قالت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم السبت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى مرونة في موقفه تجاه السماح لطهران ببيع نفطها لدول أخرى.
وأكد المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لإذاعة "معارف" الإيرانية، أن إيران خاضت في الأشهر الماضية مفاوضات مكثفة مع فرنسا بشأن شروط عودة طهران إلى الالتزام الكامل بالمسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق النووي، موضحا أن مكالمات هاتفية متكررة جرت بين الرئيسين حسن روحاني وإيمانويل ماكرون في هذا الصدد.
وأشار الدبلوماسي إلى أن أهم الشروط التي طرحتها طهران يتعلق ببيع نفطها، إذ أكدت أن لديها خيارين "إما شراء الأوروبيين نفطها مباشرة، أو إقناع واشنطن بإصدار تراخيص تسمح للشركات الأوروبية بشراء النفط الإيراني".
ولفت عراقجي إلى أن ماكرون طرح مبادرة بهذا الشأن على نظيره الأمريكي ترامب، وتابع "كانت هناك مرونة في موقف الجانب الأميركي للسماح لنا ببيع نفطنا، بما يمثل فجوة في سياسة الضغط الأقصى الأميركية، وهذا هو النجاح الذي حققته سياسة المقاومة القصوى الإيرانية".
وأكد عراقجي أن المشاورات بهذا الشأن لا تزال جارية ولم تنته بعد، مضيفا أن المفاوضات ستكون "صعبة ومعقدة للوصول إلى صيغة جديدة"، لكن ليس هناك أي بديل عنها أمام الأوروبيين والأطراف المعنية الأخرى، مجددا تصميم طهران على الاستمرار في تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي تدريجيا ما لم يتجاوب الأوروبيون مع مطالبها.
خطة فرنسية
وكشف محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الأربعاء 28 آب/أغسطس، أن المسؤولين في طهران يراجعون خطة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
ورفض واعظي في حديث إلى وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، تقديم أي تفاصيل عن الخطة، قائلا إن "الإعلان عنها قد يعيق مسألة مهمة للغاية حول المحادثات الجارية".
وقال واعظي إن "إيران وفرنسا لديهما وجهات نظرهما الخاصة بهذا الشأن. نجري مشاورات في طهران بينما تتشاور فرنسا مع الاتحاد الأوروبي. لذا، دعونا نناقش التفاصيل بعد التوصل إلى اتفاق".
وأشار مدير مكتب الرئيس الإيراني إلى أن "المشاورات" في طهران حول "الاتفاق" قد تعني مراجعة الاتفاق في مؤسسات مثل المجلس الأعلى للأمن القومي. وهذا ما يدل على أن كبار مسؤولي النظام ينتظرون صدور القرار النهائي للزعيم الأعلى، علي خامنئي، في هذا الشأن.
وأكد واعظي أن المحادثات بين إيران وفرنسا حققت "تقدما جيدا". وأضاف أن وفدا اقتصاديا إيرانيا سيزور فرنسا الأسبوع المقبل لمناقشة تفاصيل الخطة.
يذكر أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، ذهب بشكل مفاجئ إلى مكان انعقاد قمة مجموعة السبع في بياريتز بفرنسا واجتمع مع الرئيس الفرنسي ماكرون.
وكان ماكرون ناقش خطته لتهدئة التوتر بين طهران وواشنطن خلال مأدبة غداء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المصدر: إيران إنسايدر