قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الثلاثاء، إن السعودية قادرة على التعامل مع الاعتداءات الجبانة، إثر الهجوم على منشأتي أرامكو في خريص وبقيق.
وأعرب الملك سلمان عن الشكر والتقدير لقادة الدول الشقيقة والصديقة ومسؤولي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وكل من عبر عن الإدانة للاعتداء التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو السبت.
وجدد التأكيد على قدرة المملكة على التعامل مع آثار مثل هذه الاعتداءات الجبانة، التي لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، إنما تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتهدد استقرار الاقتصاد العالمي.
عودة الإمدادات
بدوره، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بمؤتمر صحافي في جدة، يوم الثلاثاء، إن "إمدادات السعودية من النفط عادت إلى مستوياتها قبل الهجوم على مرافق أرامكو".
وأضاف وزير الطاقة السعودي، أن "أرامكو مستعدة للطرح الأولي لأسهمها بصرف النظر عن آثار العدوان السافر"، موضحا أن "آثار هذا العدوان تمتد إلى أسواق الطاقة العالمية، وزيادة النظرة التشاؤمية حيال آفاق نمو الاقتصاد العالمي".
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن "صادرات السعودية النفطية، ودخلها من هذه الصادرات للشهر الحالي لن تتأثر بالاعتداءات".
وأكد أن شركة أرامكو السعودية "سوف تفي بكامل التزاماتها مع عملائها في العالم، خلال هذا الشهر من خلال المخزونات، ومن خلال تعديل بعض أنواع المزيج، على أن تعود قدرة المملكة لإنتاج 11 مليون برميل نفط يوميا نهاية شهر أيلول/سبتمبر الحالي، وإلى 12 مليون برميل يوميا نهاية تشرين الأول/نوفمبر المقبل".
مصدر الهجمات
وكشفت مصادر غربية، يوم الثلاثاء، أن مصدر الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفط سعودية يوم السبت 14أيلول/سبتمبر، هو جنوب إيران.
وذكرت قناة "سي بي إس"، نقلا عن مسؤولين أميركيين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، أن المعلومات الاستخباراتية المؤكدة تفيد بأن الهجوم الذي استهدف منشأتي النفط السعوديتين في أرامكو مصدره الأراضي الإيرانية، وتحديدا من الجنوب، وأن الأسلحة التي تم استخدامها هي صواريخ عابرة.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن "الدفاعات الجوية السعودية لم تتمكن من مواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ العابرة، حيث إن منصات الدفاع الجوي السعودية كانت موجهة نحو اليمن للتعامل مع الهجمات الحوثية المتوقعة".
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين، أن واشنطن تجهز حاليا لإعداد ملف يستند إلى معلومات استخبارية موثقة لتكشف أمام دول العالم، وخاصة الشركاء الأوروبيين، الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران في المنطقة. على أن يتم عرض هذا الملف أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع القادم.
بومبيو إلى الرياض
وفي الأثناء، قال مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إن الولايات المتحدة تقوم حاليا بتدقيق ما لديها من أدلة وقرائن، وإن واشنطن جاهزة لحماية حلفائها في المنطقة.
وأضاف نائب الرئيس الأميركي "إذا كانت إيران قد نفذت هجمات السبت الماضي على المنشأتين النفطيتين في السعودية للضغط على الرئيس دونالد ترامب كي يتراجع عن فرض العقوبات على طهران، فإنها ستفشل".
ونوه بنس أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيزور الرياض اليوم لبحث "سبل الرد" على هجوم أرامكو.
20 طائرة وصواريخ
وقالت مصادر مطلعة، يوم الثلاثاء، إن إيران أطلقت أكثر من 20 طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية في "هجمات 14 سبتمبر" يوم السبت.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة، أن المسؤولين الأميركيين أطلعوا السعودية على تقارير استخباراتية توصلت إلى أن إيران أطلقت أكثر من عشرين طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية يوم السبت الماضي، فيما أفادت تقارير بأن إصلاح الأضرار يستغرق شهورا.
وذكرت الصحيفة أن السلطات السعودية قالت إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لاستنتاج أن الهجوم أطلق من إيران، وأن المعلومات الأميركية لم تكن حاسمة.
محمد إسماعيل – إيران إنسايدر