أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن سبب الغارات المكثفة المنسوبة إلى إسرائيل التي طالت مؤخرا محافظة ديرالزور السورية يعود إلى قلق تل أبيب بشأن تطورات الوضع في العراق.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون، بحسب ما ترجم "إيران إنسايدر"، اليوم الخميس، بأن الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على محافظة ديرالزور شمال شرق سوريا، فجر الأربعاء، جاء على خلفية تموضع إيران، على الحدود السورية العراقية بشكل مكثف.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية "رفيعة المستوى"، إن "القصف نفذ على خلفية تموضع إيران عند الحدود السورية-العراقية، وتصعيد التوترات الإقليمية قبيل وصول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، إلى الحكم في الولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الأخير الذي أودى بحياة 57 شخصا على الأقل، يختلف عن سابقيه من حيث الحجم والأهداف.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تفضل التزام الصمت حيال هذه الضربات، إلا أن مصادر إسرائيلية قالت إن "الهجوم وقع على خلفية التمركز الإيراني على الحدود السورية العراقية، وتصاعد التوترات في المنطقة قبل تولي جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشارت التقديرات الاستخباراتية، وفقاً للصحيفة، إلى أن إيران واجهت صعوبات عام ۲۰۱۹ في إقامة وجود غربي دمشق، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، والعقوبات المفروضة عليها، لذا نقلت قواتها إلى الحدود السورية العراقية، حيث المناطق هناك خاضعة لسيطرتها الكاملة، وأقامت البنية التحتية لتحريك القوات وعمليات التهريب بين العراق ولبنان.
وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي للصحيفة، "أجرت إيران تقييمًا للأضرار بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبة في العمل بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وأعادت تقييم غرب العراق، لذا نقلت إلى هناك صواريخ يمكن أن تضرب أي مكان في الأراضي الإسرائيلية، ويمكن أن تنقلها عبر طرق تهريب إلى مواقع أقرب، كما تقيم إيران هناك شبكة من الطائرات المسيرة بدون طيار وصواريخ كروز، لم يكن بوسعها الحفاظ عليها في محيط دمشق".
وعبر مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية عن قلقهم بعد تولي بايدن منصبه، معتبرين أن واشنطن ستفقد اهتمامها بالعراق، وسيصبح دولة إيرانية تابعة، وكذلك الأمر يتخوفون من عودة بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتخفيف العقوبات المفروضة عليها، معتبرين أن كل ذلك سيشجع الحرس الثوري الإيراني على المخاطرة في العمليات ضد إسرائيل ودول أخرى.
ترجمة إيران إنسايدر