لبنان.. متظاهرون يسيطرون على "وزارة الخارجية" ويطالبون بنزع سلاح "حـزب الله"

سيطر متظاهرون لبنانيون، اليوم السبت، على مبنى وزارة الخارجية اللبنانية، ورفعوا شعارات "بيروت منزوعة السلاح"، "ثورة – ثورة".  

وقالت مصادر إن المتظاهرين يصرون على إخلاء العاصمة اللبنانية من السلاح، في إشارة إلى سلاح حزب الله.

وقالوا إنهم سيسيطرون على عدد آخر من مؤسسات الدولة، وإعادتها للشعب، وإنهم لن يتركوا الساحات حتى تحقيق كامل مطالبهم.

وتظاهر آلاف اللبنانيين في مناطق متفرقة من العاصمة بيروت، للمطالبة بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، بعد الانفجار الدامي الذي ضرب بيروت الثلاثاء الماضي وأودى بحياة أكثر من 175 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين. 

واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أمام مبنى البرلمان، استخدمت فيها القنابل الدخانية والغازات المسيلة للدموع، لتفريق جموع المتظاهرين فيما رد المحتجون بإلقاء الحجارة.

وشهدت ساحة الشهداء وسط بيروت توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا على احتجاجاتهم اسم "سبت تعليق المشانق" و"يوم الحساب"، تعبيرا عن غضبهم واستيائهم من الطبقة السياسية، التي طالبوا بإسقاطها.

وقال الصليب الأحمر إنه أسعف 44 شخصا أصيبوا بجروح إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

انهيار اقتصادي

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أدت إلى ارتفاع معدّل التضخّم وجعل قرابة نصف السكّان يعيشون تحت خط الفقر، وفقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءا من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج، وزاد على ذلك انفجار بيروت الدامي الذي أودى بحياة المئات وإصابة الآلاف.

ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.

وتدهور مستوى معيشة اللبنانيين بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار، وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تضاعفت أسعار السلع الغذائية يوميا مع ارتفاع سعر الدولار، وبات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه خوفا من ارتفاع سعره في اليوم التالي، ولا سيّما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوما بعد يوم.

وارتفع سعر الأجبان والزيت النباتي والشاي والحليب، ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، فيما ارتفع سعر الخبز بنسبة 25 في المائة، بينما سعر الحبوب مثل الفاصولياء والعدس ارتفع ضعفين.

وتعثرت محادثات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، بسبب خلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي وكيفية توزيعها.

واستشعر اللبنانيون هاجس الانهيار منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وأن بلدهم يمشي بخطى ثابتة نحو المجهول في ظل أزمات غير مسبوقة تتفجر تباعا في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة.

وبدأت الأزمات المتلاحقة من شحّ الدولار مرورا بالخبز والمحروقات وكارثة الحرائق التي فشلت أيضا السلطة اللبنانية بالسيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى كالفقر والبطالة والفساد المستشري.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 8 أغسطس - 2020