بريطانيا تُنذر وكوريا تدخل على خط المواجهة وإيران تحذّر

تعتزم كوريا الجنوبية إرسال قواتها للانضمام للقوة البحرية لحماية أمن الملاحة في الخليج العربي، إثر مهاجمة أربعة ناقلات في شهري أيار وحزيران الماضيين، واحتجاز ناقلتين من قبل الحرس الثوري الإيراني "الرياح" و"ستينا إمبيرو" في شهر تموز، يأتي ذلك بعد يوم من إعلان لندن وصول مدمرة ثانية إلى مياه الخليج. 

ومع تعزيز الدول الغربية لقواتها في المنطقة التي تشهد توترا متصاعدا منذ منتصف شهر تموز الجاري، ترفض إيران مبدأ المقايضة للإفراج عن ناقلتها المحتجزة في جبل طارق بتاريخ 4 تموز، مقابل الإفراج عن الناقلة البريطانية التي احتجزتها إيران قبالة خليج عمان في 19 تموز، وحذرت من التعزيزات العسكرية المتواصلة التي تصل إلى الخليج العربي.

قوات كورية

وذكرت تقارير إعلامية أن سيئول تعتزم الانضمام إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بوحدة بحرية "تشونغ هيه" التي تضم مدمرة للمساعدة في حماية ناقلات النفط أثناء عبورها مضيق هرمز.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن الحكومة تبحث سبل حماية سفنها في المنطقة، ولكن لم يتم اتخاذ قرار، في حين صرح رو جاي تشيون نائب المتحدث باسم الوزارة بأنه "من الواضح أن علينا حماية سفننا أثناء عبور مضيق هرمز، أليس كذلك؟ ولذلك ندرس الاحتمالات المختلفة".

مدمرة ثانية

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن المدمرة البحرية "إتش أم أس دانكن" وصلت إلى مياه الخليج لتأمين السفن البريطانية التي تمر عبر مضيق هرمز، وستنضم إلى فرقاطة أخرى موجودة بالخليج، لدعم سلامة عبور السفن.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن حرية التنقل في مضيق هرمز أمر حيوي، ليس فقط لبلاده، ولكن لشركاء وحلفاء بريطانيا الدوليين أيضا، مضيفا أن لندن ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، بينما تواصل البحرية البريطانية توفير الحماية لسفن المملكة المتحدة.

وكانت بريطانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تخطط لتشكيل قوة بقيادة أوروبية لحماية الشحن البحري، إلا أنها أكدت أنها لا تسعى للدخول في مواجهة مع إيران.

وطلبت لندن من السفن التي ترفع العلم البريطاني إبلاغها بمواقيت عبورها لمضيق هرمز، وقد واكبت "إتش إم إس مونتروز" بالفعل 35 سفينة تجارية خلال 20 رحلة عبور، بحسب البحرية الملكية البريطانية.

والأحد عبّر وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان عن ارتياحه "لأن (إتش إم إس دانكان) ستواصل العمل المتقن الذي تؤديه (إتش إم إس مونتروز) التي تسهم في حماية هذا الممر الرئيسي".

وتابع وزير الدفاع البريطاني "في حين نواصل الدفع باتجاه حل دبلوماسي يتيح مجددا العبور من دون مواكبة عسكرية، ستستمر البحرية الملكية في توفير الحماية للسفن البريطانية إلى أن يصبح ذلك واقعا".

وكشفت تقارير إخبارية عن اعتزام حكومة المملكة المتحدة إرسال "عدد صغير" من الجنود الإضافيين إلى قاعدة في البحرين الأسبوع الجاري لتعزيز الحماية البحرية للسفن التي تمر عبر الخليج بعد التوترات المتزايدة مع إيران.

بريطانيا تُنذر

وأنذرت بريطانيا طهران بأن عليها اتباع القواعد الدولية والإفراج عن الناقلة البريطانية التي تحتجزها إذا كانت تريد "الخروج من الظلام"، وأكدت أنه لن يكون هناك تبادل للناقلات المحتجزة.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في تصريح لشبكة سكاي نيوز يوم الاثنين، "إذا كان الإيرانيون يريدون الخروج من الظلام وتقبّلهم كعضو مسؤول بالمجتمع الدولي، فإن عليهم الالتزام بنظام المجتمع الدولي المبني على القواعد".

وأضاف راب -الذي عين مؤخرا وزيرا للخارجية- في كلامه الموجه للمسؤولين الإيرانيين: "لا يمكنكم المضي في احتجاز سفن أجنبية بشكل غير قانوني".

وفيما بدا ردا على طرح إيراني غير رسمي بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة من قبل سلطات جبل طارق مقابل السفينة البريطانية، أكد "راب" أن الأمر "لا يتعلق  بنوع من المقايضة وإنما يتعلق بالالتزام بالقانون الدولي".

رفض المقايضة

بدوره، قال السفير الإيراني في بريطانيا، حميد بعيدي نجاد على تويتر، إنه "من المستحيل المضي في الإفراج عن الناقلة البريطانية مقابل الإفراج عن الناقلة الإيرانية كما تقترح وسائل إعلام بريطانية".

وعزا بعيدي نجاد ذلك إلى "أن بريطانيا احتجزت الناقلة الإيرانية بشكل غير شرعي، بينما تم احتجاز الناقلة البريطانية لانتهاكها بعض قواعد السلامة أو الأمن في مضيق هرمز"، وفق قوله.

لكن السفير البريطاني لدى إيران، روب ماكير، قال على تويتر، إن "تخفيف التوترات هو الأولوية الأولى لبريطانيا وسفارتها في طهران، وإن التهدئة من مستوى التوتر لا تزال هي الأولية الأولى للسفارة ولبريطانيا. وفي هذا الرابط تلاحظون نموذجاً للمساعي المبذولة من قبل الحكومة البريطانية إلى اليوم بغية خفض التوترات في الخليج"، وكان يشير إلى رابط لموقع الحكومة البريطانية الرسمي بهذا الخصوص.

روحاني يحذر

بدوره، قال الرئيس الإيراني إن بلاده ستواجه بكل قوة أي محاولة لانتهاك قوانين الملاحة وأمن مضيق هرمز والمنطقة الخليجية وبحر عمان، معتبرا أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة سيزيد من حدة التوتر ولن يكون في صالح المنطقة.

وأضاف روحاني أن طهران لم تبدأ التوتر مع باقي الدول، وأن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي هو السبب الرئيس لتأجيج الوضع في المنطقة.

وقال إن طهران ومسقط هما المسؤولان الرئيسان عن ضمان أمن الملاحة في المياه الخليجية ومضيق هرمز وبحر عمان.

وارتفعت حدة التوتر في منطقة مضيق هرمز بسبب الأزمة المستمرة بين إيران والولايات المتحدة ودول غربية؛ إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث أعلن عدد من حلفاء واشنطن إرسال قوات عسكرية لضمان أمن الملاحة في المضيق.

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 30 يوليو - 2019