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية. فهي أيضا غير قادرة على نقل اللعبة العسكرية إلى عقر دار الأمريكيين، وأبعد ما ستقوم به ضرب مصالح الأخيرة، على يدي ميليشياتها وأذرعها العسكرية في المنطقة.

فراس عز الدين – إيران إنسايدر

 

مقالات متعلقة

الجمعة, 20 سبتمبر - 2019