مرجع شيعي بارز يدعم دعوة البطريرك الماروني لحياد لبنان

أعلن المرجع الشيعي اللبناني البارز علي الأمن، عن دعمه للطرح الذي أطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بضرورة التزام الدولة والقوى السياسية اللبنانية الحياد في صراعات المحاور الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط.  

وقال الأمين -الذي يعد أحد أبرز المناهضين لحزب الله بلبنان- في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، عقب اللقاء مع بطريرك الموارنة، إن المقصود بالحياد أن تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها، وأن تكون المرجعية الوحيدة لجميع القوى والأحزاب الموجودة وألا تخضع لهيمنة أي منها، بمعنى الشخصية المستقلة التي تُخرج لبنان من كونه ساحة للصراعات والنزاعات.

وأضاف "هذا هو مفهوم الحياد، وليس كما يفهمه البعض بأن الحياد هو بين حق وباطل أو بين ظلم وعدل، فلا حياد بين الظلم والعدل وبين الحق والباطل".

وأردف الأمين "الجميع في لبنان آمن بنهائية الوطن والعيش المشترك، والشعب اللبناني بكل طوائفه هو كل لا يتجزأ، ونحن نرفض كل الشعارات الطائفية، وليس فينا كثير يهيمن على القليل ونرفض منطق الاستقواء بالأكثرية والعددية، والذي نطلبه هو مرجعية الدولة ذات الشخصية المستقلة الخارجة عن الهيمنات الطائفية والحزبية".

وأطلق البطريرك الماروني، مؤخرا دعوة إلى ضرورة الحرص على استقلال لبنان وحياده عن الصراعات والنزاعات الإقليمية وتحرير الشرعية اللبنانية من أي حصار وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان، وهي المبادرة التي لاقت ترحيبا وتأييدا كبيرا من قبل قوى المعارضة السياسية اللبنانية.

انهيار اقتصادي

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أدت إلى ارتفاع معدّل التضخّم وجعل قرابة نصف السكّان يعيشون تحت خط الفقر، وفقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءا من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج.

ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.

وتدهور مستوى معيشة اللبنانيين بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار، وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تضاعفت أسعار السلع الغذائية يوميا مع ارتفاع سعر الدولار، وبات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه خوفا من ارتفاع سعره في اليوم التالي، ولا سيّما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوما بعد يوم.

وارتفع سعر الأجبان والزيت النباتي والشاي والحليب، ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، فيما ارتفع سعر الخبز بنسبة 25 في المائة، بينما سعر الحبوب مثل الفاصولياء والعدس ارتفع ضعفين.

وتعثرت محادثات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، بسبب خلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي وكيفية توزيعها.

واستشعر اللبنانيون هاجس الانهيار منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وأن بلدهم يمشي بخطى ثابتة نحو المجهول في ظل أزمات غير مسبوقة تتفجر تباعا في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة.

وبدأت الأزمات المتلاحقة من شحّ الدولار مرورا بالخبز والمحروقات وكارثة الحرائق التي فشلت أيضا السلطة اللبنانية بالسيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى كالفقر والبطالة والفساد المستشري.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 22 يوليو - 2020