لماذا حذفت إيران أربعة أصفار من عملتها واستبدلت الريال بالتومان؟

أصدرت الرئاسة الإيرانية، يوم الأربعاء، قرارا، يقضي بحذف أربعة أصفار من العملة الوطنية واستبدال الريال بالتومان. 

وقال رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الايرانية محمود واعظي، "تم إقرار حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية في البلاد وسوف يتم تبديل العملة الوطنية من الريال إلى التومان، لأن التومان هو الرائج في التبادلات الداخلية".

ومن المرتقب أن يقدم رئيس البنك المركزي معلومات أكثر عن الموضوع يوم الأحد القادم.

ويرى محللون اقتصاديون أنه وبحذف الأصفار الأربعة تكون إيران أقرت بتهاوي قيمة العملة، وضرورة الإسراع في خطوات تعكس الواقع المرير للحال الاقتصادية في ضوء العقوبات الأمريكية المفروضة.

جدوى الحذف

وتلجأ الحكومات إلى حذف أصفار عندما تفقد عملتها القوة الشرائية، ويكون ذلك بديلا عن إصدار فئات كبيرة من العملة، ومع اشتداد العقوبات الخانقة على طهران، تعمق تهاوي العملة، ولم يعد أمام البنك المركزي سوى تجربة حذف أصفار من الريال الإيراني في محاولة للتكيف مع التضخم المتصاعد جراء التدهور المطرد الذي تعانيه البلاد.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها طهران بحذف الأصفار، ففي عام 2017 اضطر المركزي إلى حذف صفر واحد، أما هذه المرة فالتوصيات تتحدث عن حذف 4 أصفار، ومع هذا الحذف، فإن المليون ريال إيراني سيساوي 100 ريال فقط.

وكانت العملة الإيرانية هوت مقابل الدولار خلال العامين الماضيين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع التضخم بـ30%، ما جعل الدولار الأميركي يقفز بنسبة 221% أمام الريال الإيراني.

ويؤكد خبراء اقتصاديون عدم جدوى عملية حذف الأصفار في زيادة قيمة العملة، وذلك بسبب عدم قيام الحكومة بإصلاحات أساسية في النظام النقدي والمصرفي في البلاد.

التضخم 48%

وذكر مركز الإحصاء الإيراني في تقريره الأخير، يوم الخميس 25 تموز، أن معدل التضخم ارتفع إلى نسبة 48% مع موجة الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية.

ووفقا للتقرير، يشير معدل التضخم إلى حجم الارتفاع المستمر لأسعار السلع في ظل استمرار تدهور قيمة العملة الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية.

وأوضح مركز الإحصاء الإيراني أن أسعار السلع والخدمات في إيران بقيت مرتفعة لكن ثابتة نسبيا وبشكل متباطئ خلال شهر تموز مقارنة بالشهور السابقة.

ومع هذا يقول خبراء بالاقتصاد الإيراني إنه لا يمكن الوثوق بالأرقام والإحصائيات الحكومية لأن الواقع الاقتصادي للبلاد والوضع المعيشي للمواطنين يثبت غير ذلك، ويقدرون نسبة التضخم بـ 75%.

وبلغ سعر صرف الدولار 120 ألف ريال إيراني يوم الأربعاء 31 تموز مقارنة بسعر صرف عام 2017 البالغ 34 ألف ريال للدولار بتراجع مهول تبلغ نسبته 250%، بينما كان سعر صرف الدولار الأميركي قبيل الثورة الإيرانية عام 1979 حوالي 70 ريالا إيرانيا فقط، بما يعكس التهاوي المرير الذي تعرضت له قيمة العملة الإيرانية.

المصدر: إيران إنسايدر + العربية نت

مقالات متعلقة

الأربعاء, 31 يوليو - 2019