روحاني: الحرب مع إيران "أم كل الحروب"

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم الثلاثاء، إن الحرب مع "بلاده أم كل الحروب" والسلام معها "أصل السلام"، داعيا واشنطن لرفع كل العقوبات إذا كانت تريد إجراء مفاوضات معها. 

وقال روحاني على أن خفض بلاده للالتزامات النووية لا يشكل مأخذا عليها، معتبرا أن الأميركيين "أثبتوا بأنفسهم أن كلامهم وهم وبعيد عن الحقيقة".

وبشأن التوتر مع بريطانيا، قال روحاني "لا يمكن لبريطانيا أن تستخدم مضيق هرمز بحرية في وقت يتم منع سفن إيران من المرور عبر مضيق جبل طارق، والذي تتحكم به السلطات البريطانية.

وأضاف "الناقلات البريطانية في السابق كانت ترفض تحذيراتنا في الخليج، لكن الأمر الآن يختلف كليا".

وتحتجز بريطانيا ناقلة النفط الإيرانية العملاقة "غريس١" في جبل طارق منذ ٣ تموز الماضي بسبب نقل النفط لنظام الأسد في سوريا، في الوقت الذي ردت فيه طهران باحتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبرو" في ١٩ تموز، بزعم مخالفة الملاحة البحرية في الخليج.

وقال روحاني، موجها رسالته للندن: "الأمن مقابل الأمن والنفط مقابل النفط والسلام مقابل السلام والمضيق مقابل المضيق"، وأضاف "الناقلات البريطانية في السابق كانت ترفض تحذيراتنا في الخليج لكن الأمر الآن يختلف كليا".

مهمة بحرية

وقالت بريطانيا، يوم الاثنين 5 آب، إنها ستنضم إلى مهمة بحرية أمنية بقيادة الولايات المتحدة في الخليج لحماية السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز بعد أن احتجزت إيران سفينة ترفع علم بريطانيا.

وأكد مسؤولون بريطانيون أن سياسة لندن حيال إيران لم تتغير، لكن الانضمام للولايات المتحدة في تلك المهمة هو أهم قرار لا يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتخذه رئيس الوزراء بوريس جونسون منذ توليه المنصب قبل 12 يوما.

ودعت بريطانيا قبل أسبوعين فقط لمهمة بحرية بقيادة أوروبية لكنها انضمت لما وصفته بأنه "مهمة بحرية أمنية دولية" بقيادة الولايات المتحدة، وهي مهمة لم تشارك فيها دول أخرى بعد.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس "من المهم تأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز لكل عمليات الشحن الدولية دون تأخير بالنظر إلى التهديد المتزايد".

وأضاف والاس "نشر قطع تابعة للبحرية الملكية إشارة إلى التزامنا نحو السفن التي ترفع العلم البريطاني... نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز"

وباتت حركة مرور ناقلات النفط عبر المضيق، الذي يمر منه نحو خمس صادرات النفط العالمية، محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضا فيما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ شهر أيار.

وهددت إيران بوقف كل الصادرات عبر مضيق هرمز، إذا استجابت الدول الأخرى إلى الضغط الأمريكي لوقف شراء النفط الإيراني.

مطالب إيرانية

وطالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يوم الاثنين 5 آب، أوروبا بإعادة مستوى مبيعات النفط الإيراني عند 2.8 مليون برميل يوميا.

وقال ظريف في مؤتمر صحافي، إن "العودة لمستوى 2.8 مليون برميل يوميا المسجل في مايو/أيار 2018 والمتزامن مع انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، بجانب إعادة أرصدة إيران، يمثل الحد الأدنى من مطالب طهران"

وشدد على أن إيران تتابع هذه المطالبات مع أوروبا، بهدف مواصلة العمل بالاتفاق النووي، والعودة عن خطوتي تقليص الالتزامات.

بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي، في وقت سابق من يوم الاثنين، إن بلاده ستتخذ بعد شهر الخطوة الثالثة لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي الموقع في فيينا 2015، مؤكدا أن مخزون اليورانيوم في تزايد مستمر.

وكشف كمالوندي أن مخزون اليورانيوم المخصب في تزايد مستمر، وأن منشأة اراك تعمل بكامل طاقاتها من أجل مضاعفة إنتاج الماء الثقيل، وقال "الأوروبيون لم يلتزموا بوعودهم حتى الآن، وإيران ماضية بتنفيذ الخطوة الثالثة لتقليص التزاماتها النووية في موعدها المقرر".

وأضاف كمالوندي "فيما تستمر أوروبا بعدم تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي؛ فإن إيران سوف تنفذ الخطوة الثالثة بتقليص تعهداتها في الاتفاق النووي بعد شهر".

وقال "إيران تعيد وتؤكد أن إجراءات تقليص تعهداتها لا تعني وضع هذه التعهدات جانبا، وإنما تعليقها ضمن الاتفاق النووي، وإذا عادوا إلى التزاماتهم سنعود بشكل طبيعي للوفاء بالتزاماتنا".

واتفاق فيينا وقع في تموز/يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.

وبموجب الاتفاق، تلتزم إيران عدم السعي إلى امتلاك السلاح النووي والحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

يشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018 وفرضت عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

المصدر: إيران إنسايدر

 

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 6 أغسطس - 2019