بدأ التنافس الروسي الإيراني بالظهور بشكل علني شرق سوريا، حيث يدرك الطرفان الحليفان لنظام الأسد مدى أهمية السيطرة على شرق سوريا لقطع الطريق أمام الطرف الآخر على التمدد.
وفي سبيل ذلك، افتحت القوات الروسية خلال الأيام القليلة الماضية، باب الانتساب إلى "الفيلق الخامس" الذي تديره بشكل مباشر في مركز محافظة ديرالزور التي تعتبر معقلا رئيسيا للميليشيات الإيرانية.
وقالت مصادر، إن القوات الروسية التي تتمركز في دائرة "حوض الفرات" الواقعة على طريق دير الزور - دمشق فتحت باب الانتساب أمام 100 شاب من أبناء دير الزور.
وأضافت أن الشبان المتطوعين سيتم رفدهم بالفيلق الخامس بهدف تثبيت نقاط جديدة في بلدتي "حطلة" و"مراط" شرق دير الزور.
وأشارت إلى أن المتطوعين الجدد سيتم منحهم 200 دولار أمريكي كراتب شهري، ويتضمن عقد التطوع إنهاء الخدمة الإلزامية كشرط أساسي وضمان عدم سوقهم للخدمة الاحتياط.
وسيخضع العناصر الجدد لدورة تدريبية في "اللواء 137" جنوب دير الزور ومدتها شهر كامل، يجري بعدها فرزهم إلى نقاط الفيلق الخامس في المحافظة.
وكانت استقدمت القوات الروسية بداية شهر تموز الماضي، تعزيزات عسكرية إلى دير الزور تتضمن 30 دبابة و20 حافلة جند تحمل العشرات منهم بالإضافة إلى سيارات تحمل رشاشات مضادة للطيران.
اجتماع إيراني
وفي سياق مواجهة التغلغل الروسي شرق سوريا، عقد قادة ميليشيا الحـرس الثـوري الإيـراني، صباح الاثنين، اجتماعا في مقر قيادتهم بكلية التربية الواقعة بشارع بورسعيد في حي العمال بمدينة دير الزور السورية.
وكشفت مصادر، معلومات عن الاجتماع الذي حضره، نائب قائد الحرس الثوري بدير الزور، الحاج مهدي، ومدير المركز الثقافي الإيراني بالمدينة، الحاج حسين، وقادة قطاعات الأحياء بالمدينة.
ولفتت إلى أن الاجتماع بدأ بطلب الحاج حسين تكثيف عمليات التطويع والتجنيد بصفوف الميليشيا، ومحاولة استقطاب أكبر عدد من شبان المنطقة للعمل ضمن كوادر الميليشيا.
وأجرى الحرس الثوري دورة تدريبية منذ يومين، ضمت 50 عنصرا من المنضوين حديثا بصفوفه في منطقة صكور ببادية البوكمال السورية، بينهم ما يزيد عن 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين الـ14 و16 عاما.
كما ناقش المجتمعون سُبل مجابهة المد الروسي في المدينة ومنافسته، والسعي لفرض السيطرة المطلقة، إلى جانب التصدي لهجمات خلايا تنظيم "داعش" في البادية السورية.
ونشرت شبكة "عين الفرات" صورة لمبنى كلية التربية من الشارع العام أثناء انعقاد الاجتماع، في وقت انتشرت فيه الميليشيات الإيرانية بشكل غير معهود، منذ قرابة الأسبوع، بمدينة دير الزور، بالتوازي مع تجول كثيف للسيارات والعربات الروسية، في وقت يتنافس فيه الطرفان لبسط نفوذه في المنطقة.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر