عاد الهدوء الحذر إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان)، اليوم الجمعة، بعد ساعات من قيام محتجين بإضرام النار في العديد من المباني الحكومية.
وانتشر الجيش في ثاني أكبر مدينة في لبنان، في محاولة لمنع أعمال الشغب التي أدت إلى مواجهات متكررة مع قوات الأمن قُتل فيها شخص وجرح أكثر من 250 آخرين.
وأسفرت المواجهات عن مقتل متظاهر يدعى عمر طيبة (30 عاما)، متأثرا بإصابته برصاصٍ حيّ بظهره، وهو أحد أبناء الأحياء الفقيرة، كما سقط نحو 226 جريحا بين مدنيين وعسكريين، وفق السلطات الصحية.
ردود أفعال
وطالب الرئيس اللبناني ميشال عون، بالتحقيق في ملابسات أحداث طرابلس، والتشدد في ملاحقة الفاعلين.
ودعا عون للتحقيق في ملابسات ما جرى في طرابلس، والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين وقاموا بأعمال تخريبية لاقت استنكارا واسعا من الجميع ولا سيما من أبناء المدينة وفعالياتها.
وأضرم محتجون مناهضون للحكومة، ليلة الخميس/الجمعة في طرابلس النار في مبنى بلدية المدينة.
من جانبه، قال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إن "ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة".
بدوره، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، أن من أقدم على إحراق مبنى بلدية طرابلس، مجموعة من المجرمين، وقال في بيان له "التحدي الآن هو في إسقاط أهداف هؤلاء المجرمين، بالقبض عليهم، واحدا واحدا، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق طرابلس وأبنائها الصامدين، والتحدي أيضا بفتح تحقيق يحدد المسؤوليات في السماح بهذا التمادي الفاضح باستباحة شوارع طرابلس ومؤسساتها، التحدي الذي نلزم به أنفسنا، هو بأننا سنحبط مخطط العابثين، من خلال وعد بالعمل سريعا على إعادة تأهيل مبنى بلدية طرابلس، ليبقى معبرا عن شموخ المدينة وتراثها النقي المتجذر عبر التاريخ".
وتشهد طرابلس، المدينة الأفقر في لبنان، منذ الإثنين مواجهات ليلية عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من تدابير الإغلاق العام للحد من انتشار وباء كوفيد-19 في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي غير مسبوق، والذي فجره انفجار مرفأ بيروت المدمر، الذي وقع في الرابع من آب/ أغسطس الفائت.
إيران إنسايدر