الكاظمي: أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب

تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بالكشف عن قتلة النشطاء في محافظة البصرة، مشددا على أن القتلة لن يفلتوا من العقاب.

وقدم الكاظمي تعازيه لعائلة الناشطة ريهام يعقوب، التي اغتيلت قبل أيام في البصرة، التي زارها في ساعة متأخرة من ليلة السبت/الأحد.

وقال الكاظمي "أمد المعتدين والمجرمين قصير. أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وإن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدرا".

وأضاف، أن "كلمات الشهيدة (ريهام يعقوب) قد أدخلت الرعب في قلوب المجرمين الجبانة، وإن أعمالها المجتمعية الخيرية قد أرجفتهم، وجعلتهم يرتكبون العار، فأي دناءة أشد من هذه البشاعة، لكن فألهم الخائب قد انقلب مندحرا، وتحوّلت الشهيدة الشابة في ربيع عمرها الى أيقونة للبصرة".

اجتماع أمني

وقال رئيس الحكومة العراقية، إن هناك جماعات خارجة عن القانون ترهب أهل البصرة، مؤكدا خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة عمليات البصرة، أن "وجوده في البصرة لأمر استثنائي، فالبصرة مهمة لدي ولا أقبل بالإخفاقات في حماية أمنها".

وأضاف "يجب أن تعملوا بكل الإمكانيات لتوفير الأمن لأهالي البصرة، وهناك مجرمون يرتكبون عمليات اغتيال، لكن لم نرَ عملا يوازي خطورة هذه الجريمة ".

وأشار الكاظمي إلى أن "السلاح المنفلت والمشاكل العشائرية غير مقبولة، ويجب أن يكون هناك عمل استباقي، فالتجاوز وخرق القانون والجريمة لا يمكن أن نتعامل معها بشكل عابر".

وتابع "علينا استعادة ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية، وأنا جئت مباشرة من السفر ومعي الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية لدعم القوات الأمنية ورفع الروح المعنوية، والعمل من أجل استتباب الأمن في المحافظة ".

وأردف الكاظمي، أن "الإخفاقات التي حصلت يجب تلافيها، وعمليات الاغتيال الأخيرة تشكل خرقا لا نقبل التهاون إزاءه، ولا مكان للخائفين داخل الأجهزة الأمنية، ولا مجال للخوف لمن يعمل من أجل العراق".

وبين، أن "من يخطئ ومن يخفق لن يبقى في مكانه، وستتم محاسبته وفق القوانين الانضباطية، ولا أقبل بأي قائد يخفق بعمله، وما حدث في البصرة يجب أن يكون درسا وعبرة، وانتظر منكم عملا جادا، وعليكم الكشف عن المجرمين بأسرع وقت، كما نرفض أي شكل من أشكال التدخلات السياسية في العمل الأمني".

زيارة خاطفة

ووصل الكاظمي برفقة وزير الداخلية، إلى محافظة البصرة فور عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن. 

وقالت مصادر محلية، إن الكاظمي وصل عصر اليوم إلى بغداد قادما من الولايات المتحدة بعد زيارة رسمية، واتجه فور وصوله إلى محافظة البصرة التي تعيش منذ أيام أوقاتا عصيبة مع استمرار مسلسل اغتيالات الناشطين والصحافيين والباحثين في العراق.

وشهدت المحافظة الجمعة، تنفيذ الخطة الأمنية التي يشرف عليها وزير الداخلية عثمان الغانمي لتعقب القتلة وملفات أخرى أمر الغانمي بتنفيذها من قبل كبار القادة في الوزارة، أهمها القضاء على السلاح المنفلت، وملف المخدرات، والنزاعات العشائرية، واعتقال المجرمين الذين لم تنفذ حتى الآن أوامر القبض عليهم.

وانتشرت قوات مشتركة من الجيش والشرطة قامت باحتجاز المركبات التي لا تحمل أرقاما أصولية والسيارات المظللة، حيث أكدت وزارة الداخلية أنها إحدى الأدوات المستخدمة لقتل الناشطين.

وتواجدت القوات الأمنية في التقاطعات والطرق الرئيسية، أهمها شارع التجاري الذي شهد حادثة اغتيال الناشطة وخبيرة التغذية ريهام يعقوب.

واحتشد العديد من المتظاهرين في البصرة أمام مقر ممثلية مجلس النواب بعد انقضاء مهلة الـ72 ساعة للمطالبة بالكشف عن قتلة الناشطين المدنيين.

وانتشرت قوات من الأمن ومكافحة الشغب بالقرب من ممثلية مجلس نواب البصرة.

ويطالب المحتجون أعضاء مجلس النواب في البصرة بالكشف عن قتلة الناشطين المدنيين والتدخل لوقف السلاح المنفلت في المحافظة، وإرسال قوات من بغداد لتحقيق الأمن في البصرة، وإقالة المسؤولين الفاسدين، والمطالبة بقضاء عادل في المحافظة، إضافة إلى تدخل الأمم المتحدة لفتح تحقيق دولي في قضية اغتيال الناشطين.

اتهامات لإيران

ويتهم ناشطون عراقيون الفصائل المسلحة التابعة لإيران بالوقوف وراء عمليات اغتيال النشطاء قبيل الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في شهر حزيران/يوينو من العام المقبل.

واغتال مسلحون، مساء الأربعاء، الناشطة العراقية ريهام يعقوب، بعد اعتراض سيارتها في حي الرضا بمحافظة البصرة.

و"يعقوب" هي إحدى الناشطات في الاحتجاجات العراقية، ونظمت فعاليات نسوية رياضية، كما تدير مركزا رياضيا في المحافظة.

وأقدم مسلحون مجهولون يوم الاثنين 17 آب/أغسطس على محاولة اغتيال الناشط في حراك تظاهرات البصرة عباس صبحي، والناشطة لوديا ريمون، والناشطة رقية الدوسري، ودخلوا المستشفى لتلقي العلاج.

واغتال مجهولون الناشط في تظاهرات البصرة تحسين أسامة يوم الجمعة، 14 آب/أغسطس بعدما اقتحموا شركة خاصة به، وقتلوه بـ 21 طلقة.

وأسامة هو أحد ناشطي تظاهرات البصرة، والذي يهاجم دائما أساليب الحكومة في تعاطيها مع الأزمات التي يمر بها العراق، وبالخصوص ما يتعرض له الناشطون من موجات اغتيالات.

وطالب في أكثر من موقف بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، ونشر على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك، قبل أيام من اغتياله "يوما ما كُلْنا سَنُذبَح على الطَريقَة الإسلامية".

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأحد, 23 أغسطس - 2020