كشفت مصادر سورية إعلامية، أن القوات الروسية انسحبت من مقرها في الفندق السياحي في البوكمال بريف ديرالزور قبيل الغارات الإسرائيلية على المحافظة بساعات.
ونقل موقع "عين الفرات" المتخصص بنشر أخبار المنطقة الشرقية، عن مصادر، قولها إن الروس انسحبوا من الفندق السياحي في البوكمال، الذي تتخذه القوات الروسية مقرا لها، وأبقوا على العناصر المحليين فقط، لافتة أن المقر يقع في وسط مناطق سيطرة ميليشيات إيران في المدينة.
وأشارت المصادر إلى وجود خلافات بين القوات الروسية والقوات الإيرانية، ويخشى الروس من استهداف عناصرهم من قبل الميليشيات الإيرانية، وخاصة أن المقر الروسي يقع وسط مناطق سيطرة المليشيات وغير محصن بالشكل الكافي.
وعقد عدد من الجنرالات الروس اجتماعا مع قيادات الحرس الثوري وضباط من نظام الأسد على الحدود السورية- العراقية، منتصف شهر نوفمبر الماضي 2020، على خلفية وصول مزيد من التعزيزات الروسية إلى المنطقة، في وقت تأخذ فيه العلاقات الروسية ـ الإيرانية مظهراً متوتراً حيث تسعى كل منهما إلى بسط نفوذها في المنطقة.
غارات الأربعاء
وقتل وأصيب العشرات من عناصر الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، فجر اليوم الأربعاء، في هجوم إسرائيلي هو الأوسع على مواقع عسكرية في محافظة ديرالزور وريفها (شرق سوريا).
وقالت مصادر محلية، إن إسرائيل شنت نحو 50 غارة جوية على مواقع قوات النظام وميليشيات "لواء زينبيون الباكستاني، ولواء فاطميون الأفغاني، وكتائب حزب الله العراق" المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني".
وأوضحت المصادر، إن الغارات تسببت بمقتل 38 عنصرا على الأقل منهم 24 من عناصر الميليشيات الطائفية المدعومة من طهران، و14 من قوات النظام، إضافة لإصابة نحو 50 آخرين.
وأشارت إلى أن الغارات استهدفت، قاعدة الإمام علي والحزام وأطراف معبر القائم، والحسيان، الصناعة وبادية الدوير وبادية البوكمال (جنوب البوكمال)، ومنطقة المزارع جنوب مدين الميادين، وبادية مدينة القورية، وجنوب غرب مطار ديرالزور، ومستودعات عياش وتلة الحجيف جنوب غرب مدينة ديرالزور.
وفي مدينة دير الزور، استهدف القصف مبنى التنمية في حي هرابيش، ومبنى النصر/كلية التربية سابقًا بحي العمّال، ومبنى الأمن العسكري.
بدورها، نقلت "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري قوله، إنه "في تمام الساعة 1،10 من فجر اليوم قام العدو الاسرائيلي بعدوان جوي على مدينة دير الزور ومنطقة البوكمال"، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تدقيق نتائج العدوان.
تنسيق روسي-إسرائيلي
وفي نهاية شهر ديسمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "علاقاتي مع الرئيس الروسي فلاديمير مهمة لأنها تساعدنا في الحفاظ على حرية العمل التي نحتاج لها من أجل مكافحة المحاولات الإيرانية للتموضع على حدودنا الشمالية".
وأضاف نتنياهو "نقاتل ضد محاولات إيران للحصول على موطئ قدم على حدودنا الشمالية. إن الاتصالات التي أقوم بها مع الرئيس الروسي مهمة لأنها تساعدنا على الحفاظ على حرية العمل لمكافحة محاولات إيران إقامة موطئ قدم عسكري على حدودنا الشمالية".
وكشف الجيش الإسرائيلي، عن عدد الغارات التي شنها، على الأراضي السورية، خلال عام 2020.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان له، إنه "أقدم على تنفيذ 50 غارة، على أهداف داخل سوريا، إضافة إلى تنفيذ 20 عملية نوعية (لم يوضخ ماهيتها) وخاصة على حدود لبنان وسوريا".
وشنّت إسرائيل مئات الغارات على سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011.
واستهدفت قوات النظام وميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني، كان آخرها قبل أيام، حين شنت الطائرات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، غارات جويّة على مواقع تابعة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في ريف دمشق والسويداء.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا لكنها تقول إن الوجود العسكري الإيراني الداعم لرأس النظام بشار الأسد يشكل تهديدا ستواصل الرد عليه.
إيران إنسايدر