حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أرمينيا وأذربيجان، من نقل مقاتلين سوريين إلى الحدود مع بلاده.
وأعلن عن رفض بلاده التام للأمر، وحذر البلدان من تحول الصراع القائم لحرب إقليمية.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن نقل شركات أمنية تركية، لعشرات المقاتلين السوريين من شمال سوريا إلى أذربيجان، بالتزامن مع اتهامات للنظام السوري بنقل مقاتلين من مناطق سيطرته للقتال إلى جانب أرمينيا.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن سفير أرمينيا لدى روسيا، فاردان تاجانيان، قوله إن تركيا نقلت نحو أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى السفير، قوله إن المقاتلين يشاركون في القتال بالإقليم الواقع داخل أذربيجان لكن يديره الأرمن.
بدورها، اختارت أذربيجان الردّ على الاتهامات بتلقيها دعماً عسكرياً من تركيا واستقدامها مقاتلين أجانب من سوريا بتوجيه اتهامات إلى أرمينيا بالاستعانة بمرتزقة أرمن في القتال، لا سيما من لبنان وسوريا.
وقال مساعد الرئيس الأذربيجاني، حكمت حاجييف، خلال مؤتمر صحافي يوم الجمعة: "نرى أن الجانب الأرميني يحاول جلب مرتزقة أجانب، خصوصاً من أصل أرميني، من دول ثالثة إلى أرمينيا للقتال ضد أذربيجان".
وأضاف أن "أرمن من سورية ولبنان ينتشرون حالياً في أرمينيا وهم في صفوف القوات المسلحة الأرمينية التي تقاتل ضد أذربيجان". وهو ما أورده كذلك "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بعدما أكد توجّه بضع مئات من الأرمن السوريين إلى أرمينيا للمشاركة في القتال.
وخلال مقابلة مع قناة "الجزيرة" أمس اعترف الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان بوجود مقاتلين أجانب بين القوات الأرمنية، معتبراً وجودهم "أمراً طبيعياً" في الصراع المسلح مع أذربيجان.
وقال "من حق أي أرميني أن يقاتل إلى جانب أرمينيا، لا عيب في أن يساعد الأرمن أشقاءهم".
من جهته، قال النائب هاغوب بقرادونيان، الأمين العام لحزب "الطاشناق"، أكبر الأحزاب الأرمينية في لبنان، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن أرمينيا "ليست بحاجة إلى شباب من دول يوجد فيها الأرمن للتوجه إليها والتطوع في الجيش"، مضيفاً أنه "لا نيّة لدى الأحزاب الأرمينية بإرسال شبان، ولا يحصل أي عمل تنظيمي في هذا السياق" إلا أنه لفت في الوقت ذاته إلى توجّه شبان بمبادرة فردية.
كذلك أورد عنه موقع "مرصد نيوز" الإخباري قوله إن "اللبنانيين الأرمن متعاطفون ككل الديسبورا الأرمنية مع إخوتهم في كاراباخ"، مؤكداً أن "هناك حماساً كبيراً في أوساط الشباب الأرمن للتوجّه الى هناك والقتال دفاعاً عن الأرض والحق".
وتابع قائلاً "في حرب 1988 كانت الأحزاب الأرمينية تتولى إرسال المقاتلين من لبنان الى أرمينيا، أما اليوم فييريفان ليست بحاجة لمقاتلين. ندعو شبابنا الى البقاء في لبنان ودعم القضية سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وحتى مادياً رغم الوضع الصعب".
واستدرك بالقول "لكن لا نستطيع منعهم من الذهاب وقد أصبح قسم منهم اليوم على الجبهات. لم نرسل مجموعات منظّمةـ إذ نحن بحاجة الى شبابنا في لبنان، ويمكن للأرمن في دول أخرى أن يرسلوا مجموعات للقتال".
أما رئيس حزب "الرامغافار" الأرميني، سيفاك اكوبيان، فقال، وفق المصدر نفسه، إن "الحرب اليوم تندرج في حق شعب بتقرير مصيره"، معتبراً العامل القومي أقوى من العامل الديني.