نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد لفالح الفياض، مستشار الأمن الوطني العراقي سابقا ورئيس هيئة الحشد الشعبي، التي تضم أكثر من 70 فصيلا مسلحا، التي أصبح بعضها جزءا من تشكيلة جيش الأسد.
وقال الموقع، في تقريره، إن الفياض اجتمع أكثر من مرة بممثلين عن الكتلة الأمنية الروسية لتباحث مسألة تزويد العراق بأسلحة دفاع جوي، ومناقشة الوضع على الحدود السورية العراقية.
وخلال هذه الزيارة، نقل الفياض رسائل الرياض وواشنطن إلى دمشق.
وفي الحقيقة، تعد زيارة الفياض إلى سوريا أول زيارة لزعيم عراقي منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، الذي يمثل دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية بيانا لمكتب الفياض، ورد فيه أن رئيس هيئة الحشد الشعبي وصل إلى دمشق وسلم رسالة إلى الرئيس بشار الأسد من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. ومع ذلك، يشكك المراقبون الإقليميون في حقيقة أن تكون الرسالة التي تسلمها الأسد مرتبطة فقط بأمن البلدين، خاصة أن الاتصالات السورية العراقية مستمرة على مستوى السفراء والوزراء.
كما تتعاون روسيا وإيران والعراق وسوريا في إطار ما يسمى بالتحالف الصغير لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع بغداد. وأورد الموقع أنه في سنة 2018، تناقلت وسائل إعلام روسية أخبارا عن استعداد رئيس الوزراء العراقي برهم صالح لزيارة دمشق لأول مرة منذ سنة 2011، غير أن الأمر تبين أنه مجرد إشاعة.
وتأتي رحلة الفياض إلى سوريا على خلفية العديد من الأحداث المرتبطة مباشرة بمحتوى الرسالة المنقولة، بما في ذلك القمة المنعقدة في 25 آب/ أغسطس، التي استمرت ليوم واحد وشارك فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وإلى جانب القضايا الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، ناقش المشاركون في هذه القمة القضايا المتعلقة بالملف السوري وضمان أمن الحدود السورية العراقية، التي تستخدمها إيران في النقل السري للقوات والمعدات، والتهديد الذي يشكله عناصر تنظيم الدولة واستمرار الأعمال التخريبية.
وأشار الموقع إلى استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 20 آب/ أغسطس رئيس مجلس الوزراء العراقي، الذي تولى هذا المنصب قبل ثلاثة أشهر.
وخلال اللقاء، ناقش ترامب والكاظمي القضايا الأمنية ذات الصلة بالوجود الأمريكي في العراق، مع التركيز على منطقة الحكم الذاتي الكردية ومسألة موازنة بغداد بين إيران وخصومها الإقليميين.
وذكر الموقع أن زيارة الفياض لدمشق تزامنت مع وصول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إلى بغداد.
وحسب مصدر مقرب من الكتلة البرلمانية العراقية، فإن المواضيع التي أثيرت في المحادثات تجاوزت قضايا التوازن السياسي لمجلس الوزراء الجديد والتعاون الاقتصادي الثنائي.
وفي السنوات الأخيرة، حافظت الرياض على اتصالات مكثفة مع ممثلي القبائل السنية ذات الصلة في العراق، ومع السياسيين الشيعة وممثلي الزعماء الدينيين المعارضين لعقيدة "ولاية الفقيه".
ووفقا للمصدر ذاته، يهتم اللاعبون الإقليميون بتكليف قوات الأمن العراقية بتشكيل لجان حكومية لتفقد مواقع الحشد الشعبي، الأمر الذي سيزيد من شفافية تحركاتها ويجعل من الممكن العمل ببيانات حقيقية عن محاولات إيران تسليح هذه القوات بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، مشيرا إلى العبور المستمر للمليشيات العراقية عبر الحدود السورية العراقية.
ويرى الموقع أن التطور الذي شهدته العلاقات العراقية السعودية، يُستخدم من قبل محور "دمشق-طهران"، في محاولة لتخفيف العواقب المحتملة للعقوبات الأمريكية بموجب "قانون قيصر".
وحسب بعض التقارير، يلعب الفياض منذ فترة طويلة دور حلقة الوصل بين الرياض ودمشق، ذلك أن السعودية - على عكس الإمارات - ليست في عجلة من أمرها لإعادة العلاقات رسميا مع النظام السوري، لكنها تحاول المشاركة في جميع مسارات التفاوض.
ومع ذلك، تفيد بعض التقارير بأن الفياض يعمل على تنسيق الإجراءات بين الأسد والكاظمي بشأن انسحاب الوحدات المنتمية لقوات الحشد الشعبي من سوريا، والحفاظ على المجموعات التي تضمن سير العمل في سوريا، بما في ذلك التحولات الاقتصادية.
إيران إنسايدر