كشف مسؤولون فرنسيون، أن باريس لم تكن راغبة أن يُكلّف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.
ونقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين فرنسيين، قولهم إن "باريس لم تكن راغبة في البداية في اضطلاع سعد الحريري بتشكيل الحكومة مجددا، بعد أن فشل في السابق في تنفيذ إصلاحات".
وكُلف سعد الحريري، وهو رئيس وزراء سابق، بتشكيل حكومة بعد استقالة مصطفى أديب في سبتمبر/أيلول، وما تزال حتى الآن الخلافات مستمرة حول التشكيلة التي قدمها الحريري لرئاسة الجمهورية.
ولفت المسؤولون إلى أن ماكرون لم يعارض ترشح الحريري "في ظل عدم إحراز تقدم في تشكيل حكومة ذات مصداقية من المكلفين الآخرين".
ويحاول ماكرون استخدام النفوذ التاريخي لباريس في لبنان في إقناع السياسيين اللبنانيين المتناحرين بتبني خارطة طريق وتشكيل حكومة جديدة مكلفة باستئصال الفساد، وهو شرط أساسي للمانحين الدوليين بما في ذلك صندوق النقد الدولي لصرف مساعدات بمليارات الدولارات.
ومنذ البداية، واجه الزعيم البالغ من العمر 42 عاماً، جمود الطبقة السياسية اللبنانية المنقسمة، التي اشتبكت فيما بينها وتجاهلت التحذيرات الدولية من إفلاس الدولة، فضلا عن رفض واشنطن لخططه.
وبعد أن تعهد وسط الأنقاض في بيروت بعدم التخلي عن الشعب اللبناني، يسعى ماكرون لإظهار بعض النجاح على صعيد السياسة الخارجية في المنطقة بعد أن خرج خالي الوفاض من مبادرات رفيعة المستوى بشأن ليبيا وإيران في السنوات الأخيرة.
عندما تناول الغداء مع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري في الأول من سبتمبر/ أيلول، كان هدفه ضمان التزام بري، زعيم حركة أمل، بمهلة لتشكيل حكومة جديدة.
وأصر ماكرون على مهلة تتراوح بين عشرة أيام و15 يوما، وفقا لمصدر مطلع على الاجتماع. ورد بري، وهو من الشخصيات القوية في الحياة السياسة اللبنانية وكانت له يد في اختيار وزراء رئيسيين في السابق، قائلا "إن شاء الله.. إن شاء الله". رفع ماكرون يده موضحا رفضه ذلك وشدد مجددا على مطالبه. ولم يرد مكتب بري على طلب للتعليق.
وقال مكتب ماكرون "الرئيس يواصل اتصالاته مع مختلف اللاعبين السياسيين في لبنان كما تعهد به من قبل".
ويقول مسؤولون فرنسيون إن الإجراءات العقابية الأمريكية التي اتخذتها واشنطن تجاه بعض السياسيين اللبنانيين لم تفعل شيئا لتغيير الوضع على الأرض. وقال مسؤول رئاسي فرنسي للصحفيين في الثاني من ديسمبر كانون الأول "لم يوقفوا أي شيء... لكنهم لم يفتحوا المجال لأي شيء أيضا".
وبحسب الوكالة، فقد أدت الخلافات بين باريس وواشنطن إلى تفاقم ما يمثل دائما تحديا صعبا لماكرون، وللمأزق تداعيات خطيرة على جميع الأطراف.
فبدون دعم الولايات المتحدة، لن تمنح المنظمات الدولية والجهات المانحة لبنان الأموال التي يحتاجها للخروج من أزمة مالية يقول البنك الدولي إنها ستشهد على الأرجح سقوط أكثر من نصف السكان في براثن الفقر بحلول عام 2021.
وقال مسؤولون إيرانيون إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على اتصال بطهران لبحث كيفية التعامل مع مبادرة ماكرون، لكنهم لن يسمحوا بإضعاف حزب الله، وفقا لرويترز.
إيران إنسايدر