كشفت وسائل إعلام، عن أسباب زيارة زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، أمس الأربعاء، إلى العاصمة السورية دمشق، ولقاء رأس النظام السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول حكومي عراقي، إن "الفياض يحمل رسالة مباشرة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى الأسد، تتعلق بزيادة التنسيق والتعاون بشأن ملف ضبط الحدود المشتركة بين البلدين"، مشيرا إلى تسلل مجموعات من عناصر تنظيم "داعش" من سوريا إلى العراق، لافتاً إلى أن بلاده لا تلمس تعاوناً من جانب نظام الأسد في هذا الملف.
وذكر مسؤول أمني عراقي، أن أوامر عسكرية صدرت، يوم أمس، من قبل الكاظمي، قضت بانسحاب فرقة من الجيش العراقي من الحدود السورية، وتوجهها إلى محافظة كركوك"، مؤكداً أن "القوة كانت مكلفة بتأمين عدد من المناطق الحدودية، بامتداد الشريط الحدودي مع سوريا من الأنبار حتى كركو".
وأكد المصدر أن "قوات الحدود ستمسك المنطقة، حتى يتم تكليف قوات أخرى بالمهام"، مبيناً أن "الحكومة تجري الآن تغييرات، وتضع استراتيجية جديدة لملف الحدود المشتركة مع سوريا، إذ تسعى لاستبدال أغلب القوات الماسكة للحدود، سيما فصائل الحشد الشعبي".
وتتعامل الحكومة العراقية بسرية تامة مع الزيارات التي تجري إلى سوريا، وتحيطها بتكتم شديد.
يشار إلى أن هذه الزيارة الثانية للفياض إلى دمشق خلال فترة حكومة الكاظمي، إذ سبقتها زيارة في أغسطس/آب الماضي، أوصل خلالها رسالة من الكاظمي الى الأسد، تخص ملف الحدود أيضا.
وتزامنت زيارة الفياض، مع زيارة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي لسوريا، الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام يكشف وجود تنسيق أمني بين طهران ودمشق وميليشيات الحشد الشعبي.
ولم يتضح ما إذا كان الفياض سيلتقي بكبير مساعدي الخارجية الإيراني، إلا أن وجود كليهما في دمشق يشكل فرصة لبحث الملفات الأمنية وتداعيات المستجدات السياسية في الولايات المتحدة بعد إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، على إيران ووكلائها في المنطقة ومن ضمنها الحشد الشعبي.
وتُعدّ مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية جسر دعم من إيران عبر العراق للنظام السوري في شرق سوريا، وتشرف على مساحة واسعة من الحدود السورية العراقية في محافظة دير الزور مع المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.
إيران إنسايدر