اجتماع عراقي رفيع لكبح تصعيد الحشد ضد واشنطن

عقد رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اجتماعا في قصر السلام ببغداد، لمناقشة الوضع الأمني، وعمليات القصف التي تعرضت لها مواقع عدة تابعة للحشد الشعبي. 

وعلى مدار الشهرين الماضيين، تعرضت أربعة مقرات تابعة للحشد الشعبي لقصف بطائرات مسيرة، استهدفت مخازن سلاح لميليشيات مدعومة بشكل مباشر من إيران، واتهم الحشد الشعبي بشكل صريح بوقوف واشنطن التي تقود التحالف الدولي وراء عمليات القصف.

وشدد المجتمعون "على أهمية التزام التحالف الدولي بالمساعدة في حفظ أمن الأجواء العراقية من أي اختراق أو استهداف".

وأكد المجتمعون على استمرار العراق في الالتزام بما جاء في وثيقة (السياسة الوطنية الموحدة بشأن المستجدات الأمنية الإقليمية)، وما أكدته الوثيقة من أهمية تعزيز التماسك السياسي الداخلي والثبات على مبدأ مراعاة سيادة العراق وأمنه واستقلاله، ورفض سياسة المحاور وتصفية الحسابات، والنأي بالبلد عن أن يكون منطلقا للاعتداء على أي من دول الجوار والمنطقة.

وعبر الاجتماع عن أهمية الالتزام بموقف الدولة العراقية بمختلف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية الرافض لمبدأ الحرب بالوكالة، ومحاولة أي طرف إقليمي أو دولي لجرِّ العراق إلى حرب وصراعات كان العراق قد حسم موقفه منها لصالح الدور المحوري للعراق من أجل السلام والتنمية والتقدم والتعاون ما بين الجميع.

وأكد المجتمعون على أن يكون أي قرار أمني وعسكري أو تصريح بهذا الشأن منوطا بالقائد العام للقوات المسلحة فقط حسب السياقات الدستورية، وعلى وجوب التزام جميع الأجهزة والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية بذلك، في إشارة للحشد الشعبي.

اتهامات لأمريكا

وحمّلت فصائل "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران، يوم الأربعاء 21 آب/أغسطس، الولايات المتحدة مسؤولية استهداف مقراتها التي شهدت أربعة منها مؤخرا انفجارات كبيرة لفها الغموض، وأكدت وجود معلومات وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية ومواعيد إقلاعها وهبوطها وعدد ساعات طيرانها في العراق.

وقال الحشد الشعبي -في بيان مذيل بتوقيع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس- "نعلن أن المسؤول الأول والأخير عما حدث هو القوات الأميركية، وسنحمّلها مسؤولية ما يحدث اعتبارا من هذا اليوم".

وهدد بأنه أمام هذه التطورات ليس لديه "أي خيار سوى الدفاع عن النفس وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حاليا واستخدام أسلحة أكثر تطورا"، مؤكدا أنه انتظر فترة "لحين إكمال جميع تحقيقاتنا بدقة حول الموضوع".

وقدم الحشد الشعبي في بيانه بعض التفاصيل المتعلقة باستهداف مقراته خلال الفترات الأخيرة. وقال إن بحوزته معلومات دقيقة ومؤكدة تفيد بأن الأميركيين قاموا خلال العام الجاري بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية عن طريق أذربيجان لتعمل ضمن أسطول القوات الأميركية على تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية.

وقال الحشد إن القوات الأميركية تسيطر على الأجواء العراقية عن طريق استغلال رخصة الاستطلاع، وتستخدم الأجواء المحلية لأغراض مدنية وعسكرية، واتهمها بالتشويش على أي طيران آخر، بما في ذلك طيران قوات الجيش، في حين تسمح لطائرات إسرائيلية وأميركية بتنفيذ الاعتداءات المتكررة.

وكشف عن أن لديهم أيضا معلومات أخرى وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية؛ "متى أقلعت ومتى هبطت وعدد ساعات طيرانها في العراق".

وأضاف البيان أن القوات الأميركية "قامت مؤخرا باستطلاع مقراتنا بدل تعقبها داعش، وجمعت المعلومات والبيانات التي تخص ألوية الهيئة ومخازن أعتدتها وأسلحتها".

وأوضح أنهم أبلغوا قيادة العمليات المشتركة "بأننا سنعتبر أي طيران أجنبي سيحلق فوق مقراتنا دون علم الحكومة العراقية طيرانا معاديا، وسنتعامل معه وفق هذا المنطلق، وسنستخدم كل أساليب الردع للحيلولة دون الاعتداء على مقراتنا".

وأكد أن عمليات الاستهداف لم تقتصر فقط على العمليات التي استهدفت مقرات الحشد الشعبي، بل هناك عمليات استهداف أخرى كانت تجري تارة "من خلال الطعن في شخصيات جهادية ووطنية من مختلف الأطياف بواسطة حملات تسقيط إعلامية مصحوبة بوضع أسماء على قائمة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية".

بدوره، علّق زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي على بيان الحشد بتغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بقوله إن "بيان الحشد وضع النقاط فوق الحروف.. على كل من يريد استهداف أمن العراق مرة أخرى أن يحذر فالعراق لم يعد كما كان فهو يمتلك القدرة الكاملة للدفاع عن نفسه".

هجوم على الحكومة

بدوره، علّق نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي على عمليات القصف المتواصلة على مقرات ومعسكرات الحشد الشعبي، بالقول "حكومة لا تملك القدرة على الرد أو حتى تستطيع الإعلان عن حقيقة الموقف والضربات التي تتعرض لها البلاد".

وقال معلقا على الاستهداف الرابع لمعسكرات فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق، "إذا كنا لغاية الساعة لا نعرف مصادر انفجارات مخازن الأسلحة لمعسكر الصقر وقاعدة بلد فهذا يعني أننا أضعف من الرد عليها".

وأضاف في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" إن "المتصديين للعمل السياسي يعرفون ذلك، بل هم مبلغون بما حدث لكنهم يخشون التصريح والإعلان".

ووجه في تغريدته رسالة وتلميحات سياسية عن ضعف موقف القائمين على الحكومة العراقية، نتيجة الخلافات والانقسامات، بقوله "ما أضعفكم.. إن تفرقنا سبب ضعفنا وخضوعنا".

رد عراقي

من جانبها، قررت الحكومة العراقية، يوم الخميس 15 آب/أغسطس، إلغاء الموافقات الخاصة بالطيران في أجواء العراق.

وقال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، انه رفض منح الموافقات الخاصة بالطيران التي تشمل الاستطلاع المسلح والطائرات المقاتلة والمروحية والمسيرة بكل أنواعها لجميع الجهات، وحصر الموافقات بيده باعتباره القائد العام للقوات المسلحة حصرا أو من يخوله أصوليا.

ودعا جميع الجهات الالتزام التام بذلك، وأن أي حركة طيران تخالف القرار تعتبر طيرانا معاديا يتم التعامل معه فورا.

البنتاغون ينفي والتحالف يستجيب

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، يوم الأربعاء 21 آب/أغسطس، عدم صلتها بأية تفجيرات أو عمليات استهداف لمخازن السلاح والمعسكرات في العراق مؤخرا.

وكان أعلن التحالف الدولي في العراق، يوم الجمعة 16 آب/أغسطس، امتثاله لتوجيهات حكومة بغداد بمنع تسيير الطائرات ذات المهام العسكرية الخاصة بأجواء البلاد، إلا بإذن من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وامتثالا لذلك، ذكر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أن "قياديين كبارا منه التقوا مسؤولين من وزارة الدفاع العراقية، لمناقشة توجيهات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بشأن حركة طيران التحالف".

وأضاف التحالف في بيانه، أنه "كضيف ضمن الحدود السيادية للعراق، يمتثل لجميع القوانين والتوجيهات من حكومة العراق، وسيمتثل على الفور لجميع التوجيهات الواردة من شركائنا العراقيين أثناء قيامهم بتنفيذ أمر رئيس الوزراء".

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الخميس, 22 أغسطس - 2019