"صقر الحروب" في البيت الأبيض.. ما أبرز خلافاته مع ترامب؟

قدّم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، يوم الثلاثاء، استقالته، بعد تحالف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمر لـ17 شهرا سرعان ما انهار، ليبدأ ترامب بالبحث عن مستشار رابع يخلف بولتون، بعد إقالة مستشارين سابقين منذ تولي ترامب سدة الرئاسة. 

ويُعرف عن بولتون مواقفه المتشددة تجاه إيران على وجه الخصوص، وأيدّ فكرة توجيه ضربة عسكرية لها إثر إسقاط طائرة أمريكية مسيرة في الخليج العربي وتشديد العقوبات عليها، وفنزويلا التي أيدّ الإطاحة برئيسها نيكولاس مادورو، وروسيا التي رفض تدخلها في الانتخابات الأمريكية، وكوريا الشمالية، وأفغانستان.

وبصفته مستشارا للأمن القومي، عمل على إلغاء الولايات المتحدة لعدد من الاتفاقات الدولية، مشيرا إلى أنها ستكبل البلاد في نهاية المطاف.

وقال مصدر قريب من بولتون لرويترز إن الأخير "تشبث بمبادئه".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون، الذي يعد من أبرز الصقور في إدارته وأكثرهم تشددا في التعاطي مع عدد من الملفات.

وقال ترامب في تغريدة له على تويتر، "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أنه لم تعد ثمة حاجة لخدماته في البيت الأبيض. اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثل آخرين في الإدارة".

وبادر جون بولتون -وهو ثالث مستشار أمن قومي يقيله ترامب- إلى الرد على الرئيس بالطريقة ذاتها التي أعلن بها ترامب خبر إقالته، حيث كتب تغريدة على تويتر قال فيها "عرضت تقديم استقالتي ليلة أمس والرئيس ترامب قال لي: نناقش المسألة غدا".

وأشار مسؤولون داخل البيت الأبيض إلى أن بولتون امتنع عن الظهور في البرامج الحوارية التلفزيونية المهمة يوم الأحد، وكان ترامب في قمة مجموعة السبع في فرنسا أواخر أغسطس/آب الماضي، يروج لفكرة إعادة روسيا للمجموعة وإمكانية إجراء محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وتعليقا على تلك الإقالة، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو أن رحيل رجل من الإدارة الأميركية لا يغير في السياسة الخارجية. في حين أكد مراقبون أميركيون أن السياسة الخارجية لن تتغير بالفعل، لكن استبعاد بولتون قد يفسح المجال أكثر للمسؤولين الذين يدفعون ترامب باتجاه الحوار مع إيران.

وفي السياق، أوضح السفير السابق والمتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية، آدم ايرلي، أن "تأثير جون بولتون في انحسارٍ منذ فترة، فعندما التقى ترامب قائد كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عارض مستشار الأمن القومي ذلك، كما أنه أيد ضرب إيران بعد أن أسقطت طائرة مسيرة أميركية، لكن ترامب لم يفعل".

ولا شك أن ولع بولتون بالحروب، الذي كان محط مزاح في البيت الأبيض، شكل بدوره عاملا إضافيا وراء تفاقم الخلافات.

وكان ترامب علق سابقا على هذا الولع قائلا، بحسب ما كشف مسؤول أميركي لصحيفة "نيويورك تايمز" قبل أسابيع "لو ترك الأمر لبولتون لكانت الولايات المتحدة تخوض اليوم 4 حروب".

المفاوضات مع طالبان

وكان سعي ترامب لإجراء حوار مع قادة حركة طالبان حول مستقبل أفغانستان هو الصخرة التي انكسر عليها تحالف الاثنين، وبدأ الرئيس الآن البحث عن مستشاره الرابع للأمن القومي.

وقال مصدران مطلعان إن أحد الأمور التي ضايقت ترامب هو احتمال أن يكشف بولتون عن مشاركة نائب الرئيس مايك بنس له في معارضته لسعي ترامب لاستقبال قيادات طالبان في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ماريلاند لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال المصدران إن المعنى الضمني هو أن بولتون يحاول أن يقف في صف واحد مع بنس، وأن يرسل لترامب رسالة مفادها أن نائب الرئيس نفسه يختلف معه، وهو ما أثار حنق الرئيس.

وألغى ترامب محادثات كامب ديفيد المزمعة في العطلة الأسبوعية، بعد مقتل جندي أميركي في تفجير انتحاري شهدته العاصمة الأفغانية كابول الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر إن بولتون كان يعتقد أن بإمكان الولايات المتحدة سحب خمسة آلاف جندي من بين نحو 14 ألف جندي أميركي في أفغانستان، والحفاظ في الوقت نفسه على فاعلية قوة مكافحة الإرهاب هناك، وذلك دون الحاجة لإبرام اتفاق مع العدو.

وقال أحد المصادر "الخلاف بينهما جوهري، وأحدهما فقط هو الذي انتخب رئيسا"، ومع ذلك حدث شيء من الاضطراب قبل العطلة الأسبوعية.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 11 سبتمبر - 2019