تحركات فرنسية-أمريكية لمساعدة لبنان.. والكرة بملعب "حـزب الله"

كشف مصدر دبلوماسي فرنسي، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، سيعلن عن خطة شاملة لمساعدة لبنان، تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية.  

وشدد على أن "لبنان، ليس قضية خاسرة، وتركُه يعني فتح ساحته لآخرين"، لافتا إلى أن هناك عمل وتنسيق بين الأمريكيين والفرنسيين حول لبنان.

ووصل وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، يوم الأربعاء، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة استمرت يومين. 

وسبق زيارة لودريان تحركات فرنسية على الساحة اللبنانية، تجسدت بزيارة مسؤول فرنسي إلى لبنان منذ فترة، ولقاء السفير الفرنسي في لبنان، برونو فوشي بمسؤولين لبنانيين.

ولم تكن التحركات الأمريكية بعيدة فواكبت التحضير الفرنسي، وصرحت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن "واشنطن ترى في حزب الله قوة مزعزعة للاستقرار في لبنان"، وأنّ "أمام القادة اللبنانيين خيارات صعبة وسنفعل ما بوسعنا للعمل مع الفرنسيين وغيرهم من أجل مستقبل أفضل للبنان". 

وكان صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، كشفت أن تواصلا فرنسيا مع حزب الله جرى قبل زيارة لودريان، ربما يكون تمهيدا للقاء يعقده وزير الخارجية الفرنسي مع وفد من الحزب.

وأكدت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة، لموقع "لبنان 24"، أنّ لقاءا قد يجمع وزير الخارجية الفرنسي مع وفد رفيع من "حزب بالله"، حيث سيقدم "عرضا باسم المجتمع الدولي تقبله الولايات المتحدة".

ونظرا إلى حالة الترقب التي تحكم على المشهد الإقليمي، كشفت المصادر أنّ الفرنسيين يتوقعون أن يرفض حزب الله العرض، فـ"ما زالت إيران تشتري الوقت بانتظار الانتخابات الأمريكية"، وهو الدافع وراء امتناع الفرنسيين عن الإفصاح عنها. وهذا يعني أنّ أهداف الزيارة المعلنة ستطغى على أي نتائج، بحسب المصادر الدبلوماسية الغربية نفسها.

انهيار اقتصادي

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أدت إلى ارتفاع معدّل التضخّم وجعل قرابة نصف السكّان يعيشون تحت خط الفقر، وفقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءا من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج.

ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.

وتدهور مستوى معيشة اللبنانيين بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار، وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تضاعفت أسعار السلع الغذائية يوميا مع ارتفاع سعر الدولار، وبات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه خوفا من ارتفاع سعره في اليوم التالي، ولا سيّما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوما بعد يوم.

وارتفع سعر الأجبان والزيت النباتي والشاي والحليب، ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، فيما ارتفع سعر الخبز بنسبة 25 في المائة، بينما سعر الحبوب مثل الفاصولياء والعدس ارتفع ضعفين.

وتعثرت محادثات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، بسبب خلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي وكيفية توزيعها.

واستشعر اللبنانيون هاجس الانهيار منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وأن بلدهم يمشي بخطى ثابتة نحو المجهول في ظل أزمات غير مسبوقة تتفجر تباعا في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة.

وبدأت الأزمات المتلاحقة من شحّ الدولار مرورا بالخبز والمحروقات وكارثة الحرائق التي فشلت أيضا السلطة اللبنانية بالسيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى كالفقر والبطالة والفساد المستشري.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 24 يوليو - 2020