بعد الهيمنة العسكرية.. إيران تتغلغل أمنيا شرق سوريا

بعد السيطرة شبه المطلقة من جانب ميليشيات الحرس الثوري الإيراني ومن يدور فلكها لجهة الانتماء والتمويل، على محافظة دير الزور (شرق سوريا) التي تتقاسم السيطرة عليها إلى جانب قوات النظام قوات سوريا الديمقراطية "قسد"؛ تسعى إيران إلى التغلغل أكثر في بنية المجتمع المحلي من خلال جملة إجراءات على المستويات "الاقتصادية والعسكرية والثقافية"، بالتوازي مع الاشتغال على الملف الأمني لإحكام قبضتها، لما تمثله هذه المحافظة من أهمية؛ إذ تعدها إيران بوابتها إلى سوريا ومن ثم إلى مياه المتوسط.

وفي هذه الصدد؛ كشفت مصادر متطابقة أن الحرس الثوري الإيراني أسس فرعا أمنيا في مدينة دير الزور، وبحسب المصادر؛ فإن هذا الفرع يمثل يشرف عليه المدعو "أبو عقيل"، بالإضافة إلى وجود سجن يتبع لهذا الفرع الأمني الجديد.

وأوضحت المصادر أن من مهام هذا الفرع إلى جانب المهام الأمنية؛ العمل على تنسيب عناصر جدد لميليشيات إيران في المحافظة، فضلا عن إمداد الحرس الثوري بالمال وتأمين السيولة النقدية، ويعمل أيضا على التحري أمنيا عن العناصر الجدد المنتسبين للفصائل الإيرانية بديرالزور، ورصد توزع العناصر والمقرات والحواجز في المحافظة.

كما يعتبر هذا الفرع نقطة تجميع للمعتقلين ومن ثم نقلهم إلى مدينة "البوكمال"، والتي باتت معقلا للميليشيات الإيرانية وقبلة للمسؤولين الإيرانيين خلال زياراتهم المتكررة للمحافظة.

قاعدة مركزية

وكشفت مصادر إعلامية محلية في وقت سابق من هذا الشهر اللثام عن موقع القاعدة العسكرية المركزية لإيران في شرق سوريا، والتي سبق أن كشفت عنها إسرائيل.

وقالت إن إيران تتخذ من "قاعدة الكم النفطية" مركزا لإدارة عملياتها العسكرية في شرق سوريا، وتقع جنوب مدينة البوكمال على الحدود مع العراق.

وأضافت أن القاعدة تضم جل القادة الإيرانيين في سوريا، وفيها تقام معسكرات تدريب للعناصر الجدد، ومنها تدير قواتها في محافظة ديرالزور.

وتقع المحطة على مقربة من الحدود السورية-العراقية، ويمر عبرها الطريق البري العسكري للميليشيات الإيرانية، وزارها قائد فيلق القدس قاسم سليماني مؤخرا وتفقد قواته من الحرس الثوري الإيراني فيها.

وزار سليماني، مدينة البوكمال و"قاعدة الكم النفطية"، الأسبوع الماضي، وطلب من الميليشيات التابعة لإيران التجهيز لحرب محتملة مع أمريكا.

وأفادت مصادر أن سليماني زار عددا من المعسكرات التابعة لإيران، وسط إجراءات أمنية مشددة، والتقى المستشارين العسكريين للحرس الثوري، وقيادات مختلف تلك المجموعات في المنطقة.

وأضافت أن قائد فيلق القدس زار كذلك محطة "T2" النفطية في بادية دير الزور الشرقية، الواقعة على خط النفط الواصل بين العراق وسوريا.

زج ميليشيات

وفي سياق زج إيران لقوات عسكرية في ديرالزور، وصلت ميليشيا جديدة مدعومة من طهران إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، والتي تتمركز فيها ميليشيات مدعومة من إيران.

وقالت مصادر إنّ قرابة 150 عنصرا من ميليشيا تطلق على نفسها "لواء الإمام الحُجّة" وصلوا إلى مدينة البوكمال بعتادهم العسكري الكامل، إضافة إلى سيارات دفع رباعي وشاحنات عسكرية، بغية إقامة مقرات لهم في المدينة والنشاط فيها.

وتتبع ميليشيا "لواء الإمام الحُجّة" بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني، الذي يفرض سيطرته على مدينة البوكمال ومحيطها.

ويقود "سلمان الإيراني" الميليشيات التابعة لإيران في مناطق شرق سوريا، ويتخذ من قرية تقع قبالة قرية الباغوز بريف ديرالزور كمقر رئيسي له، وينتشر أكثر من 150 مسلحا من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية لحماية المقر.

وتتمركز الميليشيات التابعة لإيران داخل حي الجمعيات مدينة البوكمال، وينتشر في الحي ميليشيا "حزب الله" اللبنانية إضافة لـ"كتائب حركة النجباء" العراقية.

وتنتشر ميليشيات "زينبيون" الباكستانية و"فاطميون" الأفغانية، في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.

وترسل إيران السلاح لميليشياتها شرق سوريا، من مدينة القائم العراقية، وتسلمها للقيادي "سلمان الفارسي".

المصدر: إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 9 أغسطس - 2019