إيران تشرع ببناء قاعدة عسكرية للحرس الثوري شرق سوريا

قالت مصادر إعلامية محلية، يوم السبت، إن إيران بدأت تشييد قاعدة عسكرية خاصة بـ"الحرس الثوري" دون الميليشيات التابعة له في مدينة البوكمال بريف ديرالزور (شرق سوريا). 

وقال موقع "ديرالزور24" إن "الحرس الثوري الإيراني" شرع قبل أيام بإنشاء قاعدة عسكرية لقواته على الطريق الواصل بين مدينة البوكمال ومحطة الكم النفطية شرق ديرالزور.

ونقل الموقع المعارض عن مصادر -لم يسمها- أنّ "الحرس الثوري" استقدم أبنية مسبقة الصنع، وحفر خنادق في محيط القاعدة العسكرية الجديدة قرب من مدينة البوكمال.

ونوهت المصادر أن القاعدة ستكون مخصصةً للقوات الإيرانية الرسمية، ولن يدخلها أيّ من الميليشيات التي تدعمها إيران في محافظة ديرالزور.

ونشر "الحرس الثوري الإيراني" مدرعات عسكرية تابعة لها في محطة الكم النفطية، وفي محيط القاعدة العسكرية التي بدأت في إنشائها شرق مدينة ديرالزور.

وتأتي الخطوة الإيرانية بالتزامن مع إفراغ إيران لمقار عسكرية تابعة لها في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، في الآونة الأخيرة.

وأضافت المصادر أنه من المرجح أن تكون القاعدة العسكرية هي نقطةً لإدارة وحماية المعبر البري بين العراق وسوريا، المزمع افتتاحه خلال شهر أيلول القادم.

قاعدة الكم النفطية

وكشفت مصادر إعلامية محلية، يوم الجمعة الماضي، اللثام عن موقع القاعدة العسكرية المركزية لإيران في شرق سوريا، والتي سبق أن كشفت عنها إسرائيل.

وقالت إن إيران تتخذ من "قاعدة الكم النفطية" مركزا لإدارة عملياتها العسكرية في شرق سوريا، وتقع جنوب مدينة البوكمال على الحدود مع العراق.

وأضافت أن القاعدة تضم جل القادة الإيرانيين في سوريا، وفيها تقام معسكرات تدريب للعناصر الجدد، ومنها تدير قواتها في محافظة ديرالزور.

وتقع المحطة على مقربة من الحدود السورية-العراقية، ويمر عبرها الطريق البري العسكري للميليشيات الإيرانية، وزارها قائد فيلق القدس قاسم سليماني مؤخرا وتفقد قواته من الحرس الثوري الإيراني فيها.

وزار سليماني، مدينة البوكمال و"قاعدة الكم النفطية"، الأسبوع الماضي، وطلب من الميليشيات التابعة لإيران التجهيز لحرب محتملة مع أمريكا.

وأفادت مصادر أن سليماني زار عددا من المعسكرات التابعة لإيران، وسط إجراءات أمنية مشددة، والتقى المستشارين العسكريين للحرس الثوري، وقيادات مختلف تلك المجموعات في المنطقة.

وأضافت أن قائد فيلق القدس زار كذلك محطة "T2" النفطية في بادية دير الزور الشرقية، الواقعة على خط النفط الواصل بين العراق وسوريا.

وفي سياق زج إيران لقوات عسكرية في ديرالزور، وصلت ميليشيا جديدة مدعومة من طهران إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، والتي تتمركز فيها ميليشيات مدعومة من إيران.

وقالت مصادر إنّ قرابة 150 عنصرا من ميليشيا تطلق على نفسها "لواء الإمام الحُجّة" وصلوا إلى مدينة البوكمال بعتادهم العسكري الكامل، إضافة إلى سيارات دفع رباعي وشاحنات عسكرية، بغية إقامة مقرات لهم في المدينة والنشاط فيها.

وتتبع ميليشيا "لواء الإمام الحُجّة" بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني، الذي يفرض سيطرته على مدينة البوكمال ومحيطها.

ويقود "سلمان الإيراني" الميليشيات التابعة لإيران في مناطق شرق سوريا، ويتخذ من قرية تقع قبالة قرية الباغوز بريف ديرالزور كمقر رئيسي له، وينتشر أكثر من 150 مسلحا من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية لحماية المقر.

وتتمركز الميليشيات التابعة لإيران داخل حي الجمعيات مدينة البوكمال، وينتشر في الحي ميليشيا "حزب الله" اللبنانية إضافة لـ"كتائب حركة النجباء" العراقية.

وتنتشر ميليشيات "زينبيون" الباكستانية و"فاطميون" الأفغانية، في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وترسل إيران السلاح لميليشياتها شرق سوريا، من مدينة القائم العراقية، وتسلمها للقيادي "سلمان الفارسي".

قاعدة إيرانية

وأشارت مصادر إسرائيلية، في 12 تموز الماضي، إلى أن بلدة البوكمال شرق سوريا وقرب حدود العراق، تحولت إلى "قاعدة عسكرية" لإيران، وأن أميركا وإسرائيل تراقبان ذلك بشكل دائم، وتعتبرها كتهديد لمصالحهم.

وأفادت المصادر، أن إيران قامت بإنشاء مقرها في البوكمال لشن الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في شرق سوريا، فضلا عن أهداف أخرى داخل إسرائيل، كجزء من الرد الإيراني على العقوبات الأميركية المشددة على مبيعاتها وصادراتها النفطية للخارج.

وأضافت المصادر، أن إيران أقامت بالبوكمال مرافق التدريب الخاصة والمخصصة للقوات الموالية لإيران بشأن تنفيذ هذه الهجمات، فضلا عن وجود مراكز القيادة وترسانة الأسلحة هناك، كما استولى بعض القادة على المدارس السابقة، في حين يجري تخزين الأسلحة داخل مباني المستشفيات السابقة وأقام الإيرانيون برجا للاتصالات في وسط البلدة للربط بين الوحدات والمنشآت المختلفة.

وتنشر إيران في البوكمال عناصر من ميليشيات "حزب الله" اللبناني، و"حزب الله" العراقي، و"النجباء" العراقية، و"فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية.

من جهته، أفاد موقع "ديبكا" الاستخباراتي، "بـنشر صواريخ أرض - أرض الإيرانية ذات المدى القصير والمتوسط في البوكمال، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات. وجرى نشر هذه الصواريخ في مناطق مختلفة من البلدة وفي القرى النائية التابعة لها".

وتابع الموقع "بأن طهران تتوقع هجوما من الوحدات الأميركية المتمركزة في سوريا والعراق على مقر القيادة الإيراني المتقدم في البوكمال إلى جانب إسرائيل، إما بصورة استباقية وإما كرد عقابي بعد هجومهم على الطائرة الأمريكية".

تحذير سابق

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر، أن سرب طائرات "إف – 35" المقاتلة الخفية والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، يمكنه الوصول إلى أي نقطة في منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط إيران، وإنما سوريا كذلك.

يذكر أن "البوكمال" تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما ينتشر الجيش الأميركي وحلفاؤه الغربيون والمحليون السوريون شرق الفرات، كما تفصل البوكمال عن قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية عن شرق الفرات.

وسيطرت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في تشرين الثاني 2017، على مدينة البوكمال بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، إذ شهدت تخريب وسرقة لمنازل مقاتلين سابقين بالجيش السوري الحر من قبل الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى فرض "إتاوات" وضرائب على المدنيين العائدين إليها.

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 17 أغسطس - 2019