انضمت المواد الغذائية إلى السلع المهرّبة من لبنان الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية مزمنة، لتزيد من أعباء اللبنانيين المكويين بنيران الأسعار المُلتهبة ما عزز فرص التجار واحتكارهم للأصناف الأساسية.
واثار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، هذا الموضوع منذ فترة من خلال إشارته إلى أن "هناك جهدا لترشيد موضوع السلّة الغذائية المدعومة وفق سعر الصرف الرسمي للدولار"، وقال "لا يخفى أن استغلالاً وتهريباً يحصلان، ونعمل على أن تكون هناك بطاقة لكل لبناني للشراء بقيمة 1515 للدولار بهدف دعم المواطن".
وتقاطع كلام الحاكم مع معلومات حول تهريب المواد الغذائية من منطقة البقاع إلى سوريا، حيث يعمد تجار سوريون إلى شراء كميات كبيرة من مادتي الأرز والسكر بالليرة اللبنانية بزيادة عن أسعار السوق، لتهرّب هذه المواد بشاحنات إلى سوريا عبر طرق غير شرعية مستحدثة عند الحدود الجبلية في البقاع الشمالي القريب من الحدود مع سوريا.
وكشفت مصادر خاصة لموقع صوت بيروت انترناشيونال، أن التهريب للمواد الغذائية، لاسيما السكر يتم عبر "الشوالات".
واكدت المصادر "أن عمليات التهريب للمواد الغذائية إلى سوريا تتم بدعم من حزب الله الذي يراقب عملية التهريب بحيث يتم تهريبها “بالشوالات" والبعض منها يتم عن طريق المعابر الشرعية من دون مراقبة الاجهزة.
ومنذ عام تقريبا، بدأ سعر صرف الليرة مقابل الدولار يخرج من قاعدة التثبيت التي أرساها مصرف لبنان لعقود، فتخطّت العملة الخضراء السعر الرسمي المُحدد بـ1515 للدولار الواحد، ليصل إلى عتبة العشرة آلاف منذ أشهر قبل أن يتراجع بشكل طفيف ليستقر بين السبعة آلاف والثمانية مع إعادة فتح مطار بيروت بعد إقفال فرضه فيروس كورونا فضلاً عن سلسلة التعاميم التي يصدرها مصرف لبنان من وقت لآخر لدعم بعض القطاعات.
وفي السياق، كشف خبراء اقتصاديون "أن الميزانية المرصودة لدعم المواد الغذائية وفق سعر صرف الدولار الرسمي (1515) هي 210 ملايين دولار شهرياً، وخلال الأشهر الثلاثة الفائتة أي 630 مليون دولار لم يتجاوز الدعم مبلغ 240 مليون دولار بحده الأقصى". إلا أنهم أوضحوا "أن بعض السلع مثل السكر تخطى الميزانية المرصودة له للدعم، لأنه يدخل كمادة أوّلية في صناعة معظم المصنوعات الغذائية، لكن لا يعني بالضرورة أن السكر يُهرّب إلى الخارج".
من جهتهم، أوضح تجار الجملة "أن أي سلعة غذائية في السوق يكون سعرها أقل من السعر العالمي ستُهرّب حتماً إلى الخارج، وهذا ما يحصل في لبنان".
إيران إنسايدر