أصدرت المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا قرارا بحظر جمعية تنشط لمصلحة ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، تعمل على جمع تبرعات للحزب، وقالت إنها تنتهك القوانين في ألمانيا.
وأكدت المحكمة الدستورية الاتحادية العليا في ألمانيا في الثاني من آب 2019، قرار وزارة الداخلية الألمانية بحظر جمعية "ألوان من أجل الأطفال الأيتام" الداعمة لـ "حزب الله" اللبناني.
وتحدثت مصادر مطلعة، أن المحكمة رفضت الطعون المقدمة على قرارات وزارة الداخلية بالحظر، ورأت المحكمة أن قرار حظر الجمعية جاء بعد التأكد من أنها تقوم بنقل تبرعات لدعم الإرهاب، وهذا القرار متوافق مع الدستور.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الاتحادي السابق في ألمانيا، توماس ديميزير، أصدر أمرا يمنع بموجبه في العام 2014 جمعية "ألوان من أجل الأطفال الأيتام" من مزاولة نشاطاتها وحلّها بسبب نشاطها في جمع التبرعات لـ"حزب الله" في بيروت، كانت تخصصها لدعم عائلات المقاتلين في الحزب والذين سقطوا في مواجهات مع إسرائيل.
قرار المنع بحق الجمعية صدر في وقت سابق عن المحكمة الإدارية في عام 2015، وتضمن نص القرار حينها؛ "أن تأمين حياة عائلات ذوي القتلى يقوي الاستعداد لخوض صراع مصحوبا بالعنف بهدف إزالة دولة إسرائيل".
حظر الحزب في ألمانيا
وناقش البرلمان الألماني (بوندستاغ) بتاريخ السادس من شهر حزيران 2019 للمرة الأولى طلبا تقدمت به كتلة "حزب البديل لأجل ألمانيا" لفرض حظر على "حزب الله" اللبناني، وأحيل الطلب حينها إلى لجنة الشؤون الداخلية والوطنية في البرلمان لمزيد من النقاش وإبداء الرأي.
وحث وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو نهاية شهر أيار 2019 ألمانيا، لتحذو حذو بريطانيا وتحظر جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وحسب وزارة الداخلية الألمانية؛ وضعت الجمعية ونشاطاتها تحت المراقبة منذ عام 2009، وقالت إنها جمعت تبرعات بين عامي 2007 و2013 حيث قدرت بـ 3,3 مليون يورو وأرسلتها لمؤسسة "شهيد" في لبنان.
وفي السادس والعشرين من شهر شباط 2019 حظرت الحكومة البريطانية ميليشيا "حزب الله" في المملكة المتحدة، وصنفته ضمن المنظمات الإرهابية، وقال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد في بيان؛ إن "حزب الله مستمر في محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط، ولم نعد قادرين على التفريق بين جناحه العسكري المحظور بالفعل وبين الحزب السياسي، لذلك، اتخذت قرار حظر المجموعة بأكملها".
لوائح الإرهاب
في العام 1997 صنفت الولايات المتحدة الامريكية حزب الله جماعة إرهابية بجانحيه السياسي والعسكري، وفي العام 2001 صنفت بريطانية وحدة الأمن الخارجي التابعة لـ "حزب الله" منظمة إرهابية، وفي العام 2008 صنفت الجناح العسكري للحزب منظمة إرهابية، وفي العام 2013 صنف الاتحاد الأوربي الجناح العسكري لـ "حزب الله" منظمة إرهابية، وفي العام 2016 صنفت دول مجلس التعاون الخليجي "حزب الله" منظمة إرهابية بكافة قادته وكتائبه، وفي ذات العام أقر وزراء الداخلية العرب بأن "حزب الله" منظمة إرهابية في بيانهم الختامي لاجتماعهم الذي عقد في تونس، وفي العام 2019 صنفت بريطانيا "حزب الله" بكافة منظوماته منظمة إرهابية، وكانت الأرجنتين آخر الدول التي صنفت "حزب الله" منظمة إرهابية في العام 2019.
يشار إلى أن "حزب الله" هو حزب شيعي تأسس في لبنان عام 1982م، ودخل معترك السياسة في العام 1985م، وولد من رحم حركة أمل الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران، ويقوم على مبدأ ولاية الفقيه، يشارك في الحياة السياسية في لبنان ويمثّله مجموعة من النواب في البرلمان النيابي، ووزراء في المجلس الوزاري، وبات له مؤسساته الاجتماعية والثقافية والتربوية والصحيّة والإعلامية، وبات يهيمن على الدولة اللبنانية بفضل القوة العسكرية التي يمتلكها وبتوجيه من إيران.
المصدر: إيران إنسايدر