كشف نائب زعيم "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم عن موقف الحزب من المبادرة الفرنسية التي حملها الرئيس ايمانويل ماكرون.
وقال قاسم، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، إن "المبادرة الفرنسية المعلنة هي مبادرة لعدة أشهر بهدف تشكيل الحكومة، ومعالجة القضايا الأساسية التي تتمثل بإعمار بيروت، ووضع لائحة الإنقاذ، وبدء العمل من أجل الانتقال بالإصلاح لخطوات عملية وصولا لاستدراج موافقة من صندوق النقد الدولي، للحصول على قروض ومساعدات للبنان تساعده على الانطلاق".
ولفت قاسم، أن المبادرة هي معالجة لمرحلة من الزمن، قد تطول عدة أشهر، وعلى ضوء النتائج، سيتم النظر في آليات المتابعة، والتفاصيل المستقبلية، منوها أن فرنسا تعتبر كل القضايا الإشكالية المبدئية مؤجلة إلى مرحلة لاحقة، والنقاش اليوم يدور حول كيفية تشكل الحكومة، والانطلاق بملف الإصلاحات والإعمار.
وعن مساعي تشكيل الحكومة، بيّن قاسم إلى أن الأمور لا زالت في دائرة النقاش والحوار، لافتا إلى عدم علمه إن كان الأمر سينجز خلال أيام أو أسابيع، "العجلة لم تنطلق بعد، لا زالت في دائرة المشاورات".
وعن طبيعة الحكومة، بيّن قاسم أن الحزب لا يقبل بحكومة مستقلة، لاعتقاده بأنه لا يمكن أن توجد حكومة مستقلة أو محايدة، كما لفت إلى أنه تم تجريب حكومة التكنوقراط، فكانت "بحاجة زخم سياسي لتقويتها"، وقال "نحن مع حكومة تجمع أكبر عدد من الأطراف السياسية القائمة، ومع أن تكون بالحد الأدنى مطعمة بالسياسية والتكنوقراط"، مشددا على أن الشكل التفصيلي رهن بالحوارات القائمة الآن مع الحكومة.
وعلّق قاسم على التحقيقات الجارية حول انفجار مرفأ بيروت الذي وقع الشهر الفائت؛ وقال "منذ الأيام الأولى تم حسم طبيعة الانفجار، بأنه ناشئ عن إهمال، وما بقي هو تحميل المسؤوليات، وإجراءات القضاء عادة ما تكون معقدة وتحتاج إلى بعض الوقت"، مشددا على أن الأمر لا يحتاج إلى تحقيق دولي ولا يجوز تسخيف القضاء اللبناني.
وأكد أن بعد الانتهاء من التحقيقات "يبقى العنصر الأهم وهو إرادة المحاسبة"، الأمر الذي يتطلب تصميما من المجلس النيابي ومجلس الوزراء للضغط على القضاء حتى يسرع من إجراءاته.
وانتشرت أنباء في الآونة الأخيرة، حول سحب حزب الله قواته من لبنان من سوريا، الأمر الذي لم ينفه قاسم فقال "نحن نسحب عناصرنا من سوريا منذ نهاية عام 2017، وخلال السنوات الثلاث السابقة بدأنا بسحب قسم من عناصر حزب الله، ولم يعد هناك حاجة لبقاء (المجاهدين) في بعض مواقع سوريا".
وشدد قاسم على أن تواجد حزب الله في سوريا "لم يكن يوما لحاجة الوجود، إنما لحاجة المعركة"، وقال "كلما تطلبت المعركة عدداً أقل خففنا من وجودنا، نحن الآن موجودون في سوريا بمقدار الحاجة، فإن دعت الظروف للمزيد سنرسل (مجاهدينا)، وإن لم تدع الحاجة للمزيد، سنخفف، وهذا الأمر غير مرتبط بقرارات سياسية في المنطقة أو أية تسويات، إنما هو مرتبط بحاجة الميدان في سوريا".
إيران إنسايدر