طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، من وزرائه وأعضاء المجلس الأمني عدم الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام بشأن التطورات على الحدود مع لبنان، في الوقت الذي طلب فيه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، تدخل واشنطن وباريس والمجتمع الدولي لمواجهة تطورات الأوضاع على الحدود.
وقال نتنياهو في تصريح مقتضب إن "لبنان سيدفع الثمن"، وأصدر تعليمات للوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريح للإعلام.
بدوره، أجرى الحريري اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل بون، طالباً تدخل واشنطن وباريس والمجتمع الدولي بمواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية.
واتصل الحريري برئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، ووضعه في أجواء الاتصالات الدولية العاجلة التي أجراها. كما اتصل بقائد الجيش، العماد جوزيف عون، واطلع منه على المعلومات والإجراءات التي يتخذها الجيش.
وتأتي هذه التصريحات عقب استهداف "حزب الله" اللبناني، مركبة إسرائيلية بقذائف، وحديثه عن وقوع قتلى وجرحى، وإعلان الجيش الإسرائيلي، أنه تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للدبابات من لبنان باتجاه أهداف في إسرائيل.
وقالت مصادر إعلامية، أنه تم إعلان حالة الطوارئ بمستشفيات شمال إسرائيل، لاستيعاب أي جرحى محتملين على حدود لبنان.
وأضافت أن مقاتلات إسرائيلية تحلق بشكل مكثف فوق مناطق مختلفة من جنوب لبنان.
قصف و رد
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إن الصواريخ التي استهدفت العربة العسكرية هي من نوع "كورنيت" المضاد للدروع، وأطلقت صوب قرية أفيفيم، ما استدعى فتح الملاجئ.
وأعطى الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل، وقال إن الصواريخ التي استهدفت قاعدة عسكرية ومدرعات سجلت وقوع إصابات.
وقصف الجيش الإسرائيلي قرية مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان بـ30 قذيفة، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، وأضافت أن قرى أخرى في محافظة بنت جبيل تعرضت للقصف الإسرائيلي.
إلى ذلك، أصدر الجيش أوامر بفتح الملاجئ في المستوطنات التي تبعد حتى 4 كلم عن الحدود مع لبنان بعد إطلاق الصاروخ على الموقع القريب من مستوطنة يارؤن.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، تحدث السبت عن استنفار إسرائيلي حدودي، قائلاً إن "قوات الجيش قامت خلال الأسبوع المنصرم بتعزيز جاهزيتها برا وجوا وبحرا وفِي المجال الاستخباري لسيناريوهات متنوعة في القيادة الشمالية وفرقة الجليل".
وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بيني غانتز، زعيم حزب الله حسن نصرالله من مغبة التصعيد على حدود إسرائيل، ودعاه إلى "أن يكون رحيما بلبنان"، بحسب تعبيره.
وكتب غانتز، منافس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات التشريعية، مساء السبت على تويتر متوجها لنصرالله "لا تجعل الجيش الإسرائيلي يعيد لبنان للعصر الحجري".
تهديدات نصرالله
وقال زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، إن الرد على الهجوم الإسرائيلي قبل أسبوع على معقل الحزب في بيروت بطائرتين مسيرتين "أمر محسوم"، وإنه سيكون مفتوحا من داخل لبنان وليس شرطا أن يكون في مزارع شبعا.
ودعا نصرالله إلى بدء مرحلة جديدة باستهداف الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تحلق في الأجواء اللبنانية وإسقاطها، وقال زعيم الحزب المدعوم من إيران "ذلك لا يعني أننا سنسقط كل مسيرة، وبشكل يومي، وإنما نحن سنعمل بشكل معين وخطط معينة، ونحن نعمل بإرادتنا ونختار الزمن والحيثيات".
وهدد نصرالله بالرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، بالقول "طبيعة الرد لا يعرفها إلا قلة قليلة، وأن الأمر الآن بيد القادة الميدانيين الذين يعرفون ما عليهم أن يفعلوا".
المصدر: إيران إنسايدر