هل ترعى روسيا وساطة بين السعودية وإيران؟

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء، إلى إجراء تحقيق شامل وموضوعي في الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط سعوديتين يوم السبت الماضي، وذلك بعد اتهام وزارة الدفاع السعودية لإيران بالوقوف وراء الهجمات وتقديم أدلة تثبت ذلك. 

وعبّر الرئيس الروسي، خلال مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن قلقه إزاء الهجمات التي استهدفت منشآت النفط في السعودية.

وأضاف بيان الكرملين، أن بوتين وبن سلمان، بحثا الوضع في سوق الهيدروكربون العالمي، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقيات في إطار "أوبك زائد"، حيث أبدى الطرفان حرصهما المتبادل على مواصلة التنسيق الوثيق من أجل استقرار أسعار النفط العالمية.

وتطرقت المكالمة -التي جاءت بمبادرة من الجانب السعودي- إلى مسائل تتعلق بزيارة الرئيس الروسي المخطط لها إلى السعودية.

وشجبت موسكو، بشكل حازم الضربات الجوية التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، وحذرت من أنها يمكن أن تؤدي إلى زعزعة التوازن في الأسواق النفطية العالمية.

وساطة روسية

وفي سياق متصل، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، يوم الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، أن السعودية وإيران لم تطلبا وساطة روسيا لتسوية علاقاتهما الثنائية، وأكد أن موسكو تمتلك علاقات طيبة مع الرياض وطهران.

واعتبر المتحدث الرئاسي الروسي أن العلاقات بين بلاده والسعودية متقدمة للغاية ومتعددة الأوجه. وقال إن كلا من موسكو والرياض تعتزمان مواصلة العمل على توسيع التعاون في مختلف المجالات.

وتابع قائلا "بالإضافة إلى ذلك، يتم التعاون أيضا في مجالات حساسة للغاية، مثل التعاون التقني العسكري. ويتم إجراء اتصالات بين البلدين باستمرار. لكن فيما يتعلق بنوع من أنواع الوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران، لم تتم مناقشة ذلك. ولم يطرح أي من الأطراف مناقشة هذا الأمر، ولم يعبر أي من البلدين عن مثل هذه الرغبة".

وأبدت روسيا استعدادها للعب دور الوساطة، من أجل تجاوز التوتر الراهن بين السعودية، وإيران.

وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الروسية، أن موسكو مستعدة للعب دور الوسيط بين الرياض وطهران، مشيرا إلى علاقات بلاده الجيدة مع كلا البلدين. 

وأشار المسؤول، إلى أن بلاده تحظى بثقة لدى الحكومتين السعودية والإيرانية على حد سواء.

اتهام إيران

بدورها، قالت وزارة الدفاع السعودية، يوم الأربعاء، إن الهجوم الذي استهدف منشآت أرامكو، لم يكن من اليمن كما حاولت إيران جاهدة إظهار ذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، تركي المالكي، خلال مؤتمر صحفي، إن الهجوم على "أرامكو" جاء من الشمال وليس اليمن، مجددا اتهامه لإيران بالوقوف وراء الهجوم.

وأضاف المالكي أن هذا الهجوم يعتبر امتدادا لهجمات سابقة للهجوم الذي وقع في شهر أيار/مايو الماضي، مشيرا إلى أن الرياض تملك "أدلة على تورط إيران في الأعمال التخريبية بالمنطقة".

ودعا المالكي المجتمع الدولي "لمواجهة ممارسات إيران الخبيثة في المنطقة والهجوم على أرامكو"، مؤكدا أن الهجوم "محاولة متعمدة لتعطيل الاقتصاد العالمي".

وعرض المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية خلال المؤتمر الصحفي صورا وفيديو لأسلحة استخدمت في الهجوم على "أرامكو"، قال إنها "طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز (دلتا-ونغ) وبقايا صواريخ".

وأكد أن 4 صواريخ استهدفت معمل خريص وانطلقت من الشمال إلى الجنوب لمسافة 700 كم، في إشارة منه إلى استحالة أن تكون نقطة انطلاقها من اليمن.

وقال المالكي إن "القدرة النوعية واتجاه الصواريخ يعني بالضرورة أن إيران تقف وراء الهجوم"، موضحا أن وزارة الدفاع السعودية "تواصل التحقيق حول هجوم أرامكو ومن أطلق الصواريخ سيتحمل المسؤولية".

نفي إيراني

بدوره، قال حسام الدين آشنا، وهو مستشار الرئيس الإيراني، إن وزارة الدفاع السعودية لم تتمكن خلال مؤتمرها الصحفي، تأكيد منطقة انطلاق الهجمات على أرامكو، واصفا المؤتمر بـ"الفضيحة الإعلامية".

وقال آشنا إن السعودية "لا تعرف أو لم تتمكن من إثبات الدولة المصنعة لصواريخ كروز أو الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم"، مضيفا أن الدفاع السعودية لم تتمكن في مؤتمرها من الإجابة على التساؤلات بشأن عجز الدفاعات الجوية السعودية عن رصد الهجوم.

محمد إسماعيل - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 18 سبتمبر - 2019