نصرالله يهدد بالرد على هجوم الضاحية وإسرائيل ترسل تعزيزات عسكرية

قال زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، إن الرد على الهجوم الإسرائيلي قبل أسبوع على معقل الحزب في بيروت بطائرتين مسيرتين "أمر محسوم"، وإنه سيكون مفتوحا من داخل لبنان وليس شرطا أن يكون في مزارع شبعا.

ودعا نصرالله إلى بدء مرحلة جديدة باستهداف الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تحلق في الأجواء اللبنانية وإسقاطها، وقال زعيم الحزب المدعوم من إيران "ذلك لا يعني أننا سنسقط كل مسيرة، وبشكل يومي، وإنما نحن سنعمل بشكل معين وخطط معينة، ونحن نعمل بإرادتنا ونختار الزمن والحيثيات".

وهدد نصرالله بالرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، بالقول "طبيعة الرد لا يعرفها إلا قلة قليلة، وأن الأمر الآن بيد القادة الميدانيين الذين يعرفون ما عليهم أن يفعلوا".

ونفى امتلاك الحزب لمصانع الصواريخ الدقيقة، لكنه قال إن لديه من هذه الصواريخ ما يكفيه.

تعزيزات إسرائيلية

في المقابل، أرسل الجيش الإسرائيلي قوات إضافية للحدود الشمالية مع لبنان في ظل استمرار تصاعد التوتر مع "حزب الله".

وقال الجيش الإسرائيلي، إن "قواته البرية والجوية والبحرية والمخابرات عززت استعداداتها لمختلف السيناريوهات في منطقة القيادة الشمالية"، مضيفا أن الإجراءات اتخذت في الأسبوع الماضي.

وأوضح الجيش أنه أخطر الجنود الاحتياطيين بالمواعيد المتعلقة بانتشارهم في الفترة المقبلة.

وكان الجيش الإسرائيلي أمر، يوم الخميس 29 آب/أغسطس، بإلغاء إجازات جنوده في المنطقة الشمالية استعدادا لأي رد محتمل من "حزب الله"، حيث يتوقع الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" يخطط لمهاجمة العسكريين الإسرائيليين أو مواقع عسكرية على الحدود وليس المدنيين.

طبيعة الرد

ورجحت مصادر مقربة من "حزب الله" اللبناني، يوم الجمعة 30 آب/أغسطس، أن يستهدف إسرائيل بعد 72 ساعة، كرد على غارتين نفذتهما على موقعين للحزب في سوريا ولبنان. 

ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية، أن العملية التي ينوي "حزب الله" تنفيذها تتوقف أولا على نجاحه في اصطياد أهدافه، مشيرة إلى أنه يفترض أن يجري الرد في غضون 72 ساعة.

ولفتت المصادر إلى أن مهلة الـ72 ساعة للرد، تهدف إلى حشر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عبر تقويض فرص إعادة انتخابه مجددا بعدما أيقظ "جبهة لبنان النائمة منذ 2006"، وهي مسألة يعتبرها الأخير مسألة "حياة أو موت" نظرا لملفاته القضائية التي قد تودي به إلى السجن.

وكشفت المصادر عن أن الأمريكيين والفرنسيين نقلوا في اتصالاتهم اللبنانية تعهدا إسرائيليا بعدم الرد إذا أسقط "حزب الله" طائرة استطلاع أو أكثر، مشيرة إلى أن "حزب الله" رفض العرض لأنه ينوي رد الصاع صاعين.

ولفتت إلى أن الثمن الذي يريده "حزب الله" سيكون بحجم الضربة التي تلقاها وأنه لا يمانع، إسقاط قتيلين أو ثلاثة في صفوف الإسرائيليين.

ضربة مفاجئة

وقال نعيم قاسم، نائب زعيم "حزب الله" اللبناني، أن الأخير سيرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مسؤولا بالحزب من خلال "ضربة مفاجئة".

وأفاد قاسم، يوم الثلاثاء 27 آب/أغسطس، أن القصف الإسرائيلي مقصود ولا يمكن أن يتعامل معه كقضية عابرة، مضيفا أن الرد سيكون بحسب التفاصيل التي ذكرها حسن نصرالله في كلمته.

وردا على سؤال بشأن الرد الممكن، قال قاسم، إن "الحزب لا يتحدث عن الخصوصيات ولا يقدم التفاصيل التي تخدم تل أبيب"، مؤكدا أن الضربة ستكون مفاجئة بالمقدار المناسب.

وبيّن قاسم "أن الأجواء أجواء رد على اعتداء وليست أجواء حرب"، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن حرب للتهويل والضغط على حزب الله وموقف الدولة اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية صحيح ولا ننتظر ردا في مجلس الأمن.

في السياق ذاته، أكد مصدران مقربان من حزب الله اللبناني لوكالة رويترز، يوم الثلاثاء، إن حزب الله يجهز لضربة مدروسة ضد إسرائيل بعد تحطم طائرتين مسيرتين في بيروت، لكنه يهدف إلى تجنب نشوب حرب جديدة.

وصرح أحد المصدرين "يتم الترتيب الآن لرد فعل مدروس بحيث لا يؤدي ذلك إلى حرب لا يريدها حزب الله ولا إسرائيل"، مضيفا أن التوجه الآن لضربة مدروسة، ولكن كيف تتدحرج الأمور هذا موضوع ثان، فالحروب لا تكون دائما نتيجة قرارات منطقية.

واتهم نصر الله في كلمة، يوم الأحد، إسرائيل بشن هجوم بطائرة مسيرة انفجرت في وقت سابق من ذلك اليوم.

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء 27 آب/أغسطس، إن زعيم حزب الله حسن نصر الله ينبغي أن "يهدأ" بعدما حذر إسرائيل من أنه يعد لرد وشيك على سقوط الطائرتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأضاف نتنياهو "سمعت ما قاله نصر الله، أقترح على نصر الله أن يهدأ، هو يعلم جيدا أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وترد على أعدائها".

هجوم إسرائيلي

ونفذت إسرائيل، يومي السبت والأحد الماضيين، ثلاث عمليات عسكرية طالت سوريا ولبنان والعراق مستهدفة مراكز تتبع للحرس الثوري الإيراني.

وهاجمت إسرائيل، بالصواريخ، أهدافا في منطقة عقربا بمحيط دمشق في سوريا وقتلت اثنين من عناصر حزب الله يعملان كتقنيين مع الحرس الثوري الإيراني، فيما أعلنت هيئة "الحشد الشعبي"، في العراق يوم الأحد عن مقتل أحد عناصرها وإصابة آخر، في قصف نفذته طائرات إسرائيلية في قضاء القائم، شمال غرب بغداد قرب الحدود السوري، بينما أعلن مسؤول في حزب الله أن طائرة إسرائيلية مسيرة سقطت في الضواحي الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله، كما انفجرت طائرة مسيرة ثانية قرب الأرض قبيل فجر الأحد.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 1 سبتمبر - 2019