توقع "المعهد الأطلسي الأمريكي"، أن تزيد إسرائيل هجماتها في سوريا خلال الفترة المقبلة لاستهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانيّة التي ستسلّم إلى نظام الأسد بعد أن وقعت طهران معه اتفاقية دفاع مشترك بداية الشهر الحالي.
وقال التقرير -الذي أعدّه أستاذ الحكم والسياسة في جامعة جورج ميسون مارك كاتس- إنه من غير المتوقّع أن تسمح الحكومة الإسرائيليّة لإيران والنظام السوري بنصب منظومتيهما الخاصّة للدفاع الجوي.
وكانت آخر غارة إسرائيلية على سوريا في 21 يوليو/تموز الحالي طالت مواقع للنظام و"حزب الله" في ريف دمشق الجنوبي والغربي، بالإضافة إلى ريف القنيطرة، واستهدفت قيادة الفرقة الأولى في جيش النظام في مدينة الكسوة في ريف دمشق الغربي، بالإضافة إلى مواقع "حزب الله" في ريف القنيطرة على الحدود مع الجولان، وأدت الغارات إلى مقتل 5 أشخاص بينهم عنصر من "حزب الله".
ووقع النظام السوري في 8 تموز/يوليو اتفاقية عسكرية جديدة مع إيران، تتضمن تعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى مجالات عمل القوات المسلحة، بينها تعزيز قوات النظام السوري بأنظمة دفاع جوي إيرانية من طراز "خرداد".
وأوضح التقرير -الذي ترجمه موقع "عرب 48"- أنه "حتى الآن روسيا هي المزوّد الأساسي لمنظومات الدفاع الجوي في سوريا، والقوات الروسية هي الوحيدة القادرة على تفعيل منظومات الدفاع الجويّ في القواعد العسكريّة".
وأضاف، أن محاولات النظام السوري لاعتراض الصواريخ الإسرائيليّة أو الهجوم على الطائرات الإسرائيليّة "فشلت في معظمها"، وكشف أنّ الصواريخ التي زوّدت روسيا بها النظام السوري "قديمة جدا، ولا تلائم السلاح الإسرائيلي المتقدّم".
ورغم أن روسيا زوّدت النظام السوري بمنظومات صواريخ متقدّمة مثل منظومة "إس-300" المضادة للطائرات، إلا أن المعهد يرجّح أنها بقيت تحت التحكّم الروسي ولا تزال غير مفعّلة، مضيفا، أنّ التوقيع على الاتفاقيّة العسكريّة بين إيران والنظام السوري سيؤدّي كذلك إلى تصاعد التوتّرات بين إيران وروسيا حول سوريا.
وبحسب التقرير، رغم احتمال غضب النظام السوري وإيران من روسيا لعدم السماح لهما بالعمل أكثر لإحباط الهجمات الإسرائيليّة، إلا أنهما ما زالا يعتمدان على سلاح الجو الروسي لإدارة معاركهما ضد "أعداء الأسد الكثر"، "خصوصا عندما كانت نجاة نظام الأسد موضع شكّ، لم تكن إيران وسوريا في وضع يسمح لهما بنقاش هذا الموضوع مع موسكو".
وخلص التقرير إلى أنّه "إذا اشتدّت حدّة الصراع الإسرائيلي-الإيراني في سوريا، فإن الولايات المتحدة أيا كان رئيسها، ستدعم إسرائيل بلا شكّ، ما سيمكّنها من أن تكون أقلّ حذرا مما تريده روسيا" وهو ما سيؤدي إلى خيارين لموسكو في سوريا "إما الوقوف إلى جانب إيران أكثر، وتحويل الصراع في سوريا إلى أمريكي-إيراني" وهو ما يقدّر التقرير أن روسيا والولايات المتحدة لا ترغبان به، أو الخيار الآخر وهو "الوقوف جانبا، والمخاطرة بازدياد النفوذ الإيراني في سوريا على حساب النفوذ الروسي".
واستنتج التقرير أنه في كلتي الحالتين ستؤدّي الاتفاقية المبرمة بين إيران والنظام السوري إلى تحول الصراع إلى إسرائيلي إيراني، ما يحدّ من قدرة روسيا على السيطرة على ما يجري في سوريا، وهو ما "علمت به الولايات المتحدة بعد التدخّل الروسي في سوريا عام 2015".
إيران إنسايدر