حمّلت المملكة العربية السعودية، إيران مسؤولية الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط يوم السبت الماضي 14 أيلول/سبتمبر، بعد اتهام واشنطن على مدار أيام بشكل صريح لطهران بالوقوف وراء الهجمات.
وقالت الرياض، في رسالة إلى مجلس الأمن، إنها سترد على الهجوم الإيراني، وفقا للقانون الدولي.
وأوضحت السعودية في الرسالة أن "كل المؤشرات تدل على أن الأسلحة المستخدمة بهجوم أرامكو إيرانية".
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن هناك إجماعا خليجيا حول مسؤولية إيران عن هجمات شركة أرامكو السعودية.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي "أصبحت قادرا على إعطاء الرئيس دونالد ترامب معلومات مهمة حول الهجمات".
وقال "لا نزال نسعى لبناء تحالف كعمل من أعمال الدبلوماسية في حين أن وزير خارجية إيران يهدد بحرب شاملة وبالقتال حتى آخر أمريكي، ونحن هنا لبناء تحالف يستهدف تحقيق السلام".
كيف سترد الرياض؟
وفق التطورات الحالية، لوحظ بعد الهجمات التي استهدفت منشأتي أرامكو في بقيق وخريص أن الولايات المتحدة هي من تصعد على عكس الرياض التي لم تسارع إلى اتهام إيران بشن الضربات بشكل مباشر، والتزمت المملكة عدم التصعيد بانتظار انتهاء التحقيقات، إلى أن أعلنت يوم الأربعاء 18 أيلول/سبتمبر، في مؤتمر صحفي للعقيد الركن تركي المالكي أن الهجمات لم تكن قادمة من اليمن بل من الشمال في إشارة إلى وقوف إيران خلفها.
رد الرياض على هجمات إيران، سيدفعها إلى توسيع عملياتها ضد وكلاء طهران في المنطقة وخاصة ميليشيا الحوثي في اليمن عبر شن عمليات عسكرية أقسى وأشد قوة، وكذلك في سوريا عبر بوابة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش.
وبعد الاتهام الأخير من قبل الرياض لإيران بالوقوف وراء الهجمات، يبدو أن الأيام المقبلة حافلة بالمفاجآت وستحددها طبيعة التوافق الأمريكي السعودي على حجم الرد وتوقيته ومكانه، وسيتم الإعلان عنه كرد على الضربات التي استهدفت المنشأتين النفطيتين.
الرد الأمريكي
وضع الكاتب الصحفي مارك كانسيان، خمسة خيارات قد تلجأ إليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للرد على الهجمات الإيرانية التي استهدفت منشأتي النفط في السعودية.
ويرى الكاتب، في مقال كتبه لمجلة "فوربس" الأمريكية، أن تعزيز الدفاعات الجوية حول المدن السعودية والمنشآت النفطية، أول الخيارات، ويعتبر، وفقا للكاتب، أقل السيناريوهات استفزازا لإيران، ما من شأنه أن يجنب الدخول في حرب مباشرة.
يقول الكاتب "وفي حالة اللجوء إلى هذا الخيار؛ فإن واشنطن قد ترسل المزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى الرياض، إلى جانب رادارات إضافية، غير أن نقطة الضعف في منظومة باتريوت هي أنها مصممة للتصدي للطائرات الحربية، وللصواريخ الباليستية بدرجة أقل، لكنها تعجز في كثير من الأحيان عن صد هجمات الطائرات المسيرة بسبب أنماط طيرانها المختلفة والتكلفة الباهظة لكل صاروخ باتريوت يطلق".
أما الخيار الثاني، وفقا للكاتب كانسيان، هو شن هجمات صاروخية على منشآت عسكرية إيرانية.
يقول الكاتب "بناء على هذا الخيار، قد تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام صواريخ بعيدة المدى تطلق من طائرات أو سفن حربية لضرب قواعد عسكرية برية أو موانئ إيرانية".
وينوه كانسيان أن لهذا السيناريو جانبين، "فهو يبعث برسالة للإيرانيين بأن هنالك ثمنا باهظا يدفعونه مقابل الاستفزازات المستمرة، دون فتح الباب على مصراعيها أمام حرب طويلة الأمد، لكن في المقابل، لا يمكن القطع بأن هذا الإجراء من شأنه تغيير سلوك إيران".
الخيار الثالث، بحسب الكاتب، هو إطلاق صواريخ وغارات جوية ضد مجموعة كبيرة من الأهداف الإيرانية، بما فيها البنى التحتية المدنية: وتتجاوز الإجراءات المتخذة وفقا لهذا السيناريو الأهداف العسكرية لتشمل منشآت مثل مقر وزارة الدفاع الإيرانية، أو مقرات الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب أهداف أخرى كمولدات الكهرباء والجسور وشبكات الاتصالات.
ويهدف هذا الخيار، بحسب الكاتب، لتهديد القيادات العسكرية والمدنية وممارسة ضغط على الشعب الإيراني.
رابع الخيارات، هو إطلاق حملة قصف جوي موسعة، وتتضمن مجموعة من الغارات التي قد تدوم أياما أو أسابيع، وإذا كانت الغارات في الخيارات السابقة تهدف إلى إثبات وجهة نظر سياسية، فإن الغارات في هذه الحالة تهدف إلى إنقاص القدرات العسكرية الإيرانية، ودفع الإيرانيين إلى التفاوض.
أما الخيار الخامس والأخير؛ فهو ممارسة "الحجر الصحي" على إيران وعزلها، ويتضمن هذا الخيار ممارسة حصار على الموانئ والسفن الإيرانية، ما من شأنه أن يهدد استقرار النظام الإيراني.
أيمن محمد – إيران إنسايدر