أعلنت جماعة شيعية متشددة تطلق على نفسها "سرايا أولياء الدم" مسؤوليتها، الثلاثاء السابق، عن هجوم صاروخي استهدف قاعدة أمريكية في مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، ما أسفر عن مقتل متعاقد مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وإصابة تسعة أشخاص آخرين على الأقل.
"في تمام الساعة التاسعة و15 دقيقة من مساء اليوم ١٥/ ٢ تمكن رجالكم في سرايا اولياء الدم من القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الأمريكي في شمالنا الحبيب، حيث اقتربنا من قاعدة الاحتلال (الحرير) في اربيل بمسافة 7كم، وتمكنا من توجيه ضربة قاصمة قوامها 24 صاروخاً اصابت اهدافها بدقة بعد أن فشلت منظومة CRAM وقذائف الاحتلال من اعتراضها، مما أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات الاحتلال، وسقوط العديد من الاصابات في صفوف عناصرهم المحتلة، هذا ما قالته الجماعة في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هي "سرايا أولياء الدم"؟
لا يُعرف سوى القليل عن الجماعة الشيعية المتشددة التي تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم" أو "كتيبة حراس الدم". ظهرت الجماعة لأول مرة في الأخبار المحلية العراقية في أواخر أغسطس/ آب 2020، بعد أن زُعم أنها نفذت هجومين منفصلين ضد القوات الأمريكية المنسحبة من معسكر التاجي شمال بغداد.
وأعلنت الجماعة، عبر تطبيق المراسلة Telegram، في أواخر يناير/كانون الثاني، مسؤوليتها عن عملية ضد القوات الأمريكية في محافظة ذي قار، تلاها هجوم آخر على لوجستيات أمريكية في غرب البصرة.
وفقا لفيليب سميث، المحلل في شؤون المسلحين الشيعة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الجماعة غير المعروفة أثبتت أن لديها إمكانية الوصول إلى الأسلحة، التي يمكن لإيران الوصول إليها، ومنحها لعملائها الشيعة في المنطقة.
هذه المجموعات هي واجهات لوكلاء إيران من حيث قوتهم، يتعلق الأمر بالحزم التي يحاول وكلاء إيران إظهارها للولايات المتحدة والعناصر الكردية والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى "، قال سميث لإذاعة صوت أمريكا.
في الماضي، كانت الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية وحلفائها في العراق تُنسب عادةً إلى مجموعتين متطرفتين شيعيتين معروفتين من قبل الولايات المتحدة، وهما عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، ومع ذلك، يقول محللون إن المزيد من الجماعات الشيعية المنبثقة عن الخطاب المعادي للولايات المتحدة ظهرت في العراق منذ يناير/ كانون الثاني 2020 ، عندما قتلت غارة جوية أمريكية الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني والزعيم الشيعي العراقي أبو مهدي المهندس.
وقال سميث "أعتقد أن القضية الأكبر هي الشبكات التي يستخدمها الإيرانيون، هناك مجموعات أمامية تستخدم عددًا من الشبكات المختلفة، هناك شبكات مختلفة بالقرب من كردستان العراق تديرها كتائب سيد الشهداء أو كتائب حزب الله أو منظمة بدر".
وقال مسؤولون أمنيون لوكالة "فرانس برس"، إن اسم هذه المجموعة مجرد "واجهة" لفصائل مسلّحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق.
الأكراد يتهمون قوات الحشد الشعبي
وصف المسؤولون الأكراد الهجوم، الذي أفادت التقارير أيضا بإصابة ثلاثة مدنيين أكراد، بأنه عمل إرهابي قامت به "مجموعة" مرتبطة بقوات الحشد الشعبي.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، محمود محمد، في بيان يوم الثلاثاء، إن المهاجمين كانوا "جماعة خارجة على القانون إلى جانب الحشد الشعبي وبقدراتها وزيها العسكري".
وقوات الحشد الشعبي هي منظمة جامعة تتكون من عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة العراقيين الذين جُنِّد معظمهم في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية السني، وفي أواخر عام 2016، سن البرلمان العراقي قانونا يمنح قوات الحشد الشعبي اعترافا رسميا كفرع مستقل لقوات الأمن العراقية، ويحق لها الحصول على مساعدة حكومية.
نوري حمه علي، قائد البشمركة الكردية في جبهة كركوك - بيردي، حمّل الحكومة العراقية مسؤولية كبح جماح "مجموعات معينة داخل قوات الحشد الشعبي" تستهدف أمن حكومة إقليم كردستان.
وقال "أربيل آمنة لجميع حلفائنا، وكذلك الجماعات الدينية والعرقية التي تعيش في كردستان، المدينة محترمة ومحبوبة من قبل أهلها، لهذا السبب لا يستطيع أعداؤنا تحمل عاصمة إقليم كردستان".
ونفى كل من الحشد الشعبي وداعمته إيران علنا تورطهما في الهجوم، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إنه يدين "المحاولات المشبوهة لربط هجمات أربيل بإيران".
إيران انسايدر – (ترجمة هشام حسين)
المصدر: "فويس أوف أمريكا"