لماذا يرفض عون ونـصـرالله فتح تحقيق دولي بانفجار بيروت؟

أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، عن رفض إجراء تحقيق دولي لانفجار مرفأ بيروت، معتبرا أن فتح تحقيق دولي هو "مضيعة للوقت"، حسب تعبيره.  

وقال عون، في دردشة مع الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري، إن هدفه تبيان حقيقة انفجار مرفأ بيروت من خلال التحقيق الجاري، مشددا على تحقيق العدالة وعلى أنه ما من أحد يمكنه أن يدفعه باتجاه الخطأ أو يمنعه من كشف الحقائق.

وأضاف "في هذه القضية لن يكون هناك صغير أو كبير، بل ستكون أبواب المحاكم كلها مفتوحة أمام الكبار والصغار على حد سواء".

ونفى الرئيس اللبناني، أن يكون التحقيق الدولي قد طرح في المحادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال "إننا أمام تغييرات وإعادة نظر بنظامنا القائم على التراضي، بعد أن تبين أنه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة"، مضيفا أن "لا تدويل للأزمة، فإذا لم نتمكن من حكم أنفسنا لا يمكن لأحد أن يحكمنا، ولن تُمس السيادة اللبنانية في عهدي".

وفي السياق، رفض زعيم "حـزب الله" حسن نصر الله، الدعوات لتدويل قضية التحقيق في الانفجار، وإحالتها إلى جهات دولية، قائلا إن الأفضل هو أن يحقق الجيش في القضية، أو أن يكون تحقيقا مشتركا مع الجهات القضائية.

ويثير رفض عون ونصرالله، لإجراء تحقيق دولي في انفجار بيروت، العديد من إشارات الاستفهام، خاصة وأن خبراء يشككون برواية انفجار شحنة نترات الأمونيوم بعد تخزينها لسنوات، ويؤكدون أن حزب الله يستخدم المرفأ والعنبر رقم 12 لتصنيع حشوات صواريخ من شحنة نترات الأمونيوم.

ويرى مراقبون أن إصرار عون ونصرالله على عدم إجراء تحقيق دولي هدفه طمس معالم الجريمة، وتحميل المسؤولية لبضعة أشخاص ككبش فداء، والتستر على الفاعل الحقيقي المتهم بالمسؤولية عن وقوع الانفجار.

مطالبات بتحقيق دولي

وطالب 4 رؤساء حكومة سابقون في لبنان وقوى سياسية بإجراء تحقيق دولي بشأن الانفجار المدمر الذي هز مرفأ بيروت قبل يومين وأدى إلى مقتل وجرح آلاف الأشخاص.

ودعا رؤساء الوزراء السابقون سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، إلى الطلب من الأمم المتحدة أو الجامعة العربية لتشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية لمباشرة مهامها في كشف ملابسات الكارثة التي وقعت في بيروت، كما طالب رؤساء الوزراء السابقون الأجهزة العاملة في مرفأ بيروت بالمحافظة على مسرح الانفجار وعدم المساس به.

وخلّف انفجار مرفأ بيروت 154 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح ومئات المفقودين في حصيلة غير نهائية، بخلاف دمار مادي فادح طال المرافق والمنشآت والمنازل، وفقدان 300 ألف شخص مساكنهم.

وقالت "كتلة المستقبل" بقيادة الحريري، إن هناك شكوكا خطيرة تحيط بانفجار مرفأ بيروت من حيث التوقيت والظروف والموقع وكيفية حصوله، ووصفت ما حصل بالحرب التدميرية.

وطالبت الكتلة -بعد اجتماع افتراضي عقدته برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري- بتحقيق قضائي وأمني شفاف لا يخضع للمساومة، وفق تعبيرها، وبمشاركة خبراء دوليين ولجان متخصصة قادرة على كشف الحقيقة.

وشددت كتلة المستقبل على معرفة المسؤول المباشر عن تخزين مواد شديدة الانفجار، وأسباب وجودها منذ سنوات.

جنبلاط وجعجع

كما طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بلجنة تحقيق دولية للكشف عن ملابسات انفجار المرفأ.

وأضاف جنبلاط -في مؤتمر صحفي، أن المادة المتفجرة بحاجة إلى ما سماه الصاعق حتى تنفجر.

وأعرب عن عدم ثقته في الحكومة الحالية للكشف عن الحقيقة، قائلا إن "هناك تقصيرا فادحا في القضاء والأجهزة الأمنية، اليوم يحاولون التبرؤ، لذا لا نؤمن بلجنة تحقيق محلية".

وفي الاتجاه نفسه، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع -في مؤتمر صحفي- بلجنة تقصي حقائق دولية توفدها الأمم المتحدة، مرجعا الأمر لفقدان الثقة في الطبقة الحاكمة في لبنان.

وأضاف جعجع أنه يدعو إلى إنشاء صندوق دولي لإغاثة المنطقة المنكوبة والقطاعات المتضررة بإشراف أممي.

وعزز مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الأصوات الداعية لإجراء تحقيق دولي بشأن انفجار بيروت.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 7 أغسطس - 2020