لبنانيون "شيعة" معارضون لـ"حـزب الله" يخشون مصيرا مشابها للراحل "لقمان سليم"

عبّر ناشطون لبنانيون من الطائفة الشيعية، عن مخاوفهم من أن يلقوا مصيرا مشابها، لمصير الباحث الشيعي المعارض لحزب الله لقمان سليم، الذي اغتيل منذ يومين، جنوب لبنان.  

وقال الشيعي المعارض لمواقف لحزب الله علي الأمين في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "المخاوف من مزيد من الاغتيالات موجودة"، لافتاً إلى أنه اتخذ إجراءات ولو بحد أدنى لتأمين سلامته الشخصية.

وفي الوقت ذاته، شدد الأمين على أن الرسالة من اغتيال سليم "تتجاوز المعارضين الشيعة لتطال كل الأصوات التي تشبه صوت لقمان سليم، بخاصة الأصوات التي صدحت بعد انتفاضة 17 تشرين، للتعبير عن زيف سلطة الميليشيات القائمة وعلى رأسها حزب الله".

ولم يستبعد الأمين أن تكون عملية الاغتيال هذه حلقة أولى في مسلسل اغتيالات مقبل، إلا انه أكد أن الحوف لن يكون رادعاً عن تمسكه أكثر من أي وقت مضى بالنهج والمسار الذي سلكه مع سليم "سيشكل اغتياله حافزاً أكبر لنا لنبقى أوفياء للقضيةّ.

واعتبر الأمين أن حملات التحريض التي تشن بوجه المعارضين تمهد للاغتيالات، إذ أنه ليس بالضرورة أن تسبق عمليات القتل تهديدات مباشرة، مشدداً على وجوب تحرك المجتمع الدولي.

وأدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عملية اغتيال الباحث والناشط السياسي اللبناني لقمان سليم، داعيا المسؤولين اللبنانيين إلى محاسبة المسؤولين عن عملية الاغتيال تلك، كذلك طالبت الخارجية الفرنسية بتحقيق شفاف في قضية اغتيال سليم.

بدورها، عبرت الناشطة السياسية المعارضة منى فياض عن سخريتها من رواية تم تداولها، تفيد بأن عملية اغتيال سليم عبارة عن "عمل مخابراتي يهدف لفتنة داخلية"، فعلقت قائلة "هل الحزب مخترق من الإسرائيليين في منطقة الجنوب التي تخضع بالكامل لسيطرته؟ وإذا صح ذلك فما نفع المقاومة، ولماذا نستمر بهذه المهزلة؟ أضف أننا لا نفهم فائدة إسرائيل من قتل لقمان، خصوصاً إذا كان كما يتهمه الحزب عميلاً لها ولأميركا!".

وأكدت فياض أن عملية الاغتيال تلك "رسالة لكل اللبنانيين وليس لفئة معينة،. لكل فريق سيادي يريد تحرير لبنان من إيران ولكل صاحب رأي ولكل حر، كما أنها رسالة للمجتمع الدولي مفادها بأن أي تفاوض بالملف اللبناني يجب أن يتم مع طهران مباشرة".

ولا تستبعد فياض أن يكون التركيز مرحلياً على المعارضين الشيعة "كي يكونوا رسالة لباقي الشيعة، خصوصاً أن الوضع داخل بيئة الحزب أصبح مهتزاً لحد كبير"، وقالت "نحن  في نهاية المطاف عزل وحمايتنا يجب أن تؤمنها لنا الأجهزة الأمنية، نحن لسنا خائفين، (حزب الله) هو الخائف لذلك اغتال سليم".

وجددت مطالبتها بإجراء تحقيق دولي في القضية لاعتبارها أن "القضاة اللبنانيين غير محميين ومغلوب على أمرهم"، داعية  المجتمع الدولي لمساعدة اللبنانيين في كف يد طهران عن بلدهم.

وعثر على جثمان لقمان سليم، مقتولا بإطلاق عليه داخل سيارته في "العدوسية" في جنوب لبنان، بعد أن أبلغت عائلته عن اختفائه، مساء الأربعاء، مشيرة إلى أنه غادر قرية جنوبية، وكان يفترض به أن يعود إلى بيروت.

والكاتب سليم باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم بالتوعية الثقافية والسياسية حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان.

ورغم انتماء الراحل للطائفة الشيعية، إلا أنه عرف برفضه القطعي للطائفية.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 6 فبراير - 2021