منظومة دفاع جوي.. رسالة تصعيد إيرانية للعالم

كشفت طهران عن منظومة دفاع جوي صاروخي "باور 373" وقالت إنها تتفوق على منظومتي  "ثاد" و"باتريوت" الأمريكيتين، في الوقت الذي يقلل فيه مراقبون من جدوى هذه المنظومة التي قالت إيران إنها تستطيع التعرف على مائة هدف في وقت واحد. 

وكشف رئيس مؤسسة الصناعات الإلكترونية بوزارة الدفاع الإيرانية، العميد شهرام شاهرخ، عن مزايا منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باور 373" وسبب تسميتها.

وقال العميد في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الإيراني، مساء يوم الخميس، إن "المنظومة تم تصميمها وتصنيعها وفقا لاحتياجات البلاد للدفاع، وهي ذات مدى عال المستوى. وبالنظر إلى أن هذه المنظومة تم تصنيعها تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة وتزامنا مع مولد الرسول الأكرم (ص)، فقد تم تسميتها بالرقم 373، وهو حساب الحروف الأبجدية لاسم الرسول الأكرم (ص)، وكلمة باور (تعني الإيمان بالعربية) تبركا بكلام قائد الثورة بشأن الثقة بالنفس".

وأشار شهرام إلى أن منظومة "باور 373" تستخدم لمواجهة الصواريخ الباليستية، مضيفا: "منظومة (باور 373) أفضل بكثير من منظومة (باتريوت) الأمريكية".

ونوه شاهرخ بأن منظومة "ثاد" الصاروخية الأمريكية تعتبر منظومة مراقبة، لافتا إلى أن منظومة "باور 373" الدفاعية الصاروخية أعلى مستوى في فئتها.

وتابع قائلا "بسبب التهديدات المتزايدة، كنا بحاجة إلى منظومة أقوى من (إس 300)، لذلك تم تصميم وتصنيع منظومة (باور 373)... إن هذه المنظومة لديها أكثر من 6000 عنصر (عيون مركبة) كل منها عبارة عن رادار، هذه المنظومة أكثر قدرة على تعقب واكتشاف الهدف ومدى الاشتباك والقدرة القتالية مقارنة مع منظومة (إس 300)".

وأضاف شهرام "بعد اختبار ناجح للمنظومة، أصبح خط إنتاجها جاهزا من خلال التطوير والبحث... لدينا على جدول الأعمال نسخ مطورة من منظومة (باور 373) سنعلن عنها في المستقبل".

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أنه سيتم تزويد قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني بهذه المنظومة الدفاعية "التي تعد أهم منظومة دفاعية محلية الصنع، وأعقد مشروع دفاعي في تاريخ إيران".

رسائل إيرانية

وكشف النقاب عن هذه المنظومة، الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقال خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني للصناعة الدفاعية الإيرانية "عندما يستخدم العدو القوة، فعليك أن تستغل كل قوتك ضده. ولا طائل من المحادثات في هذه الحالة".

وأضاف، في لهجة طغى عليها التباهي "يجب أن نؤمن بقوتنا العسكرية، وهذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى صاروخ (باور 373)".

ويزعم الرئيس الإيراني أن "المنظومة لديها القدرة على التعرف على ما يصل إلى مئة هدف في الوقت نفسه، وبإمكانها مواجهة الأهداف بستة أسلحة مختلفة".

استعراض قوة!

ويتضح من خلال خطاب روحاني أنه يستعرض عضلات إيران العسكرية، أمام الشعب الإيراني المُنهك جدا، بأزمة بلاده الاقتصادية، كما أنه يبعث برسائله التصعيدية للخصوم، في تناقض مع حديث وزير خارجيته عن مساع لدراسة مقترحات التهدئة مع واشنطن، خلال زيارته لباريس اليوم الجمعة ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي مطلع شهر آب/أغسطس الجاري؛ أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، عن تدشين المنظومة الصاروخية الدفاعية من طراز (بافر 373) البعيدة المدى، وذلك بمناسبة يوم "التصنيع العسكري"، ولكن لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها تدشين هذه المنظومة، حيث سبق أن دشنت مرتين من قبل، حيث تم الإعلان في 19 كانون الأول/ديسمبر 2011، عن تصنيع (بافر 373)، بدلا عن منظومة (إس-300)؛ التي تأخرت موسكو في تسليمها لإيران.

وفي 21 آب/أغسطس 2016؛ زار الرئيس الإيراني حسن روحاني، معرضا لتدشين (بافر 373)، وزعمت وسائل الإعلام الإيرانية أن هذه المنظومة الدفاعية الصاروخية من الصنع المحلي بواسطة "منظمة الجوفضائية" لوزارة الدفاع الإيرانية، وأكد وزير الدفاع السابق حسین دهقان، أن المنظومة تدخل العمل في نهاية 2016.

مبالغات

الخبراء العسكريون الغربيون دائما ما يرون إن إيران كثيرا ما تبالغ في قدرات أسلحتها، لكن المخاوف بشأن برنامجها للصواريخ (الباليستية) بعيدة المدى؛ ساهمت في دفع واشنطن، العام الماضي، للانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، في عام 2015، لكبح طموحاتها النووية في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

ازدواجية معايير

ويرى مراقبون أن ازدواجية الخطاب في النظام الإيراني، التي تتمثل في شخصية تهدئ وأخرى تُصعد، تأتي لتحقيق أهداف عدة، فعلى الصعيد الدولي تحاول إظهار نفسها بمظهر الحريص على السلام والأمن الدوليين.

أما على الصعيد الداخلي، فيحاول النظام الإيراني صرف نظر مواطنيه عن أوضاعهم الاقتصادية المتردية، وتصوير نفسه بأنه الحريص على أمنهم في مواجهة "الأخطار الخارجية".

وارتفع منسوب التوتر بين طهران وواشنطن، منذ أيار/مايو الماضي، بعد أن شددت أميركا العقوبات المفروضة على إيران، التي بدأت موجة تصعيد في المنطقة.

وكافح القادة الأوربيون لتهدئة المواجهة المتواصلة بين البلدين، في أعقاب انسحاب ترامب من الاتفاق، وإعادة فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

وردت طهران على ذلك بسلسلة خطوات، من بينها تراجعها عن بعض التزاماتها بتقليص أنشطتها النووية التي نص عليها الاتفاق.

وسوف يلتقي قادة "الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا، واليابان، والاتحاد الأوروبي"، في اجتماع مجموعة السبع، الذي يُعقد في منتجع بياريتس، جنوب غربي فرنسا.

وتطالب إيران، القوى الأوروبية، التي وقعت الاتفاق معها، مع ازدياد شعور الإيرانيين بتأثير العقوبات الأميركية على اقتصادها، ببذل المزيد من الجهد لحماية المكاسب المالية التي حققتها إيران بعد توقيع الاتفاق.

وحاولت القوى الأوروبية تأسيس قناة تجارية لتمرير المواد الإنسانية والطبية مع إيران، لكنها لاتزال غير مفعلة، ولن تعوض تلك القناة، طهران، عن المليارات من عوائد النفط التي ستفقدها البلاد بعد العقوبات الأخيرة.

المصدر: إيران إنسايدر + فارس + كتابات

مقالات متعلقة

الجمعة, 23 أغسطس - 2019