مفوضية حقوق الإنسان تطالب الكاظمي بالتصدي بحزم لظاهرة اغتيال الناشطين

طالبت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، اليوم الخميس، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالتصدي بحزم لظاهرة اغتيال الناشطين المدنيين.  

وأعربت المفوضية في بيان لها، عن "أسفها وقلقها البالغ من تزايد حالات ومحاولات الاغتيال للناشطين المدنيين والتي بلغت 9 حالات في محافظات البصرة وذي قار وميسان، خلال شهر آب الحالي، ما أدى الى مقتل وإصابة عدد منهم والتي تعدها المفوضية انتهاكا صارخا لحق الحياة والأمن والامان للمواطن".

وأشارت المفوضية، إلى أن "تقاعس الأجهزة الأمنية في ممارسة دورها الدستوري في حماية المواطنين، والناشطين يضع علامات استفهام كبيرة على دورها وتخليها عن واجباتها، تجاه أمن المجتمع والمواطن، وهو ما يجعلنا أمام هاجس انهيار السلم المجتمعي في أي لحظة".

وأكدت على أن "ما يجري من تكرار لحوادث الاغتيالات يجعلنا نجدد مطالباتنا للقائد العام للقوات المسلحة والوزارات والاجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتهم للحفاظ على حياة الناشطين، والمتظاهرين السلميين وحقهم بالأمن والأمان وضرورة العمل بشكل مكثف للكشف عن العصابات المنفلتة التي تقوم بهذه الانتهاكات والجرائم وبث الرعب والخوف وتكميم الافواه وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل". 

إدانات

ودانت واشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، يوم الخميس، عمليات الاغتيال التي طاولت نشطاء المجتمع المدني في العراق.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها تشعر بغضب إزاء اغتيال نشطاء للمجتمع المدني في العراق وهجمات على محتجين في بغداد والبصرة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورجان أورتاجوس في بيان "نحث حكومة العراق على اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة الفصائل والمجرمين والعصابات التي تهاجم العراقيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج السلمي".

وقالت السفارة الأمريكية في بغداد، في بيان صحفي، نشر على صفحتها في "فيسبوك": "تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات الاعتداءات الأخيرة التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومحتجين في البصرة، بما في ذلك عدد من الاغتيالات المستهدفة".

وأضافت "تعد هذه الاعتداءات انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، ونؤيد التزام الحكومة العراقية بمحاسبة أولئك المسؤولين بموجب القانون".

وتابعت السفارة "تؤكد الولايات المتحدة مجددا، دعوتها بأن يتمكن الناشطون المدنيون من العيش والعمل بسلام وأمان دونما خوف من أعمال انتقامية عنيفة ضد نشاطاتهم".

الاتحاد الأوروبي

وفي السياق، علق سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، مارتن هوث، على الاغتيالات، بالقول "أشعر بالحزن الشديد، في عشية السنة الهجرية الجديدة، لرؤية المزيد من الاغتيالات التي تستهدف الناشطين الشباب في البصرة".

وأضاف، في تغريدة على تويتر، أن "اخضاع الميلشيات وجميع العصابات المسلحة للسيطرة وتقديم الجناة للعدالة هو أمر حاسم لأجل مستقبل العراق".

الأمم المتحدة

وأدانت "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق" (يونامي)، يوم الخميس، حوادث اغتيال الناشطين في الاحتجاجات الشعبية، داعية الحكومة إلى ملاحقة الجناة.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في بغداد جينين بلاسخارت، في بيان، إن "مقتل الدكتورة ريهام يعقوب الليلة الماضية، وتحسين أسامة قبل أسبوع، يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في (محافظة) البصرة (جنوب)، ويجب ألا يعيش البصريون في مثل هذا الجو من الرعب والترهيب".

وأضافت بلاسخارت، أن "هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات أكبر من قبل السلطات، ويجب تطبيق القوة الكاملة للقانون للوصول إلى الجناة واعتقالهم ومحاسبتهم، ووضع حد لدائرة العنف هذه".

وأوضح بيان "يونامي"، أن "البعثة الأممية إذ تُقر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة استجابة لهذه التطورات، فإنها تحث على مزيد من الإجراءات لتحقيق العدالة والمساءلة والأمن".

اغتيالات

واغتال مسلحون، مساء الأربعاء، الناشطة العراقية ريهام يعقوب، بعد اعتراض سيارتها في حي الرضا بمحافظة البصرة (جنوب العراق).

و"ريهام يعقوب" هي إحدى الناشطات في الاحتجاجات العراقية، ونظمت فعاليات نسوية رياضية، كما تدير مركزا رياضيا في المحافظة.

وأقدم مسلحون مجهولون يوم الاثنين 17 آب/أغسطس على محاولة اغتيال الناشط في حراك تظاهرات البصرة عباس صبحي، والناشطة لوديا ريمون، والناشطة رقية الدوسري، ودخلوا المستشفى لتلقي العلاج.

وأفاد متظاهرون، بأن ريمون أصيبت في رجلها، بينما دخل صبحي صالة العمليات لإخراج الرصاص من جسده، مضيفين أن حالة كليهما مستقرة.

واغتال مجهولون الناشط في تظاهرات البصرة تحسين أسامة يوم الجمعة، 14 آب/أغسطس بعدما اقتحموا شركة خاصة به، وقتلوه بـ 21 طلقة.

ويتهم عراقيون الفصائل المسلحة التابعة لإيران بالوقوف وراء عمليات اغتيال النشطاء قبيل الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في شهر حزيران/يوينو من العام المقبل.

وأسامة هو أحد ناشطي تظاهرات البصرة، والذي يهاجم دائما أساليب الحكومة في تعاطيها مع الأزمات التي يمر بها العراق، وبالخصوص ما يتعرض له الناشطون من موجات اغتيالات.

وطالب في أكثر من موقف بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، ونشر على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك، قبل أيام من اغتياله "يوما ما كُلْنا سَنُذبَح على الطَريقَة الإسلامية".

إسراء الحسن - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 21 أغسطس - 2020