المالكي يقود وساطة إيرانية لحل الصراع بين جناحي "الحشد"

قالت مصادر عراقية، إن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وبتوجيه من إيران، يقود وساطات لحل الخلاف بين "رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس"، وذلك بعد اتهام الأخير لإسرائيل وأمريكا باستهداف مقرات ميليشيات الحشد ونفي الفياض لذلك. 

وقال نائب مقرب من المالكي، إن الأخير "يحاول مد جسور الثقة ثانية بين أفراد قيادة الحشد الشعبي العراقي، لاسيما بعد التصدع الذي حصل مؤخرا"، لافتا إلى أن "زعيم ائتلاف دولة القانون يحاول ثني المهندس عن قراراته الأخيرة المتضاربة مع الفياض والقائد العام للقوات المسلحة".

وأضاف لموقع "العربية.نت"، أن "تشتت القرار العسكري في العراق، يضع الحكومة في حرج كبير أمام المجتمع الدولي، فضلا عن تهديد كيانية الدولة العراقية واستقرار مركزيتها"، مشيرا إلى أجواء إيجابية.

وفي السياق ذاته، انتقد رئيس كتلة الإصلاح النيابية صباح الساعدي، ما أسماه "صراع الإرادات داخل هيئة الحشد الشعبي"، مشيرا إلى ضرورة تلافي الأمور الضيقة بين قادة الحشد.

صراع الصقور

وارتفعت حدة التوتر بين أجنحة ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، واتسعت بين أنصار "رئيس الهيئة فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس"، وذلك بعد اتهام الأخير لإسرائيل وأمريكا باستهداف مقرات الحشد.

وحذرت مديرية الإعلام في الحشد إلى تحذير منتسبيها، يوم الأربعاء 28 آب/أغسطس الماضي، من الخوض في الأزمة بين الفياض ونائبه المهندس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت وثيقة موقعة من مدير عام الإعلام مهند نجم عبد عن توجيه إلى المنتسبين يفيد بضرورة وقف أي تلاسن على مواقع التواصل.

وثيقة الحشد

ونصت الوثيقة على ما يلي "لوحظ في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إساءات وحملات ذم ضد رئيس هيئة الحشد الشعبي ونائبه وقيادات الحشد لذا نحيطكم علما عدم المساعدة أو الترويج لمثل هذه الإساءات".

كما توعدت المخالفين بأشد المساءلات القانونية.

تخبط بين المهندس والفياض

يذكر أن الخلاف بين الرجلين بدأ على خلفية الانفجار الذي وقع في مخزن عتاد لحزب الله العراقي (فصيل من الحشد الشعبي) في قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، في 21 آب/أغسطس.

إذ حمّل نائب رئيس ميليشيات الحشد، أبو مهدي المهندس، الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية استهداف مقارها، لافتا إلى أن "الولايات المتحدة أدخلت أربع طائرات إسرائيلية مسيرة لتعمل على تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية"، وهدد المهندس بالرد.

في المقابل، نفى رئيس الحشد، فالح الفياض، ما ورد في تصريحات المهندس، مؤكدا أنها لا تمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي.

وأوضح الفياض أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجارات في مخازن العتاد كانت بفعل عمل خارجي مدبر، فيما التحقيقات مستمرة للوقوف على الجهات المسؤولة.

خارج السرب

بدوره، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، مساء يوم الاثنين، إلى تأييد قرارات الحكومة العراقية بخصوص استهداف معسكرات ميليشيات "الحشد الشعبي"، وعدم الانجرار خلف الهتافات الرنانة، في إشارة إلى تصريحات نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس.

وشدد الصدر على ضرورة أن تعمد الحكومة إلى التحقيق في عمليات الاستهداف التي تعرضت لها معسكرات الحشد الشعبي بإشراف دولي، وتسليم مخازن الأسلحة التابعة للحشد للحكومة العراقية وخروج جميع عناصرها من سوريا.

وكان دعا المرجع الشيعي كاظم الحائري إلى طرد الأمريكيين من العراق ومقاتلتهم، والرد على القصف الإسرائيلي، في فتوى شرعية أصدرها منذ أيام.

ولم يستبعد زعيم التيار الصدري أن تكون إسرائيل وراء الهجوم على مقرات ميليشيات الحشد الشعبي، إلا أنه قال إن "إسرائيل لن تزج بنفسها في لعبة هي أكبر منهم"، على حد قوله.

كما طالب في حال ثبوت تورط إسرائيل بطاولة مستديرة لا يتحكم فيها من أسماهم الفاسدين أو الموقعين على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة.

ودعا إلى أن يكون الرد العراقي بخطوات مدروسة، تبعد العراق والعراقيين عن أن يكونوا ضحايا.

حرب المسيرات

وأعلنت ميليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، مساء يوم الأربعاء 11 أيلول/سبتمبر الجاري، إسقاط طائرة مسيرة، فوق محافظة ديالى (شرق العراق)، وذلك بعد ساعات من إعلان آخر للحشد باستهداف طائرة مسيرة كانت تحلق فوق مقاره في صلاح الدين (وسط العراق).  

وذكر بيان صادر عن قيادة ميليشيات الحشد، إن "الفريق التكتيكي التابع للواء 26 في الحشد الشعبي المرابط في قاطع عمليات ديالى -منطقة كنعان- رصد الطائرة المسيرة، وعلى الفور سارع باستخدام المعدات التقنية التي يمتلكها وإسقاط الطائرة بنجاح".

وأضاف "الطائرة كانت تستطلع تمهيدا للاستهداف خلال الأيام القادمة"، حسب زعمه.

ونشر إعلام الحشد صورة زعم أنها لإسقاط طائرة مسيرة في ديالى، ليتبين أن ذات الصورة هي لطائرة مسيرة أسقطتها القوات الأوكرانية للانفصاليين قبل شهور بدونباس.

وفي سياق متصل، قال قحطان الباوي مدير استخبارات قيادة عمليات صلاح الدين بالحشد، إن طيرانا مسيرا حلق صباح الأربعاء، فوق اللواء 35 ومقار عمليات صلاح الدين للحشد الشعبي.

وأضاف أن المضادات الأرضية التابعة لميليشيات الحشد فتحت النار عليه، وأجبرته على الهروب لجهة مجهولة"، حسب قوله.

وتابع الباوي انه، "لم يتسن لاستخبارات الحشد معرفة الجهة التي أرسلت هذه الطائرات".

وأفادت مصادر عسكرية عراقية في الأنبار، يوم الثلاثاء 10 أيلول/سبتمبر، بوقوع انفجار كبير في مستودع للأسلحة تابع للحشد الشعبي بمدينة هيت غربي محافظة الأنبار، نجم عنه وقوع إصابات.

وأضافت المصادر أن سيارات الإسعاف هرعت لمكان وقوع الانفجار لنقل المصابين، فيما تحدث ضابط في الجيش العراقي عن سماع صوت طائرة مسيرة قبيل التفجير.

قصف سابق

وأعلنت قيادة عمليات الأنبار بميليشيات "الحشد الشعبي"، يوم الأحد 25 آب/أغسطس الماضي، عن مقتل اثنين في "اللواء "45، وإصابة آخر بقصف بطائرتين مسيرتين في قاطع عمليات الأنبار، (غرب العراق) على الحدود مع سوريا، في الوقت الذي قالت فيه مصادر لإيران إنسايدر أن القتلى هم ستة عناصر بينهم قيادي.

وعلى مدار الشهرين الماضيين، تعرضت أربعة مقرات تابعة للحشد الشعبي لقصف بطائرات مسيرة، استهدفت مخازن سلاح لميليشيات مدعومة بشكل مباشر من إيران، واتهم الحشد الشعبي بشكل صريح بوقوف واشنطن التي تقود التحالف الدولي وراء عمليات القصف.

مصادر قالت لإيران إنسايدر إن القصف الجوي نفذته ثلاث طائرات إسرائيلية، اثنتان منها مسيرة وأخرى مقاتلة حربية، واستهدف عربتين ومخزنا للعتاد، وتسبب بمقتل 6 عناصر بينهم قيادي في الحشد الشعبي.

اتهام لإسرائيل

واتهمت ميليشيات الحشد الشعبي، إسرائيل، بالوقوف وراء الهجمات. وقالت إنه "ضمن سلسلة الاستهدافات الصهيونية للعراق عاودت غربان الشر الإسرائيلية استهداف الحشد الشعبي، وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار".

وقال أبو ولاء الولائي الأمين العام لكتائب "سيد الشهداء" -أحد فصائل الحشد الشعبي في العراق- إن 13 معسكرا للحشد قصفت خلال عام واحد فقط.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 12 سبتمبر - 2019