قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "إيران ترغب في المحادثات" بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي وصلت إليها البلاد، في حين ردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قائلا إن بلاده غير مهتمة بإجراء محادثات مع واشنطن.
وشدد ترامب، مساء الأحد، قبيل عودته من إجازته في نيوجرسي، على أن "إيران على الرغم من رغبتها الى المحادثات لكنها لا تعرف كيف تصل إلى هناك".
ووصف الرئيس الأميركي، الإيرانيين بأنهم "شعب أبي جدا"، وقال "لكن اقتصادهم في حالة انهيار، التضخم بلغ النهاية، إنهم يتصرفون بشكل سيئ حقا".
وقال ترامب "يمكننا أن نفعل شيئا سريعا"، وأضاف "إنهم لا يبيعون النفط، أي أن عقوباتنا جعلتهم يبيعون نفطا أقل بكثير مما اعتقدنا، إنه يشبه التقطير، ولذا يريدون بجد عقد صفقة".
وكرر الرئيس الأمريكي مواقفه السابقة التي تؤكد سعي واشنطن لجولة جديدة من المحادثات مع طهران، بينما يتأثر اقتصاد النظام الإيراني بفعل مرحلتين من العقوبات عقب الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث استهدفت النظام المصرفي الإيراني وصادرات النفط وصناعة البتروكيماويات.
إيران ترد
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده غير مهتمة بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي بيكو هافيستا في هيلسنكي، قال ظريف إن ايران لم ترد الخروج من الاتفاق النووي بل الولايات المتحدة هي من فعلت ذلك، مضيفا أن أي وساطة في هذا المجال يجب أن تتمحور حول إعادة واشنطن إلى طاولة المفاوضات وعودتها للالتزام بتعهداتها.
وأكد أن إيران حيوية لأمن واستقرار الخليج ومضيق هرمز، والخليج حيوي بدوره لإيران لكن يجب أن يكون آمنا للجميع.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشن حربا اقتصادية على إيران وهي أسوأ من الحرب العسكرية لأن أهدافها هم المدنيون، حسب قوله.
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان فنلندا أن تلعب دورا الوساطة في إزالة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، قال ظريف إنه يجب أن يكون هناك سياق وأرضية للوساطة الناجحة (...) وإيران لا ترغب في المواجهة.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني "لقد أجرينا مفاوضات مسهبة مع الولايات المتحدة، ولم نترك طاولة المفاوضات". ولا يوجد اتفاق يعترف الجميع بكماله. يجب أن تكون مسألة الوساطة هي كيف يمكن للأمريكيين العودة إلى التزاماتهم والالتزام بتعهداتهم في إطار قرار مجلس الأمن الذي لم يحظ بتأييدهم فقط بل كانوا يدافعون عنه أيضا.
العقوبات الأمريكية
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات بعد أن قالت الإدارة الأميركية إن الصفقة ستمكن طهران من إنتاج سلاح نووي في غضون بضع سنوات.
وقررت الولايات المتحدة، في أيار الماضي، إلغاء الإعفاءات من شراء النفط الإيراني التي أعطتها واشنطن لثماني دول: "الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا واليونان وإيطاليا وتايوان".
كذلك فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حزمة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف مسؤولين بارزين؛ على رأسهم المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، في حزيران الماضي.
وتصاعد التوتر مؤخرا بين إيران من جهة، والولايات المتحدة ودول خليجية حليفة لها من جهة أخرى؛ على أثر تخفيض طهران بعض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المتعدد الأطراف المبرم في 2015، بعد انسحاب ترامب منه.
المصدر: إيران إنسايدر