أضرم محتجون لبنانيون، ليلة الخميس/ الجمعة، النار في مبنى بلدية طرابلس شمال لبنان، وذلك في اليوم الرابع من الاحتجاجات التي تشهدها المدينة ومناطق لبنانية أخرى.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن محتجين رشقوا مبنى البلدية بالحجارة وبقنابل المولوتوف ما أدى إلى اندلاع حريق كبير بداخله، مشيرة إلى أن سيارات الإطفاء عملت بصعوبة على إطفاء الحرائق التي اندلعت في مختلف طبقات المبنى، في حين أوقف الجيش اللبناني 4 أشخاص أثناء فرض سيطرته أمام بلدية طربلس.
Video circulated on social media shows the building of #Tripoli municipality in north #Lebanon, set on fire by angry protesters against the bad economic situation. It’s the most violent night since the beginning of demonstrations in the city. #طرابلس_تنتفض pic.twitter.com/2u0oEEDL4x
— Mehsen Mekhtfe (@MehsenMekhtfe) January 28, 2021
وذكرت وسائل إعلام أن بعض المحتجين انتقلوا بعد إخفاقهم في الدخول إلى سرايا مدينة طرابلس، إثر مطاردتهم من قبل القوى الأمنية والجيش اللبناني، إلى مبنى البلدية وهو مبنى تراثي، وأقدموا على خلع أبوابه وتكسير الزجاج فيه وأضرموا النار فيه. وقامت القوى الأمنية بملاحقة المشاركين في عملية إضرام النيران في المبنى.
وكان حريق قد اندلع في وقت سابق مساء الخميس في المحكمة السنية الشرعية داخل السرايا في مدينة طرابلس شمال لبنان جراء إلقاء قنبلة مولوتوف من قبل المحتجين، الذين ألقوا 3 قنابل يدوية حربيه إضافيه داخل السرايا .
وشهد، عصر الخميس، تجدد للمواجهات بين قوات الأمن وعشرات المحتجين الذين حاولوا مجدداً اقتحام سراي طرابلس، المقر الإداري والأمني الأبرز في المدينة والذي يشكل ساحة مواجهة بين الطرفين منذ مطلع الأسبوع. وردّت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وأسفرت المواجهات مع قوات الأمن مساء الخميس عن إصابة ما لا يقل عن 102 أشخاص بجروح، نقل خمسة منهم إلى مستشفيات المنطقة، بحسب تغريدة للصليب الأحمر اللبناني، لتصبح الحصيلة الإجمالية للمصابين أكثر من 300 شخص، غالبيتهم أصيبوا ليل الأربعاء.
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن من أقدم على إحراق مبنى بلدية طرابلس، مجموعة من المجرمين، وقال في بيان له "التحدي الآن هو في إسقاط أهداف هؤلاء المجرمين، بالقبض عليهم، واحدا واحدا، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق طرابلس وأبنائها الصامدين، والتحدي أيضا بفتح تحقيق يحدد المسؤوليات في السماح بهذا التمادي الفاضح باستباحة شوارع طرابلس ومؤسساتها، التحدي الذي نلزم به أنفسنا، هو بأننا سنحبط مخطط العابثين، من خلال وعد بالعمل سريعا على إعادة تأهيل مبنى بلدية طرابلس، ليبقى معبرا عن شموخ المدينة وتراثها النقي المتجذر عبر التاريخ".
بدوره، وصف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ما حصل في مدينة طرابلس الليلة الماضية بـ "الجريمة الموصوفة والمنظمة"، محملاً المسؤولية على كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى.
وقال في سلسة تغريدات عبر موقع "تويتر" إن "الذين أحرقوا طرابلس، مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها، وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش، ومن غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها".
ما حصل في مدينة #طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة يتحمل مسؤوليتها كل من تواطأ على ضرب استقرار المدينة واحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى.
— Saad Hariri (@saadhariri) January 28, 2021
الذين اقدموا على احراق طرابلس مجرمون لا ينتمون للمدينة واهلها ، وقد طعنوها في امنها وكرامتها باسم لقمة العيش. ١/٤
وأضاف متسائلاً "لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجا على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت؟ إذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف إلى المدينة، فمن يفتح له الأبواب؟".
وشدد الحريري على أن "طرابلس لن تسقط في أيدي العابثين".
وتشهد طرابلس، المدينة الأفقر في لبنان، منذ الإثنين مواجهات ليلية عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من تدابير الإغلاق العام للحد من انتشار وباء كوفيد-19 في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي غير مسبوق، والذي فجره انفجار مرفأ بيروت المدمر، الذي وقع في الرابع من آب/ أغسطس الفائت.
إيران إنسايدر