قالت مملكة البحرين، يوم الاثنين، إنها ستكون جزءا من جهود تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى لتأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي، في أعقاب هجمات تعرّضت لها ناقلات نفط وسفن تجارية.
وأثنى العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال لقاء مع قائد القيادة المركزية الأميركية، كينيث ماكينزي، على "الدور الفاعل الذي تضطلع به الإدارة الأميركية، بالتعاون مع الدول الحليفة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الحكومية، الاثنين.
وأضاف أن مملكة البحرين "ستقوم بدورها في هذا العمل المشترك لتأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة".
وتسعى واشنطن إلى إقامة تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في الخليج.
دعوة أمريكية
ودعت الإدارة البحرية الأمريكية، يوم الجمعة 9 آب، السفن التجارية التي ترفع العلم الأمريكي إلى إرسال نقاط توقفها في مضيق هرمز ومياه الخليج للولايات المتحدة وسلطات البحرية البريطانية، في الوقت الذي هاجمت فيه طهران، مملكة البحرين، بسبب استضافتها لاجتماع دولي لحماية الملاحة في الخليج العربي.
وقالت البحرية الأمريكية في مذكرة إن "الأنشطة العسكرية المتزايدة والتوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة لا تزال تشكل تهديدات خطيرة على السفن التجارية".
وأضافت أنه يتعين على السفن أيضا تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية وعمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب. وقالت إن على أطقم السفن عدم مقاومة أي طرف إيراني يصعد على متن السفن
وفي الشهر الماضي، احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو قرب مضيق هرمز، بزعم أنها ارتكبت مخالفات بحرية. وجاء ذلك بعد أسبوعين من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق متهمة إياها بانتهاك العقوبات على سوريا، وأفرجت عنها سلطات جبل طارق يوم الأحد 18 آب.
وتنشر بريطانيا حاليا المدمرة "دنكان" والفرقاطة "مونتروز" في الخليج لمرافقة السفن التي تحمل العلم البريطاني في المضيق.
وأعلنت بريطانيا رسميا، يوم الاثنين 5 آب، أنها ستنضم إلى مهمة بحرية أمنية بقيادة الولايات المتحدة لتأمين الملاحة وحماية السفن التجارية في الخليج العربي
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، "من المهم تأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز لكل عمليات الشحن الدولية دون تأخير بالنظر إلى التهديد المتزايد".
وأضاف "نشر قطع تابعة للبحرية الملكية إشارة إلى التزامنا نحو السفن التي ترفع العلم البريطاني... نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز".
ودعت بريطانيا قبل أسبوعين فقط لمهمة بحرية بقيادة أوروبية لكنها انضمت لما وصفته بأنه "مهمة بحرية أمنية دولية" بقيادة الولايات المتحدة، وهي مهمة لم تشارك فيها دول أخرى بعد.
وباتت حركة مرور ناقلات النفط عبر المضيق -الذي يمر منه نحو خمس صادرات النفط العالمية- محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضا فيما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ أيار.
مشاركة إسرائيلية
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الأربعاء 7 آب، إن تل أبيب ستشارك في التحالف الذي دعت إليه الولايات المتحدة لحماية أمن الملاحة البحرية في الخليج العربي.
وأضاف كاتس إن إسرائيل تشارك في المباحثات الدولية بهذا الشأن في الولايات المتحدة والمنطقة، وإنها تشارك في الجوانب الاستخباراتية وغيرها من المجالات التي تمتلك فيها قدرات وتتفوق فيها نسبيا.
وكشف أنه وفي أعقاب زيارته الأخيرة لأبو ظبي واجتماعه مع مسؤول إماراتي رفيع المستوى نهاية حزيران الماضي، أصدر تعليماته إلى وزارة الخارجية للعمل مع جميع الأطراف لدمج إسرائيل في التحالف الأميركي لحماية أمن الملاحة البحرية في الخليج.
هجوم إيراني
وزارة الخارجية الإيرانية بدورها، عبّرت عن أسفها الشديد لاستضافة البحرين اجتماعا عسكريا بحريا على أراضيها، وقالت إن أمن دول المنطقة غير قابل للتجزئة، ولا يمكن زعزعة دولة مقابل ضمان دول أخرى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي "هذا الاجتماع التحريضي، والاتهامات التي وردت في البيان الأخير لوزارة خارجية البحرين تجاه إيران مدان".
وأضاف "هذه الاجتماعات تأتي لزعزعة استقرار المنطقة وتهيئة الظروف لتدخل القوات العسكرية والكيان الصهيوني في منطقة الخليج".
وتابع موسوي "مؤتمر المنامة لأمن الملاحة البحرية إجراء مريب واستفزازي يستهدف إيران، وعلى الحكومة البحرينية ألا تكون أداة لتنفيذ مطالب ومخططات العدو المشترك في المنطقة".
وكانت بريطانيا وجهت دعوة إلى الممثلين العسكريين للولايات المتحدة وفرنسا ودول أوربية لحضور اجتماع في البحرين، في محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية الشحن عبر مضيق هرمز، وذلك بحسب تقارير إعلامية بريطانية.
المصدر إيران إنسايدر